شبهة لقطع هذا البلعوم
( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ ) رواه البخاري (رقم/120)
وعَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ ، قَالَ :
( قِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : أَكْثَرْتَ أَكْثَرْتَ ، قَالَ : ( فَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ ، وَلَمَا نَاظَرْتُمُونِي ) القشع : ما يقلع عن وجه الأرض من المدر والحجر .
رواه أحمد في " المسند " (16/563) وقال المحققون : إسناده صحيح .
الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد
يقول الإمام القرطبي رحمه الله :
" قال علماؤنا : وهذا الذي لم يبثه أبو هريرة وخاف على نفسه فيه الفتنة أو القتل إنما هو مما يتعلق بأمر الفتن ، والنص على أعيان المرتدين ، والمنافقين ، ونحو هذا مما لا يتعلق بالبينات والهدى ، والله تعالى أعلم " انتهى.
" الجامع لأحكام القرآن " (2/186)
ويقول الإمام الذهبي رحمه الله :
" عن مكحول ، قال : كان أبو هريرة يقول : رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه – يعني : من العلم -.
قلت – أي الإمام الذهبي - : هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع ، أو المدح والذم ، أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه ، فإنه من البينات والهدى . وفي صحيح البخاري : قول علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله . وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء لأوذي ، بل لقتل ، ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة ، فله ما نوى ، وله أجر وإن غلط في اجتهاده " انتهى.
" سير أعلام النبلاء " (2/597)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم ، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضهم ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم ، كقوله : أعوذ بالله من رأس الستين ، وإمارة الصبيان . يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية ؛ لأنها كانت سنة ستين من الهجرة ، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة .
الالزامات على الرافضة
تفسير الصافي-الفيض الكاشاني
المقدمة السادسة
في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك
صفحة 43
وفي رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر فقال : يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه علي عليه السلام وانصرف ثم احضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن فقال له عمر إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار . فأجابه زيد إلى ذلك ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما قد عملتم . ثم قال عمر : فما الحيلة ؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة . فقال عمر : ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه . فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك وقد مضى شرح ذلك ، فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم . فقال : يا أبا الحسن إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه . فقال علي عليه السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا
تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به ان القرآن الذي عندي لا يمسه الا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر فهل وقت لاظهاره معلوم قال علي عليه السلام اذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به .
علي اخفى القرآن الكريم ...
-----
نقل آية الله ملا زين الكلبايكاني: (وعن أمير المؤمنين مشيراً إلى صدره: ان هاهنا لعلوماً جمة لو وجدت لها حملة. وقال ايضاً : إنّ في صدري علماً لو أبرزته لكم لاضطربتم كاضطراب الحبل الطويل في بئر الماء العميق.
وعنه أيضاً: لو فسّرت لكم قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . لرجمتوني .
انوار الولاية ص372
وأخرج الكشي بإسناده عن جابر الجعفي قال: (رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد مني . رجال الكشي ص 194