رؤية المؤمنين جبريل بصورة دحية الكلبي
قال الامام احمد : " 24994 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَحْزَابِ، دَخَلَ الْمُغْتَسَلَ لِيَغْتَسِلَ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: أَوَقَدْ وَضَعْتُمُ السِّلَاحَ، مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام، مِنْ خَلَلِ الْبَابِ قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ " (4) .
__________
(4) إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بنُ سَلَمة من رجاله، وبقيتهم ثقات من رجال الشيخين. عفَّان: هو ابن مسلم الصفَّار " مسند أحمد بن حنبل - تحقيق شعيب الارناؤوط - ج 41 ص 458
وقال الامام الالباني : " 1111 - " أشبه ما رأيت بجبرائيل دحية الكلبي " .
أخرجه ابن سعد ( 4 / 250 ) عن ابن شهاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح إلا أنه مرسل ، ابن شهاب و هو الزهري تابعي صغير . و لكن له شاهد من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ : " عرض علي الأنبياء ... " . الحديث و في آخره . " و رأيت جبريل ، فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية "
. أخرجه مسلم ( 1 / 106 ) و أحمد ( 3 / 334 ) و ابن عساكر ( 17 / 155 / 1 ) من طريق الليث عن أبي الزبير عنه . و أخرج ابن سعد أيضا عن ابن عمر قال : " كان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي " . و إسناده صحيح على شرط مسلم ، و به أخرجه أحمد ( 2 / 107 ) عقب حديث ابن عمر الآخر في مجيء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و سؤاله إياه عن الإسلام و الإيمان و الإحسان . و في المسند ( 6 / 142 ) عن عائشة رضي الله عنها : " و كان دحية الكلبي تشبه لحيته و سنه و وجهه جبريل عليه السلام " و إسناده جيد . و عنده ( 6 / 146 ) من طريق مجالد عن الشعبي عن أبي سلمة عنها قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده على معرفة فرس و هو يكلم رجلا ، قلت : رأيتك واضعا يدك على معرفة فرس دحية الكلبي و أنت تكلمه ، قال : و رأيتيه ؟ قالت : نعم ،
قال : ذاك جبريل عليه السلام ، و هو يقرئك السلام .. " الحديث . و إسناده حسن في الشواهد ، و قد أخرجه ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عنها نحوه ، دون إقراء السلام ... و إسناده قوي بما قبله " سلسلة الاحاديث الصحيحة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 3 ص 185
ولقد ورد في كتب الامامية ان جبريل عليه السلام كان يتمثل بصورة دحية الكلبي
قال الشريف المرتضى : " المسألة الثامنة عشر [ تمثل جبرئيل في صورة دحية الكلبي ] نزول جبرئيل عليه السلام بالوحي في صورة الكلبي كيف كان يتصور بغير صورته، ثم هو القادر عليها أو القديم تعالى يشكل وليست صورة جبرئيل، فإن كان الذي من القرآن من صورة غير جبرئيل ففيه ما فيه، وإن كان من جبرئيل فكيف يتصور بصورة البشر. وهذه القدرة قد رويت أن إبليس يتصور وكذلك الجن. أريد توضيح أمر الفلك وما كان يسمعها جبرئيل من الوحي أمن الباري تعالى أم من [ وراء ] حجاب، وكيف كان يبلغه وهو جبرئيل يعلم من صفات الباري أكثر مما نعلمه أو مثله، وأين محله من السماء، وهل القديم إذا خطر ببال جبرئيل يكون متحيرا فيه مثلنا ويكون سبحانه لا تدركه الأوهام، أو منزه علينا وجميع الملائكة أيضا. (الجواب) وبالله التوفيق: إن نزول جبرئيل عليه السلام بصورة دحية كان لمسألة من النبي صلى الله عليه وآله لله تعالى في ذلك، فأما تصوره فليس بقدرته بل الله تعالى يصوره كذلك حقيقة لا شكلا . والذي كان يسمعه النبي صلى الله عليه وآله من القرآن من جبرئيل في الحقيقة كان، فأما إبليس والجن فليس يقدران على التصور. وكل قادر بقدرة فحكمهم سواء في أنهم لا يصح أن يصوروا نفوسهم، بل اقتضت المصلحة أن يتصور بعضهم بصورة يصوره الله تعالى للمصلحة. فأما جبرئيل عليه السلام وسماعه الوحي فيجوز أن يتكلم الله تعالى بكلام يسمعه فيعلمه، ويجوز أن يقرأه من اللوح المحفوظ " رسائل المرتضى - الشريف المرتضى - ج 4 ص 25 – 26
ولقد راى ابو ذر رضي الله عنه جبريل عليه السلام بصورة دحية الكلبي كما جاء في الكافي : " 25 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ مَعَهُ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَ قَدِ اسْتَخْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَلَمَّا رَآهُمَا انْصَرَفَ عَنْهُمَا وَ لَمْ يَقْطَعْ كَلَامَهُمَا فَقَالَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) يَا مُحَمَّدُ هَذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ مَرَّ بِنَا وَ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْنَا أَمَا لَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ لَهُ دُعَاءً يَدْعُو بِهِ مَعْرُوفاً عِنْدَ أَهْلِ السَّمَاءِ فَسَلْهُ عَنْهُ إِذَا عَرَجْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا ارْتَفَعَ جَبْرَئِيلُ جَاءَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مَا مَنَعَكَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْ تَكُونَ سَلَّمْتَ عَلَيْنَا حِينَ مَرَرْتَ بِنَا فَقَالَ ظَنَنْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ الَّذِي كَانَ مَعَكَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ قَدِ اسْتَخْلَيْتَهُ لِبَعْضِ شَأْنِكَ فَقَالَ ذَاكَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) يَا أَبَا ذَرٍّ وَ قَدْ قَالَ أَمَا لَوْ سَلَّمَ عَلَيْنَا لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ فَلَمَّا عَلِمَ أَبُو ذَرٍّ أَنَّهُ كَانَ جَبْرَئِيلَ ( عليه السلام ) دَخَلَهُ مِنَ النَّدَامَةِ حَيْثُ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مَا هَذَا الدُّعَاءُ الَّذِي تَدْعُو بِهِ فَقَدْ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) أَنَّ لَكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ مَعْرُوفاً فِي السَّمَاءِ فَقَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَ الْإِيمَانَ بِكَ وَ التَّصْدِيقَ بِنَبِيِّكَ وَ الْعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ وَ الْغِنَى عَنْ شِرَارِ النَّاسِ " الكافي – الكليني – ج 2 ص 587 , قال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن او موثق – ج 12 ص 462
فهذه الروايات صريحة في تمثل جبريل عليه السلام بصورة دحية الكلبي , وهي مروية عند الفريقين ’ فلا يحق لرافضي ان يعترض على الروايات الواردة عند اهل السنة في هذا الموضوع .
ولا ادري لماذا يستغرب مرتضى العسكري نقل ام المؤمنين رضي الله عنها النقع على ثنايا جبريل عليه السلام , حيث قال : " وقد جاء في الكتاب والسنة ان الملك يتمثل على صورة انسان ، أما أن يصبح جسما يحمل الغبار فهذا ما خص روايته بما رووا عن أم المؤمنين عائشة ! " أحاديث أم المؤمنين عائشة - مرتضى العسكري - ج 2 - ص 57
اظن ان الرافضي مرتضى العسكري لم يطلع جيدا على كتب اهل السنة جيدا, فقد جاءت رواية النقع على ثنايا جبريل عليه السلام عن غير ام المؤمنين رضي الله عنها , فقد قال الامام ابن عساكر : " أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا سهل بن بشر أنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن ابن إدريس الإدريسي المقرئ بصور نا أبو الحسن علي بن ماشاذة الأصفهاني بها نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن الأسيد الأصبهاني نا أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي البصري نا العباس بن بكار نا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس قال هبط جبريل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم أحد وقد طرح المسلمون أسلحتهم وعلى ثنايا جبريل أثر النقع ..... " تاريخ دمشق – ابو القاسم الحسن بن علي بن هبة الله بن عساكر - ج 60 ص 167 – 168 , ومختصر تاريخ دمشق - محمد بن مكرم بن على بن منظور - ج 7 ص 397
وقال الامام البيهقي : " أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (ح) .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ (ح) .
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالُوا: «لَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَسْأَلُ اللهَ النَّصْرَ وَمَا وَعَدَهُ وَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ ظَهَرُوا عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ ظَهَرَ الشِّرْكُ وَلَا يَقُومُ لَكَ دِينٌ وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: وَاللهِ لَيَنْصُرَنَّكَ اللهُ أَوْ لَيُبَيِّضَنَّ وَجْهَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ عِنْدَ أَكْتَافِ الْعَدُوِّ. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا جِبْرِيلُ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَلَمَّا نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ تَغَيَّبَ عَنِّي سَاعَةً، ثُمَّ طَلَعَ عَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ يَقُولُ: أَتَاكَ نَصْرُ اللهِ إِذْ دَعَوْتَهُ» " دلائل النبوة – ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي – ج 3 ص 53 – 54
ولقد جاءت الملائكة لابراهيم ولوط عليهما السلام بشكل بشري تام بحيث ان ابراهيم عليه السلام قد قدم لهم الطعام , وخاف عليهم لوط عليه السلام من قومه , فلا ادري هل جاءوا بشكل اجسام بشرية عادية , ام بشكل اشباح ؟ !!! , قال تعالى : { وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) : هود } , وقال تعالى : { وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) : هود } .
واما موضوع الغبار فقد جاءت رواية عند الرافضة في كامل الزيارات ان اربعة الاف ملك يبكون على الحسين رضي الله عنه شعثا غبرا الى يوم القيامة ؟ !!! قال المجلسي : " 34 - كامل الزيارة : القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن حماد ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله كنت في الحير ليلة عرفة فرأيت نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة وجوههم طيبة ريحهم شديد بياض ثيابهم يصلون الليل أجمع فلقد كنت أريد أن آتي القبر وأقبله وأدعو بدعوات فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق ، فلما طلع الفجر سجدت سجدة فرفعت رأسي فلم أر منهم أحدا " . فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : أتدري من هؤلاء ؟ قلت : لا فقال : أخبرني أبي عن أبيه قال : مر بالحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء فأوحى الله تعالى إليهم : يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه وآله وهو يقتل ويضطهد مظلوما " فلم تنصروه فانزلوا إلى الأرض إلى قبره فأبكوه شعثا " غبرا " إلى يوم القيامة . فهم عنده إلى أن تقوم الساعة " بحار الأنوار - المجلسي - ج 98 - ص 61
فأيهما اعظم اربعة الاف ملك شعثا غبرا , ام ملك على ثناياه الغبار ؟ !!! .