نوادر المعجزات لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي ق 4) صفحة52
21 - ومنها : في كتاب " الأنوار " : حدث محمد بن أحمد بن عبد ربه قال : حدثني سليمان بن علي الدمشقي عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقعت بحذاء النبي صلى الله عليه و سلم ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال : يا رسول الله إني وافد قوم وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فان بعضهم قد بغى علينا ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وبكتابه وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك سالما في غداة غد إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله. فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: من أنت ومن قومك ؟ قال : أنا "عطرفة بن شمراخ" [أحد بني نجاح] أنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك وبعثك الله نبيا آمنا بك وصدقناك وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والكلأ فابعث معي من يحكم بيننا بالحق. فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها. قال : فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا بشخص عليه شعر كثير وإذا رأسه طويل طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين في فيه أسنان كأنها أسنان السباع ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غداة غد من يبعث به معه. فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر وقال له: صر مع عطرفة وانظر إلى ما هم عليه واحكم بينهم بالحق. فقال: يا رسول الله ! أين هم؟ قال: هم تحت الأرض. فقال أبو بكر : كيف أطيق النزول في الأرض؟ وكيف أحكم بينهم ولا أعرف كلامهم ؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب وقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبي بكر ثم أقبل على عثمان وقال له مثل ما قال لهما فأجاب مثل إجاباتهما .
ثم استدعى عليا ع وقال له : يا علي صر مع عطرفة فتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق . فقام أمير المؤمنين ع مع عطرفة وقد تقلد سيفه . قال سلمان : فتبعته إلى أن صار إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلي أمير المؤمنين ع وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع . فوقفت أنظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت ورجعت و [قد] تداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين ع . فأصبح النبي صلى الله عليه و سلم [وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين ع وارتفع النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس] وقال المنافقون : قد أراحنا الله من أبي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا وما زال أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثروا في الكلام وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين ع فصلى النبي صلاة العصر وجلس على الصفا وأظهر الفكر في أمير المؤمنين ع وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين ع وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك فإذا [قد] انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين ع منه وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة فقام النبي صلى الله عليه و سلم وقبل بين عينيه وجبينه وقال له : ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال ع : [صرت إلى جن كثيرة قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين] فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي وذلك أني دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى والإقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا ذلك كله ودعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا وسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم ثمانين ألفا . فلما نظروا إلى ماحل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنوا وصاروا إخوانا وزال الخلاف وما زلت معهم إلى الساعة . فقال عطرفة : يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيرا
الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل القمي (660 هـ) صفحة189
( 164 ) ( حديث علي قرة عين النبي )
بالإسناد يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : كنا بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالأبطح ذات يوم جلوسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) نحن وجماعة من الصحابة وهو علينا مقبل بالحديث إذ نظر إلى ذي زوبعة غبرة قد ارتفعت فثار الغبار وما زال الغبار يدنو ويعلو إلى أن وصل ووقف محاذيا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلم فرد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إني وافد من قومي وقد استجرنا بك فأجرنا واستنصرناك فانصرنا فإن قومنا قد غلبوا علينا وأخذوا منا المراعي والمياه وهم أكثر منا عددا فاندب معي رجلا من قبلك يحكم بيننا وبينهم وخذ علي المواثيق والعهود أني أرده إليك في غداة غد سالما مسلما إلا أن يحدث علي حادث من قبل الله تعالى . فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أنت ومن قومك . قال أنا عطرفة بن شمراخ أحد بني كأخ من الجن المؤمنين أنا وأهلي كنا نسترق السمع فمنعنا من ذلك فلما بعثك الله نبيا آمنا بك وصدقناك وأفسد حالنا بعض قومنا فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث معي من يحكم بيننا بالحق . فعند ذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكشف لنا عن وجهك وهيئتك أنت عليها حتى نراك على صورتك التي خلقك الله فيها ؟ قال : فكشف له عن صورته فوجد شخص عليه شعر كمثل شعر الدابة ورأسه طويل عيناه معه في غداة غد . فعند ذلك التفت إلى أبي بكر وقال له قم مع أخيك عطرفة وأشرف على قومه وانظر ما هم عليه واحكم بينهم وقال أبو بكر : يا رسول الله وأين هم ؟ قال تحت الأرض قال وكيف أطيق النزول إلى تحت الأرض وكيف يا رسول الله أحكم بينهم ولا أعرف كلامهم ؟ فالتفت إلى عمر بن الخطاب وقال له مثل قوله لأبي بكر فأجابه مثل كلام أبي بكر ثم أقبل على عثمان وقال له مثل قوله لهما فأجابه كجوابهما فنظر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمينا وشمالا وقال أين قرة عيني أين مفرج همي أين زوج ابنتي أين أبو ولدي أين قاضي ديني أين ابن عمي علي بن أبي طالب فأجابه بالتلبية لبيك يا رسول الله ها أنا بين يديك أمرني بأمرك قال يا علي تسير مع أخيك عطرفة وتحكم بين قومه بالحق . قال سمعا وطاعة لله ولرسوله فقام عطرفة وأخذ الإمام سيفه وتقلده . وتبعه أبو سعيد الخدري وسلمان الفارسي وقام جماعة من أصحابه فتبعوا الإمام حتى أتوا إلى الصفا فلما توسطوه قالوا: فنظر إلينا الإمام وقال ارجعوا شكر الله سعيكم قالوا فوقفنا ننتظر وإذا بالصفا قد انشق أرضه ودخل فيها وانطبقت الأرض كما كانت فرجعنا وقد أخذتنا الحسرة والندامة ما الله أعلم به منا كل ذلك خوفا على مولانا الإمام أبي الحسن (ع) قال : فلما أصبح الصبح وصلى النبي صلاة الصبح جاء وجلس أرض الصفا وحف به أصحابه وتأخر خبر علي (ع) وارتفع النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس وقال المنافقون: إن الجن احتالوا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ابن عمه وأراحونا منه ومن افتخاره به ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى صلاة الظهر وعاد إلى مكانه وأكثر الناس الكلام وأظهروا الأياس من علي (ع) ثم صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة العصر وجاء وجلس محله على الصفا وأظهروا الذكر في علي وظهرت شماتة المنافقين في علي وتيقن القوم أنه قد هلك لا محالة وتحدث المنافقون في أمره إلى أن كادت الشمس تغرب وإذا بالصفا قد انشق وخرج علي (ع) وسيفه يقطر دما وعطرفة معه فعند ذلك ضج الناس بالتكبير . قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال يا علي ما حبسك عني إلى هذا الوقت فقال : يا رسول الله إني صرت إلى جن كثير قد تغلبوا على عطرفة وعلى قومه فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا على ذلك . دعوتهم إلى شهادة أن لا إله ألا الله والاقرار بك فأبوا فدعوتهم إلى الجزية فأبوا فدعوتهم إلى أن يصالحوا عطرفة وقومه ويكون المرعى والماء يوما لعطرفة ويوما لهم فأبوا . فوضعت سيفي هذا فيهم فقتلت منهم زهاء ألف فارس فلما نظروا إلى ما حل صاحوا الأمان فقلت لهم لا أمان بالإيمان . فآمنوا بالله وبك يا رسول الله وأصلحت بينهم وبين عطرفة وقومه وصاروا إخوانا وزال من بينهم الخلاف وما زلت عندهم إلى هذه الساعة . فقال عطرفة جزاك الله يا رسول الله عن الاسلام خيرا وجزى ابن عمك علي بن أبي طالب (ع) خيرا ثم انصرف
حلية الأبرار لهاشم البحراني (1107 هـ) الجزء2 صفحة97
8 ومن كتاب " الأنوار " خبر عطرفة الجني
بالإسناد عن زاذان عن سلمان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أو وقفت بحذاء النبي صلى الله عليه وآله ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال : يا رسول الله انى وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فان بعضهم قد بغى علينا ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة ان أرده إليك سالما في غداة غد إلا أن تحدث على حادثة من عند الله . فقال له النبي صلى الله عليه وآله : من أنت ومن قومك ؟ قال : انا عطرقة بن شمراخ أحد بني نجاح وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك على ما علمته وقد صدقناك وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعى واضروا بنا وبدوا بنا فابعث معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال : فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير وإذا رأسه طويل طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين له أسنان كأسنان السباع ثم إن النبي صلى الله عليه وآله اخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه . فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبى بكر فقال له : سر مع أخينا عطرفة وانظر إلى ما هم عليه واحكم بينهم بالحق فقال يا رسول الله وأين هم ؟ قال : هم تحت الأرض . فقال أبو بكر : فكيف أطيق النزول تحت الأرض وكيف احكم بينهم ولا أحسن كلامهم ؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبى بكر . ثم اقبل على عثمان وقال له مثل قوله لهما فاجابه كجوابهما . ثم استدعى بعلى ع وقال له : يا علي سر مع أخينا عطرفة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين ع مع عطرفة وقد تقلد سيفه قال سلمان رضي الله عنه : فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلى أمير المؤمنين وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع فوقفت انظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانتورجعت وتداخلني من الحسرة ما الله اعلم به كل ذلك اشفاقا على أمير المؤمنين ع . وأصبح النبي صلى الله عليه وآله وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين ع وارتفع النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس وقالوا ان الجني احتال على النبي صلى الله عليه وآله وقد أراحنا الله من أبى تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلى الله عليه وآله صلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا وما زال يحدث أصحابه إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم الكلام وأظهروا الياس من أمير المؤمنين ع فصلى النبي صلى الله عليه وآله وجاء وجلس على الصفا واظهر الفكر في أمير المؤمنين ع وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين وكادت الشمس تغرب . فتيقن القوم انه قد هلك وإذا قد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين منه وسيفه يقطر دما ودمعه عطرفة فقام إليه النبي صلى الله عليه وآله وقبل ما بين عينيه وجبينه وقال له : ما الذي حبسك عنى إلى هذا الوقت ؟ فقال ع : صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا على وذلك انى دعوتهم إلى الايمان بالله والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا فسألتهم ان يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفا . فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنوا وصاروا اخوانا وزال الخلاف وما زلت معهم إلى الساعة فقال عطرفة : يا رسول الله جزاك الله تعالى وأمير المؤمنين عنا خيرا
4 - عيون المعجزات : من كتاب الأنوار عن أحمد بن عبدويه عن سليمان بن علي الدمشقي عن أبي هاشم الزبالي عن زاذان عن سلمان قال : كان النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي (صلى الله عليه وآله) ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال : يا رسول الله إني وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا - فإن بعضهم قد بغى علينا - ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك في غداة غد سالما إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : من أنت ؟ ومن قومك ؟ قال : أنا عطرفة بن شمراخ أحد بني نجاح وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك على ما علمته وقد صدقناك وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال : فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير وإذا رأسه طويل طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين وله أسنان السباع ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال : سر مع أخينا عطرفة وانظر إلى ما هم عليه واحكم بينهم بالحق فقال : يا رسول الله وأين هم ؟ قال : هم تحت الأرض فقال أبو بكر : وكيف أطيق النزول تحت الأرض ؟ وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له : مثل قوله لأبي بكر فأجاب بمثل جواب أبي بكر ثم أقبل على عثمان وقال له : مثل قوله لهما : فأجابه كجوابهما ثم استدعى بعلي (ع) وقال له : يا علي سر مع أخينا عطرفة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين (ع) مع عطرفة وقد تقلد سيفه قال سلمان : فتبعتهما إلى أن صار إلى الوادي فلما توسطاه تنظر إلي أمير المؤمنين (ع) وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا با عبد الله فارجع فوقفت أنظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها . ورجعت وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين وأصبح النبي (صلى الله عليه وآله) وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين (ع ) وارتفع النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس وقالوا : إن الجني احتال على النبي (صلى الله عليه وآله) وقد أراحنا الله من أبي تراب و ذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا وما زال يحدث أصحابه إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم الكلام وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين (ع) فصلى النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا وأظهر الفكر في أمير المؤمنين (ع) وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين (ع) وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك وإذا قد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين (ع) منه وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة فقام إليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقبل بين عينيه وجبينيه وقال له : ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال (ع) : صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي وذلك أني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم ثمانين ألفانظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنوا وزال الخلاف بينهم وما زلت معهم إلى الساعة فقال عطرفة : يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيرا بيان : الزوبعة : رئيس من رؤساء الجن ومنه سمي الاعصار زوبعة قاله الجوهري .
مدينة المعاجز لبحراني (1107 هـ) ج1 ص147 باب 29 خبر عطرفة الجني
88 السيد المرتضى (في عيون المعجزات) قال : ومن دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته وخبره مع عطرفة الجني وهو خبر معروف عند علماء الشيعة وقد وجدت [ هذا ] لخبر في كتاب الأنوار وحدث أحمد بن محمد بن عبد ربه قال : حدثني سليمان بن علي الدمشقي عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان قال : : كان النبي - صلى الله عليه وآله - ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي - صلى الله عليه وآله - ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - إني وافد قومي وقد استجرنا بك فاجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد بغى علينا ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك سالما في غداة غد إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله . فقال (له) النبي - صلى الله عليه وآله - : من أنت ومن قومك ؟ قال : أنا عطرفة ابن شمراخأحد بني نجاح وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا ولما بعثك [ الله ] نبيا آمنا بك على ما عملته وقد صدقناك وقد خالفنا بعض القوم وقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر [ منا ] عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث معي من يحكم بيننا [وبينهم] بالحق فقال له النبي - صلى الله عليه وآله - فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال : فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير فإذا رأسه طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين وله أسنان (كأنها أسنان من) السباع . ثم أن النبي - صلى الله عليه وآله - أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرده عليه وفي غد من يبعث به معه فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال ( له ) سر مع أخينا عطرفة وانظر إلى ما هم عليه واحكم بينهم بالحق فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأين هم ؟ قال : هم تحت الأرض . فقال أبو بكر : وكيف أطيق النزول تحت الأرض وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم ؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبي بكر ثم أقبل على عثمان وقال له مثل قوله لهما فأجابه كجوابهما . ثم استدعى بعلي - ع - وقال له : يا علي سر مع أخينا عطرفة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق - فقام أمير المؤمنين - ع - مع عطرفة وقد تقلد سيفه . قال سلمان - رضي الله عنه - : فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلي أمير المؤمنين - ع - وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع . فوقفت أنظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها ( وعدت إلى ما كنت ) ورجعت وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين - ع - . وأصبح النبي - صلى الله عليه وآله - وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين - ع - وارتفع النهار وأكثر ( الناس ) الكلام إلى أن زالت الشمس وقالوا إن الجني احتال على النبي - صلى الله عليه وآله - وقد أراحنا من أبي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي - صلى الله عليه وآله - الصلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا وما زال أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم الكلام وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين - ع - فصلى النبي - صلى الله عليه وآله - [ صلاة ] العصر وجاء وجلس على الصفا وأظهر الفكر في أمير المؤمنين - ع - وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك إذا وقد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين - ع - وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة فقام [ إليه ] النبي - صلى الله عليه وآله - وقبل بين عينيه وجبينه وقال (له): ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال - ع- : صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي وذلك اني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى و الإقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية ( فأبوا ) فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المراعي لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ( ذلك ) كله فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفا فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنوا ( وصاروا خوانا ) وزال الخلاف وما زلت معهم إلى الساعة . فقال عطرفة : يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين [عنا] خيرا