الشّبهة : حديث كوة القبر:
يستدلّون بما رواه الدارمي عن أبي الجوزاء قال :" قحط أهل المدينةقحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت: انظروا إلى قبر رسول الله (صلىالله عليه وسلم) فاجعلوه منه كوّة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف،ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق".
الجواب:
أولا: ما من مسلم إلا ويعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما توفي دفن في بيت عائشة، وعائشة بقيت ساكنة فيه، فكيف تقول لهم ما قالت؟ أليس معنى هذا أنها تكلفهم أن يهدمواسقف البيت الذي تسكنه؟.
ثانيا: رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) لما كان حياً كان دائماً معرضاً جسده إلى السماء ككل الناس في غدواته وروحاته وقد قحطوا على عهده (صلى الله عليه وسلم) فلم ينزل الغيث بمجرد كون جسده معروضاً للسماء، بل بقي القحط حتى استسقى لهم رسول الله (صلى الله عليهوآله وسلم).
وحينما دخل رجل أعرابي المسجد والرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) قائم على المنبر يخطب الجمعة وشكا الأعرابي القحط، دعا النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو على المنبر محجوب الجسد عن السّماء بسقف المسجد، أفكان يجهل أن جسده مجلبة للغيث؟.
ثالثا: هذه القصّة لا تصحّ من حيث السّند أيضا:
· في سندها: محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري: قال الحافظ في التقريب: لقبه: "عارم" ثقة ثبت تغير في آخر عمره، وقال في الخلاصة: اختلط (عارم)، وقال أبوحاتم: من سمع منه قبل سنة /220/ فسماعه جيد. وقال البخاري: تغير عارم آخر عمره. قال أبو داود: إن عارماً أنكر سنة /213/ ثم استحكم به الاختلاط سنة /216/ولم يسمع منه أبو داود لتغيره .
· وفي السند أيضا: سعيد بن زيد: قال الذهبي: ليس بالقوي، وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. وقال في الخلاصة:قال ابن معين وقال أحمد: ليس به بأس، وقال النسائي ليس بالقوي. قال الذهبي في الميزان: ضعيف.
· وفي السّند أيضا: عمر بن مالك المنكريقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام . وقال السعدي : ليس بحجه يضعفون حديثه . ميزان الاعتدال ج 3 ص 203 ط دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
· وفي السّند أبو الجوزاء أوسبن عبد الله: قال في التقريب: أوس بن عبد الله الربعي البصري وثقوه، وقال يحيى بن سعيد: قتل في الجماجم في إسناده نظر ويختلفون فيه، وقال أيضاً في الكنى: أبو الجوزاء الربعي أوس تابعي مشهور. قال البخاري: في إسناده نظر.