أن أحمد صحح حديث علي قسيم النار
أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقريء ابن الكوفي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن ابراهيم بن أحمد الكناني المقريء قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني، قال: حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي قال « كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟ أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار».
يا له من تحليل غبي ساذج لا يقوله مسلم ذو عقل فضلا عن أن يكون قائله أحمد بن حنبل. فإنه بهذا التحليل يصير كل نبي وكل ولي قسيم النار. ويصير الأنصار كذلك قسماء الله بين الجنة والنار، فإنهم لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.
الرواية موضوعة. آفتها عمر بن الحسن الأشناني. القاضي أبو الحسين. ضعفه الدارقطني والحسن بن محمد الخلال وقال الدارقطني كان يكذب (الضعفاء والمتروكون2/206 المغني في الضعفاء2/464). قال الذهبي ولكن هذا الأشناني صاحب بلايا».
ووجدت رواية أخرى:
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن أبي نصر النرسي نا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي نا سهل بن يحيى بن سفيان نا الحسن بن هارون الصايغ نا ابن فضيل عن الأعمش عن موسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال «أنا قسيم النار يوم القيامة أقول خذي ذا وذري ذا».
رواه الحافظ ابن عساكر في (تاريخ دمشق42/298). وحكم الألباني بوضعه فقال « موضوع» آفته موسى بن طريف. قال عنه الجوزجاني «زائغ» وكذبه أبو عياش» (سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم4929). ولم يذكر الألباني (عباية) فقد ذكرهما العقيلي وقال « موسى بن طريف وعباية وهو ابن ربعي الاسدي كلاهما غاليان ملحدان» (الضعفاء3/415 رقم1457)
وروى العقيلي عن الأعمش براءته من الرواية وأنه رواها على سبيل الاستهزاء فحملها الناس عنه.
« حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن على حدثنا شبابة حدثنا ورقاء أنه انطلق هو ومسعر إلى الأعمش يعاتبانه في حديثين بلغهما عنه قول على لنا قسيم النار وحديث آخر فلان كذا وكذا على الصراط قال ما رويت هذا ولا قلت هذا قط حدثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن أبى سمينة حدثنا عبد الله بن داود الخريب قال كنا عند الأعمش فجاءنا يوما وهو مغضب فقال ألا تعجبون موسى بن ظريف يحدث عن عباية عن علي أنا قسيم النار حدثنا محمد بن عيسى أبو إبراهيم الزهري حدثنا محمد بن عمرو بن أبي صفوان الثقفي قال سمعت العلاء بن المبارك يقول سمعت أبا بكر بن عياش قال قلت للأعمش أنت حين تحدث عن موسى بن ظريف عن عباية عن علي أنا قسيم النار قال فقال والله ما رويته إلا على جهة الاستهزاء قال قلت حمله الناس عنك في الصحف وتزعم أنك رويته على جهة الاستهزاء».
وقد ثبت استنكار الأعمش لهذه الرواية التي افتراها موسى بن طريف والمدعو عباية فقال « ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية عن علي أنا قسيم النار»؟ (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة4924).