عدم اعتقاد المعاصرين للائمة بعصمتهم
في نهج البلاغة : " 71 - ومن خطبة له عليه السلام في ذم أهل العراق أما بعد يا أهل العراق فإنما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أملصت ومات قيمها وطال تأيمها وورثها أبعدها أما والله ما أتيتكم اختيارا ولكن جئت إليكم سوقا ولقد بلغني أنكم تقولون علي يكذب. قاتلكم الله فعلى من أكذب....... " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 1 ص 118
اخذت الشاهد من الخطبة , وفيه دليل قاطع على ان الذين كانوا يتعاملون مع علي رضي الله عنه لم يكونوا يعتقدوا بالعصمة التي يقول بها الرافضة , بل يصل الامر الى ابعد من ذلك الا وهو اتهامه بالكذب كما جاء تصريحا في الخطبة , فهل يعقل ان هؤلاء كانوا يعتقدون بعصمة شخص يتهمونه بالكذب ؟ !!
وهناك امر اخر الا وهو هل حكم علي رضي الله عنه على هؤلاء الذين اتهموه بالكذب بانهم كفار لانهم طعنوا بصدقه وعصمته ؟ !! ان كان علي رضي الله عنه كفرهم فأين نجد هذا التكفير يارافضة ؟ الان نصدق علي رضي الله عنه ام نصدق الصدوق الذي كفر الجاهل بعصمة الائمة ؟
وفي نهج البلاغة ايضا :" وَلَقَدْ أَصْبَحَتِ الاْمَمُ تَخَافُ ظُلْمَ رُعَاتِهَا، وَأَصْبَحْتُ أَخَافُ ظُلْمَ رَعِيَّتِي. اسْتَنْفَرْتُكُمْ لِلْجِهَادِ فَلَمْ تَنْفِرُوا، وَأَسْمَعْتُكُمْ فَلَمْ تَسْمَعُوا، وَدَعَوْتُكُمْ سِرّاً وَجَهْراً فَلَمْ تَسْتَجِيبُوا، وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَلَمْ تَقْبَلُوا.
شُهُودٌ كَغُيَّاب، وَعَبِيدٌ كَأَرْبَاب! أَتْلُوا عَلَيْكُمُ الْحِكَمَ فَتَنْفِرُونَ مِنْهَا، وَأَعِظُكُمْ بِالمَوْعِظَةِ الْبَالِغَةِ فَتَتَفَرَّقُونَ عَنْهَا" نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 1 ص 187 – 188
لا يمكن ان نفهم من هذا الكلام ان الذين كانوا مع علي رضي الله عنه انهم كانوا يعتقدون بعصمته كما عرفها علماء الرافضة , ولنركز على الكلمات التي ذكرها علي رضي الله عنه . 1 – لا يسمعون له . 2 – لا يستجيبون له . 3 – لا يقبلون منه النصيحة . 4 – ينفرون من كلامه . 5 – لا يقبلون منه الموعظة . بالله عليكم ياعقلاء العالم هل هذا تعامل اناس مع شخص يعتقدون عصمته ؟ !!
وفي النهج ايضا :" 208 - ومن كلام له عليه السلام قاله لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة أيها الناس إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب حتى نهكتكم الحرب ، وقد والله أخذت منكم وتركت، وهي لعدوكم أنهك.
لقد كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا. وكنت أمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيا. وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 2 ص 186 – 187
هل هذه احوال شخص يعتقد اصحابه بعصمته ؟ يصف حاله مع اصحابه انه
1 – كان اميرا فاصبح مامورا . 2 – كان ناهيا فاصبح منهيا .
وايضا :" 39 - ومن خطبة له عليه السلام منيت بمن لا يطيع إذا أمرت ولا يجيب إذا دعوت . لا أبا لكم ما تنتظرون بنصركم ربكم . أما دين يجمعكم ولا حمية تحمشكم أقوم فيكم مستصرخا وأناديكم متغوثا فلا تسمعون لي قولا . ولا تطيعون لي أمرا " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 1 ص 90
لنركز على كلام علي رضي الله عنه . 1 – لا يطيعوه اذا امرهم . 2 – لا يجيبوه اذا دعاهم . 3 – يستصرخهم ويناديهم متغوثا فلا يسمعون له . لا يمكن ان يكون هؤلاء يعتقدون بعصمته .
وايضا :" 261 - وقال عليه السلام ( لما بلغه إغارة أصحاب معاوية على الأنبار فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة فأدركه الناس وقالوا يا أمير المؤمنين نحن نكفيكهم ) فقال عليه السلام : والله ما تكفونني أنفسكم فكيف تكفونني غيركم . إن كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها ، وإنني اليوم لأشكو حيف رعيتي ، كأنني المقود وهم القادة ، أو الموزوع وهم الوزعة ( فلما قال عليه السلام هذا القول ، في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب ، تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما : إني لا أملك إلا نفسي وأخي فمرنا بأمرك يا أمير المؤمنين ننفذ له ) " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 4 ص 72
اكتفي بالتنبيه هنا على هذه الكلمة واترك الحكم للقاريء الكريم . وإنني اليوم لأشكو حيف رعيتي ، كأنني المقود وهم القادة ، أو الموزوع وهم الوزعة . لا تعليق فالكلام من وضوحه لا يحتاج الى بيان .
وايضا :" يا اشباه الرجال ولا رجال حلوم الاطفال وعقول ربات الحجال لو ددت اني لم اركم ولم اعرفكم معرفة والله جرت ندما واعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا وجرعتموني نغب التهمام انفاسا وافسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش أن ابن ابي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله ابوهم وهل احد منهم اشد لها مراسا واقدم فيها مقاما مني لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين وهاانذا قد ذرفت على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع )) " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 1 ص 70
لنركز هنا على هذه المفردات . 1 – ملأتم قلبي قيحا . 2 – شحنتم صدري غيظا . 3 – افسدتم علي رايي بالعصيان والخذلان . 4 – لا رأي لمن لا يطاع .
وايضا : " فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست آمن أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني، فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره، يملك منا ما لا نملك من أنفسنا وأخرجنا مما كنا فيه إلى ما صلحنا عليه فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 2 ص 201 - 202