احتجاج موسى على آدم
في(ص177) قال: ومثله حديثه:" عن آدم وموسى مثلهما يتحاجان".
ثم كعادته أخذ يشكك في الحديث النبوي قائلاً
على كيفية تدل أنهما كانا من القدرية، وقدى ظهرفيها آدم على موسى فحجه إلى كثير مما لا يليق بالأنبياء ،و يجب تنزيههم عنه ) .
وإليك أيها القارئ تمام هذا الحديث الذي أخرجه البخاري عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ .
قلت: روى هذا الحديث أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .
ففي تفسير القمي بإسناده عن ابن عمير عن ابن مسكان عن أبي عبدالله(ع) قال: أن موسى (ع) سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم (ع) فجمع ، فقال له موسى : يا أبت ألم يخلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ،وأمرك أن لا تأكل من الشجرة ؟ فلم عصيته ؟ قال : يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة ؟ قال : بثلاثين سنة ، قال : فهو ذلك ، قال الامام الصادق(ع) فحج آدم موسى (ع) .
وقال المجلسي في بيان الحديث ما لفظه
وجدان الخطيئة قبل الخلق إما في عالم الأرواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح ، أو أنه وجد في التوراة أن تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة ، ويدل على الأخير ما سيأتي في خبر مسعدة ، وقوله (ع)
فحجّ) أي غلب عليه في الحجة وهذا يرجع الى القضاء القدر ) .
وقال عبد الصاحب في كتابه الأنبياء (ص 28-29) في تعليقه على هذه الرواية ما نصه: ( والذي يفهم من جواب موسى لآدم (ع) من أن الخطيئة كائنة ومقدرة من قبل خلق آدم ومن عالم الذر ، قلت خلق الأرواح قبل وجوده بألفي عام وهي المسئلة التي هي معركة الآراء وقد هلك فيها ناس كثير لسوء فهمهم وتأملهم وعدم تعقلهم الحقيقة فيها ،وهي مسألة قضاء الله وقدره لمخلوقه قبل وجوده ).