كليات في علم الرجال للسبحاني صفحة417
9 الغلاة : وهم الذين غلوا في حق النبي وآله حتى أخرجوهم من حدود الخليقة والخطابية والمغيرية من هذه الصنوف غير أن كثيرة ورودهم في ألسن الأئمة وفي طيات الأحاديث صارت سببا لعنوانهم مستقلين وإن كان الكل داخلا تحت هذا العنوان ( الغلاة )ثم إن الغلاة صنوف قد عدهم الشهرستاني أحد عشر صنفا منهم : السبائية الكاملية العليائية المغيرية المنصورية الخطابية الكيالية الهشامية النعمانية اليونسية والنصيرية ( الإسحاقية ) ثم ذكر آراءهم وعقائدهم
أقول : ما ذكره من الصنوف وما نسب إليهم من الآراء السخيفة غير ثابت جدا خصوصا ما زعم من الفرقة السبائية التي أصبحت أسطورة تاريخية اختلقها بعض المؤرخين ونقلها الطبري بلا تحقيق وأخذ عنه الآخرون وهكذا ساق واحد بعد واحد
ويتلوه في البطلان ما نسبه إلى هشام بن حكم من الآراء كالتشبيه وغيره فإن هذه الآراء مما يستحيل أن ينتحل بها تلميذ الإمام الصادق ع الذي تربى في أحضانه ومن الممكن جدا بل هو الواقع أن رمى هشام بهذه الآراء إنما جاء من جانب المخالفين والحاسدين لفظه والمنكرين لفضل بحثه فلم يجدوا مخلصا إلا تشويه سمعته بنسبة الأقاويل الباطلة إليه
سبحان الله لو تعلق الأمر بأحد من الصحابة لتجد الرافضي يطعن و يسب و يشتم لكنة لما تعلق الأمر بالكذابين فالرافضي يحاول التبرير لهم، نسال الله السلامة و العافية
و هذا ديدن القوم مع الصحابة رضوان الله عنهم فلو اعتذر الرافضة للصحابة مثلما اعتذروا لرواة الحديث لكنا في خير عظيم قليل من الإنصاف يا رافضة
و المعروف عن هشام بن الحكم انه أول من قال بالجسم عياذا بالله و هذا ما يشهد به الرافضة، فالكليني روى في ذلك روايات بعضها صححها المجلسي في مرآة العقول
دون أن ننسى الاختلاف الذي ذكره الصدوق في كتابه التوحيد عندما اختلف الرافضة في زمن الهشامان بين من يقول بالجسم و من يقول بالصورة