هشام بن سالم لا يعرف الإمام بعد الصادق
هشام بن سالم لا يعرف الإمام بعد الصادق
الكافي للكليني (329 هـ) الجزء1 صفحة351
7 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفات أبي عبد الله ع أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر انه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس عنده وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله ع أنه قال : إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ فقال : في مائتين خمسة فقلنا : ففي مائة ؟ فقال : درهمان ونصف فقلنا : والله ما تقول المرجئة هذا قال : فرفع يده إلى السماء فقال : والله ما أدري ما تقول المرجئة قال : فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد؟ ونقول : إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الزيدية؟ إلى المعتزلة؟ إلى الخوارج ؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومي إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر ع عليه فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول : تنح فإني خائف على نفسي وعليك وإنما يريدني لا يريدك فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه وقد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن ع ثم خلاني ومضى فإذا خادم بالباب فقال لي : أدخل رحمك الله فدخلت فإذا أبو الحسن موسى ع فقال لي ابتداء منه : لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج إلي إلي فقلت جعلت فداك مضى أبوك ؟ قال : نعم قلت : مضى موتا ؟ قال : نعم قلت : فمن لنا من بعده ؟ فقال: إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه قال : يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال : قلت : جعلت فداك فمن لنا من بعده ؟ قال : إن شاء الله أن يهديك هداك قال: قلت : جعلت فداك فأنت هو ؟ قال لا ما أقول ذلك قال : فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة ثم قلت له : جعلت فداك عليك إمام ؟ قال : لا فداخلني شيء لا يعلم إلا الله عز وجل إعظاما له وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه ثم قلت له : جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك ؟ فقال : سل تخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت : جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فألقى إليهم وأدعوهم إليك ؟ وقد أخذت علي الكتمان ؟ قال : من آنست منه رشدا فالق إليه وخذ عليه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح - وأشار بيده إلى حلقه - قال : فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي : ما وراءك ؟ قلت : الهدى فحدثته بالقصة قال : ثم لقينا الفضيل وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وساء لاه وقطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار وأصحابه وبقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس فلما رأى ذلك قال : ما حال الناس ؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس قال هشام : فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني .
اختيار معرفة الرجال للطوسي (460 هـ) الجزء2 صفحة565 في هشام بن سالم
502 - جعفر بن محمد قال : حدثني الحسن بن علي بن النعمان قال : حدثني أبو يحيى عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله ع أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر قال والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله ع أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة . فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ قال : في مائتين خمسة قلنا : ففي مائة ؟ قال : درهمان ونصف درهم قال قلنا له : والله ما تقول المرجئة هذا فرفع يديه إلى السماء فقال : لا والله ما أدري ما تقول المرجئة . قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى من نقصد والى من نتوجه نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج . قال : فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه يومي إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم . فقلت لأبي جعفر : تنح فاني خائف على نفسي وعليك وإنما يريدني ليس يريدك فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ وذاك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه . فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى ع ثم خلاني ومضى فإذا خادم بالباب فقال لي : ادخل رحمك الله ! قال : فدخلت فإذا أبو الحسن ع فقال لي ابتداءا : لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى الخوارج إلي إلي إلي . قال : فقلت له جعلت فداك مضى أبوك ؟ قال : نعم قال قلت : جعلت فداك مضى في موت ؟ قال : نعم قلت : جعلت فداك فمن لنا بعده ؟ فقال : إن شاء الله يهديك هداك قلت جعلت فداك أن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه فقال : يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال قلت له : جعلت فداك فمن لنا من بعده ؟ فقال إن شاء الله أن يهديك هداك أيضا . قلت : جعلت فداك أنت هو ؟ قال : ما أقول ذلك قلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة قال قلت : جعلت فداك عليك إمام قال : لا فدخلني شيء لا يعلمه إلا الله اعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه . قلت : جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك ؟ قال : سل تخبر ولا تذع فان أذعت فهو الذبح قال فسألته فإذا هو بحر قال قلت : جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فألقي إليهم وأدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان ؟ قال : من آنست منهم رشدا فألق إليهم وخذ عليهم بالكتمان فان أذاعوا فهو الذبح وأشار بيده إلى حلقه . قال : فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر فقال لي ما وراك ؟ قال : قلت الهدى قال فحدثته بالقصة قال : ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير قال : فدخلوا عليه فسمعوا كلامه وسألوه قال ثم قطعوا عليه ع ثم قال : ثم لقينا الناس أفواجا قال : فكان كل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة مثل عمار وأصحابه فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد الا قليل من الناس . قال : فلما رأي ذلك وسأل عن حال الناس قال : فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس قال : فقال هشام : فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني .