أن عثمان زاد النداء الثالث
عن السائب بن يزيد قال كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر رضى الله عنهما، فلما كان عثمان رضى الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء (البخاري912).
الجواب على الشبهة:
أن عثمان فعل ذلك لمصلحة عارضة كثر المسلمون وتباعدت مساكنهم، يبين ذلك ما جاء في رواية السائب بن يزيد عند البخاري « فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء ». وهذه علةٌ يدور معها معلولها، فإذا وُجدت وُجِد، وإذا انتفت انتفى.
ولذا لم ير علي رضي الله عنه نفس الشيء وهو بالكوفة، فكان مقتصراً على الأصل .
وقد خالفه علي رضي الله عنه كذلك يوم أن منع من متعة الحج فخالفه وقال لبيك بحج وعمرة ثم قال: ما كنت لأدع سنة النبي لأحد. ما تريد إلا أن تنهى عن أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك علي أهل بهما جميعا (البخاري).
أن فعل عثمان سنة شرعية نص عليها رسول الله r بقوله: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي » [رواه أبو داود والترمذي وقال "حديث حسن صحيح" وهو كما قال. انظر صحيح الجامع الصغير (2549)].
أنه لا يجوز أن يقاس عثمان بغيره. فلا يجوز لأحد أن يقول يجوز لي أن أبتدع بدليل أن عثمان ابتدع في دين الله كذا.