شبهة طلحة أشد الصحابة على عثمان
38 ـ في كتاب "العقد الفريد" لابن عبدربه الأندلسي (5/47) ط. دار الفكر ـ بيروت أنَّ أشد الناس على عثمان كان طلحة ،وإليك النص :
"ابن عون عن ابن سيرين قال : لم يكن أحدٌ من أصحاب النبي (ص) أشد على عثمان من طلحة!" انتهى .
الرد على الشبهة :
اولا : الاثر المذكور رواية ودراية :
ابن عون : هو ابن عون هو عبد الله بن عون المزني الفقيه المشهور تقدموا تقريب التهذيب توفى سنة 150 هـ
ابن سيرين : ابن سيرين هو محمد بن سيرين الأنصاري ثقة ثبت كبير القدر تابعى من الطبقة الثالثة توفى 110 هـ
دراية : انقطاع الاسناد بين المؤلف بن عبد ربه الذى ولد فى 246 هـ بقرطبة بالاندلس ( اسبانيا حاليا ) والتى تبعد اكثر من 5000 كم عن البصرة بالعراق و ابن عون توفى فى سنة 150 هـ بالبصرة فهناك مايزيد على 96 سنة ولما لم يرجع المؤلف هذا الاثر لاى مصدر ...
وعليه فالاسناد : منقطع شديد الضعف
المتن : ابن سيرين له 722 رواية ليس فيهم هذه الرواية ولا شاهد وكذلك الفقيه المشهور ابن عون له 386 رواية ليس فيهم هذه الرواية ولا شاهد لها .
وعليه فالمتن : كذب على ابن سيرين
ثانيا : بالبحث فى كتب اهل السنة وجدت اثر مشابهة فى كتاب الانساب للبلاذرى :
المدائني عن أبي جزيّ عن أيوب وابن عون عن ابن سيرين قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد على عثمان من طلحة.
دراية :
المدائني : هو على بن ابى سيف القرشى ابو الحسن المدائنى الاخبارى المدائن صدوق من الطبقة التاسعةالتقريب والتهذيب لابن حجر والكاشف للذهبى
أبي جزيّ: هو نصر بن طريف الباهلي البصرى القصاب هو نصر بن طريف الله الباهلى متروك الحديث كذاب متهم بالوضع ينتحل مذهب القدرية
عداله أبي جزيّ:
ابن يعقوب الجوزجانى: ذاهب
ابو احمد الجرجانى :الغالب على رواياته أنه يروي ما ليس بمحفوظ ، وينفرد عن الثقات بمناكير ، هو بين الضعف ، وقد أجمعوا على ضعفه.
ابن الجوزى : تاب في مرضه من أحاديث وضعها فلما شفي عاودها
ابو بكر البيهقى : ذكره فى القضاء والقدر وقال : ضعيف
ابو بكر ين داود : متروك الحديث
ابو جعفر العقيلى : ذكره في الضعفاء
ابو حاتم الرازى : ليس بشيء وهو متروك الحديث
بن حبان : يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم كأنه كان المتعمد لذلك لا يجوز الاحتجاج به
ابو زرعة الرازى : ضعيف الحديث
احمد بن حنبل : لا يكتب حديثه
احمد بن شعيب النسائى : متروك الحديث ، ومرة : لا يكتب حديثه
العجلى : ضعيف الحديث ، ولا يكتب حديثه
ابن حجر العسقلانى : ذكره في اللسان : لم يتخلف أحد عن ذكره في الضعفاء ، ولا أعلم فيه توثيقا
البخارى : سكتوا عنه ذاهب ، ومرة ذكره في الأوسط ، وقال : كنيته أبو جزي ، سكتوا عنه
الدارقطنى : ضعيف الحديث ، وقال مرة : يترك لسوء حاله ، ومرة : ذكره في الضعفاء والمتروكين
شعبة بن حجاج : كان يسميه أبا خزي
عبد الرحمن بن مهدى : كان لا يحدث عنه
على بن المدينى : ذكره في سؤالات عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وقال : ضعيف ضعيف ، لا يكتب حديثه
عمر بن على الفلاس :ممن أجمع عليه أنه من أهل الكذب ، وكان أميا لا يكتب ، وكان قد خلط في حديثه ، حدث بأحاديث ثم مرض فرجع عنها ثم صح فعاد إليها
محمد بن سعد : ليس بشيء ، وقد ترك حديثه
مسلم بن حجاج : ذاهب الحديث
يحى بن سعيد القطان : كان لا يحدث عنه
يحى بن معين : من المعروفين بالكذب ووضع الحديث ، ومرة : ليس حديثه بشيء ، ومرة : ضعيف الحديث
يعقوب بن سفيان الفسوى : متروك الحديث
أيوب : هو أيوب بن موسى القرشي أبو موسى ثقة من الطبقة السادسة
ابن عون : هو ابن عون هو عبد الله بن عون المزني الفقيه المشهور تقدموا تقريب التهذيب توفى سنة 150 هـ
ابن سيرين : ابن سيرين هو محمد بن سيرين الأنصاري ثقة ثبت كبير القدر تابعى من الطبقة الثالثة توفى 110 هـ
هناك معضلتان فى سند هذه الرواية :
1 - طريق ابى جزى عنابن عون مظلم و لا يصح
2 - روى ابى جزى عن ايوب رواية واحدة فقط لا غير وهى:
* - أن سعد بن سهل أخبرهم حدثنا أبو الحسن بن الأخرم أخبرنا أبو نصر الفامي حدثنا الأصم أخبرنا الربيع حدثنا أسد بن موسى حدثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ ( ابو جزى ) عن أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عن الْمَقْبُرِيِّ، عن ذَكْوَانَ، عن أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ جُمْهَانُ الأَعْمَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اسْتَتِرِي مِنْهُ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جُمْهَانُ الأَعْمَى؟
قَالَ: إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَى الرِّجَالِ، كَمَا يُكْرَهُ لِلرِّجَالِ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى النِّسَاءِ.
اسد الغابة فى معرفة الصحابة لابن الاثير
فهذه الرواية اسنادا :ضعيف جدابه ابى جزى وهو كذاب وضاع متروك الحديث .
الروايه متنا : لاتصح وهو كذب على ابن سيرين والمتهم به ابى الجزى
قال الشافعي رحمه الله:
مثل الذي يطلب العلم بلا إسناد مثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب فيها أفعى تلدغه وهو لا يدري (البيهقي في المدخل (210-211))
ثالثا : استخدام المؤلف ابن عبد ربه الاندلسى هذه الرواية مع تعمد اخفاء السند لا يبرءه من تعمده الاساءة الى الصحابى طلحة متعمدا
كل الروايات والاثار لا تسقط من السماء ولا نجدها عند الحفر فى باطن الارض او ملقاه فى الطرقات ولا تخرج مصادفة فى شباك صيادين البحر . .
وانما نجدها موثقة بالاسانيد فى المصنفات الثابته الصحة لكتابها ومصنفيها من اهل الرواية والدراية المشهود لهم من العلماء العدول كصحيح البخارى وصحيح مسلم وموطأ انس بن مالك ومسند احمد بن حنبل وغيرها ..
5 - وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع
صحيح مسلم:ج1/ص10 ح5
المؤلف ابن عبد ربه متهم بالغلوا فى التشيع وهو يحمله للطعن فى الصحابة رضى الله عنهم فحمله هواه بالكذب على الصحابى طلحة لانه واحد ممن حاربوا الامام علي بن ابى طالب فى موقعة الجمل ويخفف على الصحابيين عمار بن ياسر و ابوذر الغفارى وهم اثنين من الثلاثة من الصحابة المعترف بهم عند الشيعة و لهم مواقف خلاف فى الرأى مع امير المؤمنين عثمان رضى الله عنهم نسكت عنها ويخوض فيها الشيعة بالباطل والكذب ..
ومن هنا كان التمسك بالاسناد جوهرى فى كل رواية لتبين الصادق من الكذاب والصالح من الخبيث.
قال عبد الله بن المبارك : «الإسناد من الدين و لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء» مقدمة صحيح مسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن اهيمة الاسناد :
«لا بد من ذكر الإسناد أولاً فلو أراد إنسان أن يحتج بنقل لا يعرف إسناده في جزرة بقل لم يقبل منه، فكيف يحتج به في مسائل الأصول »
منهاج السنة النبوية 8/110.
قال العلامة الزين قاسم، في حاشيته على شرح النخبة لشيخه ابن حجر " قوة الحديث إنما هي بالنظر إلى رجاله لا بالنظر إلى كونه في كتاب كذا
قال الحافظ ابن حزم رحمه الله :
نقل الثقة عن الثقة حتى يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم شيء خص به المسلمون دون جميع الملل والنحل...
وعن محمد بن حاتم بن المظفر رحمه الله قال:
إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها بالإسناد وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها إسناد موصول..
الخلاصة:
إن الرافضه أكذب الناس في المنقول . . وأجهل الناس في المعقول
لا شبهة والروايه كذب موضوع والمتهم بها ابو جزى
قال الشيخ د. عائض القرني عن الكتاب:
1 – أن ابن عبد ربه الاندلسى يورد كثيرا من الأحاديث الموضوعة والباطلة ثم لا يعلق عليها.
2 -الرجل شيعي يتكلم في بني أمية ويزري عليهم خاصة الصدر الأول كمعاوية وابنه.
3 -أنه يفحش في باب النساء وفي بعض الأبواب كأبواب الحمقى والمتماجنين. .. وهذا لا يليق بالمسلم الأديب الذي يريد الله والدار الآخرة.
4 - وما ورد في (العقد) من العظائم يحطُ من قدر المؤلِّف والمؤلَّف فقد ملأ كتابه بأحاديث ضعيفة ـ كما ذكر الشيخ عائض ـ وأخبار واهية..
5 - وأنقص من قدر آل البيت والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بنقله أكاذيب يتورع عنها العامة ويمجُها من به ذرة من عقل ..
فكيف بالصحابة الذين هم أفضل البشر بعد الأنبياء فأنت حين تقرأ ما ذكره عن أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقشعر جلدك ويضيق صدرك وتتمنى لو لم ينظر إليه طرفك
ولا تملك إلا أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتسأل الله السلامة والعافية وأن يتجاوز عنا وعنه.
6 - قال عنه ابن كثيرـ رحمه الله تعالى ـ:
(كان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين.. ويدل كثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحد من بني أمية وهذا عجيب منه لأنه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم)
البداية والنهاية (11/ 230) .
وقال في موضع آخر ـ رحمه الله تعالى ـ:
لان صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت، وربما لا يفهم أحد من كلامه ما فيه من التشيع. توفي سنة (328هـ) عفا الله عنا وعنه.
البداية والنهاية (10/ 23)
7 - الرواية بدون اسناد كطفل بدون نسب فهو ابن الحرام وعمل من اعمال الشيطان فكيف يقبل ان نسند هذا المجهول لاحد نحاسبه عليه او نؤيده بها .
الروايات والاثار لا تسقط من السماء ولا نجدها عند الحفر فى باطن الارض او ملقاه فى الطرقات ولا تخرج مصادفة فى شباك صيادين البحر فلابد من الاسناد وذكرها من المصادر الموثقة.
قال العلامة الزين قاسم في حاشيته على شرح النخبة لشيخه ابن حجر " قوة الحديث إنما هي بالنظر إلى رجاله لا بالنظر إلى كونه في كتاب كذا " انتهى
8 - الأسباب التي حملت الوضاعين على اختلاق الأحاديث هي كثيرة نذكر أهمها:
الأول: قصد الواضع إلى إفساد الدين على أهله، كما فعلت الزنادقة إذ وضعوا أربعة عشر ألف حديث كما رواه العقيلي.
منهم عبد الكريم ابن أبي العوجاء الذي قتل وصلب في زمن المهدي. قال ابن عدي: لما أخذ يضرب عنقه قال: وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرّم فيها الحلال وأحلِّل الحرام.
ومنهم محمد بن سعيد الشامي المصلوب روى عن حميد عن أنس مرفوعاً: أنا خاتم النبيين لا نبيَّ بعدي إلا أن يشاء الله وضع هذا الاستثناء لما يدعو إليه من التنبؤ والإلحاد.
الثاني: قصد الواضع نصرة مذهبه
كالشيعة الروافض بالغلو فى ال البيت ووضع المثالب فى الصحابة .
كما روى ابن أبي حاتم عن شيخ من الخوارج أنه كان يقول بعد ما تاب: انظروا عمن تأخذون دينكم! فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيّرناه حديثاً.
الثالث: قصد الواضع التقرب إلى الرؤساء والأمراء بما يوافق فعلهم، كما في قصة غياث بن إبراهيم مع المهدي.
الرابع:رغبة الواضع في التكسب والارتزاق، كأبي سعيد المدائني.
الخامس:قصد الأجر والثواب في زعم الواضع.
كما فعله قوم من الجهلة حيث وضعوا أحاديث في الترغيب احتساباً في زعمهم الباطل.