العدالة عند الامامية لا علاقة لها بتوثيق الراوي
ان تعريف العدالة الوارد عند الامامية لا علاقة له بوثاقة الراوي وقبول خبره . قال الطوسي : " فأما من كان مخطئا في بعض الافعال أو فاسقا بافعال الجوارح وكان ثقة في روايته، متحرزا فيها، فان ذلك لا يوجب رد خبره ، ويجوز العمل به لان العدالة المطلوبة في الرواية حاصلة فيه، وانما الفسق بافعال الجوارح يمنع من قبول شهادته وليس بمانع من قبول خبره، ولاجل ذلك قبلت الطائفة أخبار جماعة هذه صفتهم " عدة الاصول – الطوسي – ص 152
وقال الخوئي : " وذكر في العدة في بحث حجية خبر الواحد ، عمل الطائفة بأخبار حفص ابن غياث ، ويظهر من مجموع كلامه فيها : أن العدالة المعتبرة في الراوي أن يكون ثقة متحرزا في روايته عن الكذب ، وإن كان مخالفا في الاعتقاد ، فاسقا في العمل ، نعم رواية المعتقد للحق الموثوق به يتقدم على غيره في مقام المعارضة " معجم رجال الحديث - الخوئي - ج 7 ص 159
وقال ايضا : " كما ذكرنا أنه لا يعتبر في حجية خبر الثقة العدالة . ولهذا نعتمد على توثيقات أمثال ابن عقدة وابن فضال وأمثالهما " معجم رجال الحديث - الخوئي - ج 1 ص 41
وقال ايضا : " فإن عمدة الدليل على حجية خبر الواحد إنما هي السيرة العقلائية التي لا يفرق فيها بين الشبهات الحكمية والموضوعية ، ولأجله يلتزم بالتعميم إلا فيما قام الدليل على الخلاف مثل موارد اليد فإن الدعوى القائمة على خلافها لا يكتفي فيها بشاهد واحد بل لا بد من رجلين عدلين أو رجل وامرأتين ، أو رجل مع ضم اليمين حسب اختلاف الموارد في باب القضاء ، ونحوه الشهادة على الزنا فإنه لا يثبت إلا بشهود أربعة ونحو ذلك من الموارد الخاصة التي قام الدليل عليها بالخصوص ، وفيما عدا ذلك يكتفي بخبر العدل الواحد مطلقا بمقتضى السيرة العقلائية بل مقتضاها الاكتفاء بخبر الثقة المتحرز عن الكذب وإن لم يكن عادلا " كتاب الصوم - الخوئي - ج 1 - شرح ص 406
فنرى ان فسق الاعمال لا ينافي توثيق الشخص وقبول روايته , فلا ادري لماذا يطعن الامامية بقولنا بعدالة الصحابة الذي يلزم منه قبول روايتهم وتحقق وثاقتهم , واننا لا نقول بعصمتهم رضي الله تعالى عنهم , بل ان صدور الخطأ منهم ممكن , ولكن قلنا ان هناك مكفرات للذنوب تكون في حقهم , وفي حق غيرهم , وانهم اولى بذلك من غيرهم لورود المدائح القرانية , والنبوية في حقهم .
ومع كل هذا نرى ان الامامية يوثقون امثال زرارة , ويمدحوه , ويجعلوه من كبارهم , بل ذكروا انه مبشر بالجنة , فقد جاء في اختيار معرفة الرجال : " محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن بن فضال ، قال : حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن ، عن أبيهما الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف ، قلت : نعم جعلت فداك اسمي عبد ربه ولكني لقبت بزرارة " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 345
مع ان الروايات الثابتة عندهم فيها التصريح بلعنه , وذمه , والطعن به , وانه كان يرفع صوته على الامام المعصوم , ومنها : ما جاء في اختيار معرفة الرجال : " حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه ، قال : حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله المعروف بماجيلويه ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه ، وقد أحببت أن أعرضه عليك ، فقال : هاته ، قلت : فزعم أنه سألك عن قول الله عز وجل " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " من ملك زادا وراحلة ، فقال : كل من ملك زادا وراحلة ، فهو مستطيع للحج وان لم يحج ؟ فقلت نعم . فقال : ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت : كذب علي والله كذب علي والله لعن الله زرارة لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة انما قال لي من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج ؟ قلت : وقد وجب عليه الحج ، قال : فمستطيع هو ؟ فقلت : لا حتى يؤذن له ، قلت : فأخبر زرارة بذلك ؟ قال : نعم . قال زياد : فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله عليه السلام وسكت عن لعنة ، فقال : اما أنه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم ، وصاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال " اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج 1 ص 359 – 361
وايضا : " 250 - حدثني حمدويه قال : حدثني أيوب ، عن حنان بن سدير قال : كتب معي رجل أن أسأل أبا عبد الله عليه السلام عما قالت اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا : هو مما شاء أن يقولوا ؟ قال : قال لي ان ذا من مسائل آل أعين ليس من ديني ولا دين آبائي ، قال ، قلت ما معي مسألة غير هذه " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 370
وايضا : " حدثني حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن مسمع كردين أبي سيار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 364
وايضا : " محمد بن مسعود ، قال : كتب إلينا الفضل ، يذكر عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام و يعقوب الأحمر ، قالوا : كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه زرارة فقال إن الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال صل المغرب دون المزدلفة ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام انا تأملته ما قال أبى هذا قط كذب الحكم على أبي ، قال : فخرج زرارة وهو يقول : ما أرى الحكم كذب على أبيه " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 377
وايضا : " وبهذا الإسناد: عن يونس، عن خطاب بن مسلمة، عن ليث المرادي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة إلا تائها " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 365
وفي الكافي : " 3 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ حُمْرَانُ أَوْ أَنَا وَ بُكَيْرٌ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّا نَمُدُّ الْمِطْمَارَ قَالَ وَ مَا الْمِطْمَارُ قُلْتُ التُّرُّ فَمَنْ وَافَقَنَا مِنْ عَلَوِيٍّ أَوْ غَيْرِهِ تَوَلَّيْنَاهُ وَ مَنْ خَالَفَنَا مِنْ عَلَوِيٍّ أَوْ غَيْرِهِ بَرِئْنَا مِنْهُ فَقَالَ لِي يَا زُرَارَةُ قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ مِنْ قَوْلِكَ فَأَيْنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا أَيْنَ الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ أَيْنَ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً أَيْنَ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ أَيْنَ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ .
وَ زَادَ حَمَّادٌ فِي الْحَدِيثِ قَالَ فَارْتَفَعَ صَوْتُ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) وَ صَوْتِي حَتَّى كَانَ يَسْمَعُهُ مَنْ عَلَى بَابِ الدَّارِ .
وَ زَادَ فِيهِ جَمِيلٌ عَنْ زُرَارَةَ فَلَمَّا كَثُرَ الْكَلَامُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَالَ لِي يَا زُرَارَةُ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُدْخِلَ الضُّلَّالَ الْجَنَّةَ " الكافي – الكليني - ج 2 ص 382 – 383 , وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن كالصحيح – ج 11 ص 106
فمع ان الامام المعصوم قد لعن زرارة , وكذبه , وورد رد زرارة لكلام المعصوم بقوله ان الحكم قد كذب على ابي , فرد زرارة بقوله لا ارى الحكم قد كذب على ابيه , ثم رفع صوته على المعصوم وجداله في الرواية الاخرى , فمع كل هذه القدائح بزرارة تأتي رواية تبشره بالجنة ! , فوقوع زرارة بن اعين بكل هذه المخالفات لم يمنع الامامية من توثيقه , وتبشير الامام المعصوم له بالجنة ! .
[rtl]ومن ثقات الرافضة المطعون بهم زياد بن مروان القندي , قال الحر العاملي عن زياد بن مروان القندي : " زياد بن مروان ، القندي : واقفي ، قاله النجاشي ، والعلامة ، والشيخ . وعده المفيد في ( إرشاده ) من خاصة أبي الحسن موسى عليه السلام ، وثقاته ، وأهل الورع والعلم ، والفقه ، من شيعته ، وروى عنه نصا منه على ابنه الرضا عليه السلام . وقال الشيخ : ( كتابه ) يعد في الأصول " وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 30 ص 377 – 378[/rtl]
ان زيادا هذا من خاصة المعصوم , وثقاته , واهل الورع , والفقه من شيعته , وكتابه يعد في الاصول كل هذه الاوصاف , والتوثيق له , مع اعتراف الرافضة بانه قد خان الامام المعصوم , وجحد حقه , بل قد ورد انه مات على الزندقة , فقد روى الطوسي في كتاب الغيبة : " 71 - وروى ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد بن عمر بن يزيد وعلي بن أسباط جميعا ، قالا : قال لنا عثمان بن عيسى الرواسي : حدثني زياد القندي وابن مسكان ، قالا : كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ قال : يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض . فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام - وهو صبي - . فقلنا : خير أهل الأرض ! ثم دنا فضمه إليه فقبله وقال : يا بني تدري ما قال ذان ؟ قال : نعم يا سيدي هذان يشكان في . قال علي بن أسباط : فحدثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب فقال : بتر الحديث لا ولكن حدثني علي بن رئاب أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لهما : إن جحدتماه حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، يا زياد لا تنجب أنت وأصحابك أبدا . قال علي بن رئاب : فلقيت زياد القندي فقلت له : بلغني أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لك : كذا وكذا ، فقال : أحسبك قد خولطت . فمر وتركني فلم أكلمه ولا مررت به . قال الحسن بن محبوب : فلم نزل نتوقع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلام حتى ظهر منه أيام الرضا عليه السلام ما ظهر ، ومات زنديقا " الغيبة - الطوسي - ص 68
ومع كل افعاله القبيحة وتصرفاته الخبيثة التي يعترف بها الرافضة نراهم يوثقوه , ويعتبرون بنقولاته , قال الخوئي : " أقول : لا ريب في وقف الرجل وخبثه وأنه جحد حق الإمام علي بن موسى عليه السلام مع استيقانه في نفسه ، فإنه بنفسه قد روى النص على الرضا عليه السلام كما مر . وروى الكليني بالاسناد المتقدم ، قال ( زياد ) : دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام وعنده ابنه أبو الحسن فقال لي : يا زياد هذا ابني فلان كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله . ورواها الصدوق عن أبيه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن زياد بن مروان القندي نحوه . العيون : الجزء 1 ، الباب 4 ، الحديث 25 . بل قد عرفت قول الإمام عليه السلام له في ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة : ( يا زياد لا تنجب أنت وأصحابك أبدا ) وقول الحسن بن محبوب : أنه مات زنديقا ، ولكنه مع ذلك ثقة لا لأجل أن كتابه من الأصول رواه أحمد بن محمد بن مسلمة ( سلمة ) ، ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم عليهم السلام ( 22 ) ولا لرواية الاجلاء عنه كمحمد بن أبي عمير . الكافي : الجزء 5 ، كتاب النكاح 3 ، باب حد الرضاع الذي يحرم 88 ، الحديث 6 . وإسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عنه . الكافي : الجزء 4 ، كتاب الحج 3 ، باب ما يجوز للمحرم بعد اغتساله من الطيب والصيد وغير ذلك 79 ، الحديث 10 . ويعقوب بن يزيد كما عرفته من الفهرست . وفي التهذيب : الجزء 3 ، باب الزيادات بعد باب الصلاة على الأموات من أبواب الزيادات ، الحديث 469 . وفي مشيخة الفقيه ، روى محمد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد عنه . وروى عنه أحمد بن محمد بن عيسى . الكافي : الجزء 6 ، كتاب الأطعمة 6 ، باب السعة 131 ، الحديث 1 ، فإن جميع ذلك لا يكفي في إثبات الوثاقة على ما تقدم بل لان الشيخ المفيد وثقه . فقد عده الشيخ المفيد قدس سره في الارشاد ممن روى النص على الرضا علي بن موسى عليه السلام بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، إذا فالرجل من الثقات وإن كان قد جحد حق الإمام عليه السلام وخانه طمعا في مال الدنيا . فإن قلت إن شهادة الشيخ المفيد راجعة إلى زمان روايته النص على الرضا عليه السلام ولذا قد وصفه بالورع فلا أثر لهذه الشهادة بالنسبة إلى زمان انحرافه . قلت : نعم ، إلا أن المعلوم بزواله من الرجل هو ورعه وأما وثاقته فقد كانت ثابتة ولم يعلم زوالها " معجم رجال الحديث - الخوئي - ج 8 ص 329 – 330
فالامامية قد اثبتوا الوثاقة لهذا الجاحد لامامة المعصوم الخائن لامانته الذي استولى على حقه طمعا في الدنيا .
ومن ثقات الامامية عثمان بن عيسى الرؤاسي , قال الخوئي في ترجمة عثمان بن عيسى الرؤاسي : " 7623 - عثمان بن عيسى: قال النجاشي: " عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي، ثم من ولد عبيد بن رؤاس، فتارة يقال الكلابي وتارة العامري وتارة الرؤاسي، والصحيح: أنه مولى بني رؤاس وكان شيخ الواقفة ووجهها، وأحد الوكلاء المستبدين بمال موسى بن جعفر عليه السلام .......................................
[rtl]وعده الكشي من أصحاب الاجماع في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا عليهما السلام، على قول بعضهم. ويأتي عنه في ترجمة الفضل بن شاذان، عده ممن يروى عنه الفضل. روى (عثمان بن عيسى) عن المعلى بن أبي شهاب، وروى عنه علي بن أسباط. كامل الزيارات: الباب 1، في ثواب زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، الحديث 2. روى عن سماعة، وروى عنه إبراهيم بن هاشم. تفسير القمي: سورة المؤمنون، في تفسير قوله تعالى: (أولئك هم الوارثون...). وذكر الشيخ في كتاب العدة: عمل الطائفة برواياته لاجل كونه موثوقا به ومتحرجا عن الكذب. [/rtl]
[rtl]وعده ابن شهر آشوب من ثقات أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام. المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام، في فصل في أحواله وتواريخه. أقول: لا ينبغي الشك في أن عثمان بن عيسى كان منحرفا عن الحق ومعارضا للرضا عليه السلام، وغير معترف بامامته، وقد استحل أموال الامام عليه السلام، ولم يدفعها إليه ! وأما توبته ورده الاموال بعد ذلك فلم تثبت فإنها رواية نصر بن الصباح، وهو ليس بشئ، ولكنه مع ذلك كان ثقة بشهادة الشيخ وعلي بن إبراهيم وابن شهر آشوب المؤيدة بدعوى بعضهم أنه من أصحاب الاجماع " معجم رجال الحديث – الخوئي – ج 12 ص 129 – 132[/rtl]
وجاء في ترجمة بريد العجلي روايات ذامة , ومصرحة ببدعته , وهلاكه , ففي معرفة اختيار الرجال : " 237 - حدثني حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن مسمع كردين أبي سيار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 364
وفيه ايضا : " 236 - حدثنا محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثني يونس بن عبد الرحمن ، عن عمر بن أبان عن عبد الرحيم القصير ، قال ، قال لي أبو عبد الله عليه السلام : ايت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي ابتدعتماها ؟ اما علمتما أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : كل بدعة ضلالة . قلت له : اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام ، فقال : والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر ، فاما بريد فقال : لا والله لا أرجع عنها أبدا " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 - ص 364
وفيه ايضا : " 350 - حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد ابن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الصباح ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : هلك المتريسون في أديانهم ، منهم : زرارة ، وبريد ، ومحمد بن مسلم ، وإسماعيل الجعفي ، وذكر آخر لم أحفظه " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 2 ص 452
ومع كل هذا نرى ان الامامية يوثقوه , ويمدحوه , ويجعلون المبررات له , قال الحر العاملي : " بريد بن معاوية العجلي : وجه من وجوه أصحابنا ، ثقة فقيه ، له محل عند الأئمة عليهم السلام ، قاله العلامة ونحوه النجاشي . وعده الكشي من أصحاب الإجماع كما مر ، وروى له مدحا جليلا . وفيه بعض الذم يأتي الوجه في مثله ، في : زرارة " وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 30 ص 323
فلماذا لا يتعامل الامامية مع الصحابة الكرام , بنفس الطريقة التي يتعملون بها مع الرواة الذين لعنهم المعصوم كزرارة وبريد واشباههم ؟! .
ومن ثقات الرافضة المطعون بهم ابو بصير الاسدي الذي ورد فيه طعونات كثيرة , ومنها ما رواه الطوسي في التهذيب , وفي الرواية دلالة على طعن ابي بصير
بعلم الامام المعصوم , قال الطوسي : " علي بن الحسن عن أيوب بن نوح وسندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن شعيب العقرقوفي قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل تزوج امرأة لها زوج ولم يعلم قال : ترجم المرأة وليس على الرجل شئ إذا لم يعلم قال : فذكرت ذلك لأبي بصير قال : فقال لي : والله لقد قال جعفر عليه السلام : ترجم المرأة ويجلد الرجل الحد وقال بيديه على صدري فحكه : ما أظن صاحبنا تكامل علمه " تهذيب الأحكام - الطوسي - ج 7 ص 487
وفي الاختيار ما يدل على فعله شيئا محرما مع امرأة : " 295 - حمدويه وإبراهيم قال : حدثنا العبيدي ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين ابن مختار ، عن أبي بصير ، قال : كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن ، قال : فمازحتها بشئ ، قال فقدمت على أبي جعفر عليه السلام ، قال ، فقال لي : يا أبا بصير اي شئ قلت للمرأة ؟ قال : قلت بيدي هكذا ، وغطا وجهه ، قال ، فقال لي : لا تعودن إليها " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 404
وفي الاختيار ما يدل على تصريح الامام المعصوم بصدور الكذب من ابي بصير : " 902 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ، ومحمد بن يونس ، قالا : حدثنا الحسن ابن قياما الصيرفي ، قال : حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت : جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال : مضى كما مضى آباؤه ، قلت : فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب ، عن أبي بصير : ان أبا عبد الله عليه السلام قال : إن جاء كم من يخبركم ان ابني هذا مات وكفن ولبن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به ؟ فقال : كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه ، انما قال إن جاءكم عن صاحب هذا الامر " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 2 ص 773
وفي الاختيار ان ابا بصير قد اتهم الامام المعصوم بأنه لا يأذن للناس الا اذا قدموا اليه شيئا : " محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد الناب ، قال : جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الاذن ، فلم يؤذن له ، فقال : لو كان معنا طبق لاذن ، قال : فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير ، قال : أف أف ما هذا ؟ قال جليسه . هذا كلب شغر في وجهك " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 1 ص 407
وقد اكد الخوئي على ان المراد بابي بصير يحيى بن ابي القاسم الا ان تاتي قرينة على خلاف ذلك , فقال : " وأبو بصير كنية لعدة أشخاص ، منهم : عبد الله بن محمد الأسدي ، وليث بن البختري المرادي ، ويحيى بن أبي القاسم الأسدي ، ولكن المعروف بأبي بصير هو الأخير فمتى لم تكن قرينة على إرادة غيره فهو المراد " معجم رجال الحديث - الخوئي - ج 21 ص 80 – 81
ومع كل هذا الذم الوارد يوثقه الامامية ويعتبروه من وجوههم , قال النجاشي : "
[ 1187 ] يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي ، وقيل : أبو محمد ، ثقة ، وجيه ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، وقيل يحيى بن أبي القاسم ، واسم أبي القاسم إسحاق . و روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام . له كتاب يوم وليلة . أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير بكتابه . ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة " رجال النجاشي - النجاشي - ص 441.
ولقد ورد في كتب الامامية طعونات كثيرة في هشام بن الحكم المجسم , ومنها ما جاء في اختيار معرفة الرجال بتسببه بقتل الامام المعصوم : " محمد بن نصير ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين ابن سعيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام عظة ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم ، أترى الله يغفر له ما ركب منا " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 2 ص 561
وفي البحار : " 4 - قرب الإسناد : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : أما كان لكم في أبي الحسن صلوات الله عليه عظة ؟ ما ترى حال هشام ؟ هو الذي صنع بأبي الحسن عليه السلام ما صنع ، وقال لهم وأخبرهم ، أترى الله يغفر له ما ركب منا " بحار الأنوار - المجلسي - ج 48 ص 196 – 197
وفي الاختيار : " علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال ، قال أبو الحسن عليه السلام : ايت هشام بن الحكم فقل له : يقول لك أبو الحسن : أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم فإذا قال لا ، فقل له : ما بالك شركت في دمي ؟ " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 2 ص 562
وفي الاختيار عدم الصلاة خلف اصحاب هشام : " 499 - علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي علي بن راشد ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال ، قلت : جعلت فداك قد اختلف أصحابنا ، فأصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم ؟ قال : عليك بعلي بن حديد ، قلت : فآخذ بقوله ؟ قال : نعم فلقيت علي بن حديد فقلت له : نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم ؟ قال : لا " اختيار معرفة الرجال - الطوسي - ج 2 ص 563
وفي امالي الصدوق : " حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الصقر بن دلف ، قال سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي ابن موسى الرضا ( عليهم السلام ) عن التوحيد ، وقلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم ، فغضب ( عليه السلام ) ، ثم قال : مالكم ولقول هشام ، إنه ليس منا من زعم أن الله جسم ، ونحن منه براء في الدنيا والآخرة . يا بن دلف ، إن الجسم محدث ، والله محدثه ومجسمه .
426 / 3 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، قال : كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليهم السلام ) : جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم ، ومن يقول بقول يونس بن عبد الرحمن ؟ فكتب ( عليه السلام ) : لا تصلوا خلفهم ، ولا تعطوهم من الزكاة ، وابرءوا منهم ، برئ الله منهم " الأمالي - الصدوق - ص 351 – 352
وفي الكافي ان هشام بن الحكم قد كذب بنقله ان الامام المعصوم قال عن الله تعالى انه جسم صمدي نوري , قال الكليني : " 1 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن علي بن أبي حمزة، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم، صمدي نوري، معرفته ضرورة، يمن بها على من يشاء من خلقه، فقال عليه السلام: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، لا يحد ولا يحس ولا يجس ولا تدركه [ الابصار ولا ] الحواس ولا يحيط به شئ ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد " الكافي – الكليني - ج 1 ص 104 , وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – موثق – ج 2 ص 1
وفي كتاب التوحيد للصدوق ان هشاما هذا قائل بالجسم , وقد ذمه الامام المعصوم : " 20 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا علي بن أيراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الصقر بن (أبي) دلف، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام عن التوحيد، وقلت له: أني أقول بقول هشام ابن الحكم، فغضب عليه السلام ثم قال: مالكم ولقول هشام، إنه ليس منا من زعم أن الله عزوجل جسم ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة، يا ابن (أبي) دلف إن الجسم محدث، والله محدثه ومجسمه " التوحيد - الصدوق - ص 104
وايضا : " 8 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه ، قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني ، قال : قلت لأبي الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام : إن هشام بن الحكم زعم : أن الله جسم ليس كمثله شئ ، عالم سميع ، بصير ، قادر متكلم ، ناطق ، والكلام والقدرة والعلم تجري مجرى واحدا ليس شئ منها مخلوقا ، فقال : قاتله الله ، أما علم أن الجسم محدود ، والكلام غير المتكلم معاذ الله وأبرء إلى الله من هذا القول ، لا جسم ولا صورة ولا تحديد ، وكل شئ سواه مخلوق وإنما تكون الأشياء بإرادته ومشيته من غير كلام ولا تردد في نفس ، ولا نطق بلسان " التوحيد - الصدوق - ص 100
وهناك روايات كثيرة في ذمه ولكني اكتفي بما اوردته .
وقد اعترف الشريف المرتضى على هشام بن الحكم بانه قائل بالمكان لله تعالى , وانه يتحرك , وينتقل , فقال : " وقال هشام بن الحكم، وعلي بن منصور، وعلي بن إسماعيل بن ميثم، ويونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين، وابن سالم الجواليقي، والحشوية وجماعة المشبهة: إن الله عز وجل في مكان دون مكان، وأنه يتحرك وينتقل، تعالى الله عن ذلك علوا " كبيرا " رسائل المرتضى – الشريف المرتضى – ج 3 ص 281
ومع كل الذي اوردناه من القدح في هشام بن الحكم , الا ان الامامية يحكمون بوثاقته , ويدافعون عنه دفاعا قويا , قال الطوسي : " [ 738 ] 2 - هشام بن الحكم ، كان من خواص سيدنا ومولانا موسى بن جعفر عليهما السلام ، وكانت له مباحثات كثيرة مع المخالفين في الأصول وغيرها " الفهرست - الطوسي - ص 258
وقال النجاشي : " [ 1164 ] هشام بن الحكم أبو محمد ، مولى كندة . وكان ينزل بني شيبان بالكوفة ، انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة ويقال : إن ( إنه ) في هذه السنة مات . .................
وروى هشام عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما السلام ، وكان ثقة في الروايات ، حسن التحقيق بهذا الامر " الفهرست - الطوسي - ص 258