إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا نزلت في علي
حدثنا محمد بن عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا عون بن سلام قال حدثنا بشر بن عمارة الخثعمي عن أبي روق عن الضحاك بن مزاحم عن بن عباس قال: «نزلت في علي إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في قلوب المؤمنين»
قال الطبراني: « لم يرو هذا الحديث عن ابي روق الا بشر بن عمارة تفرد به عون بن سلام» (المعجم الأوسط5/348 رقم5516).
قال الهيثمي « الضحاك لم يسمع من ابن عباس» (مجمع الزوائد1)
وفيه بشر بن عمارة. قال الحافظ «ضعيف» (التقريب1/123 رقم697).
وأوردها الثعلبي «أخبرنا عبد الخالق أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ببغداد حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي الفارسي حدثنا إسحاق بن بشر الكوفي حدثنا خالد بن يزيد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة. فأنزل الله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا» (الكشف والبيان9/50).
موضوع. فيه إسحاق بن بشر الكاهلي. «قال مطين: ما سمعت أبا بكر بن أبى شيبة كذب أحدا إلا إسحاق بن بشر الكاهلى. وكذا كذبه موسى بن هارون وأبو زرعة. وقال الفلاس وغيره: متروك. قال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث» (ميزان الاعتدال1/186 الجرح والتعديل2/214 لسان الميزان1/355).
وكذلك عبد الله بن جعفر الثعلبي: قال عنه ابن عدي « متهم. جاء بخبر من لم يقل علي... بسند ينفرد به» (المغني في الصعفاء1/334 وانظر لسان الميزان3/268 وميزان الاعتدال4/77).
وقد استدل الحلي بهذه الرواية ليثبت أن عليا مجمع على محبته بخلاف أبي بكر فقد اختلفواغ عليه في السقيفة.
فأجاب ابن تيمية :
«لا بد من إقامة الدليل على صحة المنقول وإلا فالاستدلال بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق. وهذه الآية عامة في جميع المؤمنين، فلا يجوز تخصيصها بعلي بل هي متناولة لعلي وغيره. والدليل عليه أن الحسن والحسين وغيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم الشيعة داخلون في الآية. فعلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها بعلي.
والله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر وعمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون.
ولم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه. ويسبونه ويقاتلونه. وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما قد ابغضهما وسبهما الرافضة والنصيرية والغالية والإسماعيلية. لكنْ معلومٌ أن الذين احبوا ذينك أفضل وأكثر، وأن الذين ابغضوهما أبعد عن الإسلام واقل، بخلاف علي فان الذين ابغضوه و قاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر وعمر. بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين، فشيعة علي الذين يحبونه ويبغضون عثمان انقص منهم علما و دينا وأكثر جهلا وظلما فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم.
وإذا قيل علي قد ادعيت فيه الالهية والنبوة. قيل: قد كفرته الخوارج كلها وأبغضته المروانية، وهؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية» (منهاج السنة النبوية7/138).
وقد اقتصر الرافضة على لفظ (كثير من الصحابة كان يبغضونه ويسبونه) تدليسا. والوقوف على النص بكامله يبطل هذا التدليس.