ابو هارون الشمري نائب المدير
عدد المساهمات : 386 تاريخ التسجيل : 19/11/2015
| موضوع: مبدأ الشورى في الاسلام الجمعة 20 نوفمبر 2015, 9:29 pm | |
| مبدأ الشورى في الاسلام ان مبدا الشورى في الاسلام ثابت في القران والسنة , قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ( 38 ) : الشورى } , قال العلامة ابن عاشور : " والأمر: اسم من أسماء الأجناس العامة مثل: شيء وحادث. وإضافة اسم الجنس قد تفيد العموم بمعونة المقام، أي جميع أمورهم متشاور فيها بينهم " التحرير والتنوير - محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور - ج 25 ص 171 فالشورى في كل شيء يتعلق باحوال الامة , ولهذا قال الامام ابن كثير في تفسير الاية المباركة : " {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} أَيْ: لَا يُبْرِمُونَ أَمْرًا حَتَّى يَتَشَاوَرُوا فِيهِ، لِيَتَسَاعَدُوا بِآرَائِهِمْ فِي مِثْلِ الْحُرُوبِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آلِ عمران: 159] ولهذا كان عليه الصلاة السلام، يُشَاوِرُهُمْ فِي الْحُرُوبِ وَنَحْوِهَا، لِيُطَيِّبَ بِذَلِكَ قُلُوبَهُمْ. وَهَكَذَا لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَفَاةُ حِينَ طُعِنَ، جَعَلَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ شُورَى فِي سِتَّةِ نَفَرٍ، وَهُمْ: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ عَلَيْهِمْ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، " تفسير ابن كثير - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير - ج 7 ص 211 بل ان الله تعالى قد امر نبيه صلى الله عليه واله وسلم ان يشاور الصحابة رضي الله عنهم مع انه مؤيد بالوحي , قال الله تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) : ال عمران } , وذلك ليتأسى به من يأتي بعده , وذلك لان امر الامة لا يتعلق بشخص واحد , وانما يتعلق بها جميعا , والكل يعمل لنصرة الاسلام , وتقوية الدين , ولهذا نقول ان الشورى مبدأ معتمد عند اهل السنة والجماعة في اختيار الامام , وقد تم اختيار ابي بكر رضي الله عنه بعد كلام في السقيفة , وتشاور بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم , وكذلك كانت خلافة عمر رضي الله عنه باختيار من ابي بكر رضي الله عنه , واستشارة الصحابة الكرام , وكذلك خلافة امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بجعل الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه الامر شورى بين الستة المرضي عليهم رضوان الله عليهم ليختاروا من بينهم الاصلح للخلافة فكان الاختيار بعد مشاورة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه للمهاجرين , والانصار لامير المؤمنين عثمان رضي الله تعالى عنه , وكذلك خلافة علي رضي الله عنه باختيار من كان موجودا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المدينة المنورة . | |
|