تعريف الامامة لغة واصطلاحاً عند اهل السنة
تعريف الامامة في اللغة : قال العلامة ابن منظور في اللسان : " وأَمَّ القومَ وأَمَّ بِهِمْ: تقدَّمهم، وَهِيَ الإِمامةُ. والإِمامُ: كُلُّ مَنِ ائتَمَّ بِهِ قومٌ كَانُوا عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ أَو كَانُوا ضالِّين ..... وَرَئِيسُ الْقَوْمِ: أَمُّهم. ابْنُ سِيدَهْ: والإِمامُ مَا ائْتُمَّ بِهِ مِنْ رئيسٍ وغيرِه، وَالْجَمْعُ أَئِمَّة........ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ مِنَ الأَمامِ. يُقَالُ: فُلانٌ إِمامُ الْقَوْمِ؛ مَعْنَاهُ هُوَ الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ، وَيَكُونُ الإِمامُ رئِيساً كَقَوْلِكَ إمامُ الْمُسْلِمِينَ، وَيَكُونُ الكتابَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ، وَيَكُونُ الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ ، وَيَكُونُ الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ:
بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ عَلَى إِمامِ
معناه على مِثال؛ وقال لَبِيدٌ:
ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها
وَالدَّلِيلُ: إِمامُ السَّفْر"
لسان العرب – ابو الفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور– ج 12 ص 24 - 26
واما تعريف الامامة في الاصطلاح , فقد قال الامام ابو الحسن الماوردي : " الْإِمَامَةُ: مَوْضُوعَةٌ لِخِلَافَةِ النُّبُوَّةِ فِي حِرَاسَةِ الدِّينِ وَسِيَاسَةِ الدُّنْيَا " الأحكام السلطانية - أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الماوردي – ص 15
وقال امام الحرمين الجويني : " الْإِمَامَةُ رِيَاسَةٌ تَامَّةٌ، وَزَعَامَةٌ عَامَّةٌ، تَتَعَلَّقُ بِالْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، فِي مُهِمَّاتِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا " غياث الامام – ابو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني – ص22
وقال العلامة محمد رشيد رضا : " الْخلَافَة، والإمامة الْعُظْمَى، وإمارة الْمُؤمنِينَ، ثَلَاث كَلِمَات مَعْنَاهَا وَاحِد، وَهُوَ رئاسة الْحُكُومَة الإسلامية الجامعة لمصَالح الدّين وَالدُّنْيَا.
قَالَ الْعَلامَة الأصولي الْمُحَقق السعد التَّفْتَازَانِيّ فِي متن مَقَاصِد الطالبين، فِي علم أصُول عقائد الدّين: الْفَصْل الرَّابِع - أَي من العقائد السمعية - فَفِي الْإِمَامَة، وَهِي رئاسة عَامَّة فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا خلَافَة عَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] " الخلافة - محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين الحسيني – ص 17
وقال العلامة ابن خلدون : " فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في جراسة الدين وسياسة الدنيا به " ابن خلدون - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن خلدون - ج 1 ص 96
وقال العلامة الايجي : " هي خلافة الرسول في إقامة الدين بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة " المواقف - عبد الرحمن بن أحمد الإيجي – ج 3 ص 574
فهذه التعريفات كلها تؤدي الى معنى واحد , الا وهو خلافة الرسول صلى الله عليه واله وسلم في قيادة الناس وفق الشريعة الاسلامية بما يتعلق في دينهم , ودنياهم .