الامامة لطف
ان من ضمن ما يعتقده الامامية في موضوع الامامة موضوع اللطف , وخلاصة معنى اللطف بانه فعل ما يقرب من الطاعة , ويبعد عن المعصية , فيجعل الامامية اللطف واجب على الله تعالى عقلا
, قال محسن الامين : " أما الدليل العقلي فهو حكم العقل بوجوب اللطف على الله تعالى وهو فعل ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية ويوجب إزاحة العلة وقطع المعذرة بدون أن يصل إلى حد الاجبار لئلا يكون لله على الناس حجة وتكون له الحجة البالغة فالعقل حاكم بوجوب إرسال الرسل وبعثة الأنبياء ليبنوا للناس ما أراد الله منهم من التكاليف المقربة من الخير والمبعدة عن الشر ويحكموا بينهم بالعدل وأن يكونوا معصومين من الذنوب منزهين عن القبائح والعيوب لتقبل أقوالهم ويؤمن منهم الكذب والتحريف وكما يجب إرسال الرسل من قبل الله تعالى يجب نصب أوصياء لهم يقومون مقامهم في حفظ الشريعة وتأديتها إلى الناس ونفي التحريف والتبديل عنها والحكم بين الناس بالعدل وإنصاف المظلوم من الظالم ويجب عصمتهم عما عصم منه الأنبياء للدليل الذي دل على عصمة الأنبياء بعينه " اهـ
- أعيان الشيعة - محسن الأمين - ج 2 ص 49
قال ابو القاسم الحلي : " واعلم أن الإمامة رئاسة عامة لشخص من الأشخاص في الدين والدنيا بحق الأصالة وهي واجبة على الله تعالى في كل زمان ، لأن المكلف مع وجود الإمام أقرب إلى الطاعة وأبعد من المعصية ، وكل ما قرب من الطاعة كان لطفا ، ففعله على الله واجب " اهـ
- الرسالة الماتعية مطبوعة مع المسلك في أصول الدين – كلاهما لابي القاسم جعفر بن الحسن الحلي المتوفى في 676 هـ - ص 306
وقال المرعشي : " ذهب الإمامية إلى أن الأئمة كالأنبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت عمدا وسهوا ، لأنهم حفظة الشرع والقوامون به ، حالهم في ذلك كحال النبي ( ص ) ، ولأن الحاجة إلى الإمام إنما هي للانتصاف من المظلوم عن الظالم ورفع الفساد وحسم مادة الفتن ، وأن الإمام لطف بمنع القاهر من التعدي ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ الفساق ويعزر من يستحق التعزير " اهـ
- شرح إحقاق الحق - المرعشي - ج 2 ص 292 – 293