روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، للمجلسي ج3، ص: 44 :
و في الصحيح، عن زرارة قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر عليه السلام و ليس عنده غير ابنه جعفر عليه السلام فقال: يا زرارة إن أبا ذر و عثمان تنازعا على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال عثمان كل مال من ذهب أو فضة يدار به و يعمل به فيتجر به ففيه الزكاة إذا حال عليه الحول، فقال أبو ذر (أما- خ ل) ما يتجر به أو دير و عمل به فليس فيه زكاة، إنما الزكاة فيه إذا كان ركازا أو كنزا موضوعا، فإذا حال عليه الحول ففيه الزكاة فاختصما في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال فقال: القول ما قاله أبو ذر،
فقال أبو عبد الله عليه السلام لأبيه عليه السلام، ما تريد إلا أن تخرج مثل هذا فيكف الناس أن يعطفوا على فقرائهم و مساكينهم؟
فقال: إليك عني لا أجد منها بدا.
( قال المجلسي معلقا ) : الظاهر أن منازعتهما صلوات الله عليهما كان لإسكات العامة بأن يقولوا إن ابنه نازع معه و لم يقبل منه لأنه ما يقول إلا ما نقل، عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن الله عز و جل. أ.هـ
# التعليق :
1-الخبر صحيح , ولا يؤثر في فضلهم رضي الله عنهم ولكنه يخدش في العصمة المتوهمة .
2- لاحظ في النص ( و ليس عنده غير ابنه جعفر ) مجلس خاص وسري . . فلا وجه لما ذكره المجلسي من قوله ( إسكات العامة ). . ولا هي تمثلية في غرفة خاصة . . لكي ينقلها زرارة للعامة !! اي كلام هذا ؟ . . والظاهر أن الخبر هو لاسكات لخاصتكم الغلاة في الأئمة .
3- ولا وجه لقول المجلسي ( لأنه ما يقول إلا ما نقل عن آبائه ) طيب والصادق ع أيضا لا يقول إلا ما نقل عن آبائه !!! . . ام يسكت العامة عن الأول ويتركوا الثاني ؟! . .
4- إقرار المجلسي بقوله ( ولم يقبل منه ) . . . فيه جواز مخالفة آحاد أهل البيت في ما قد يظهر مخالفته للدليل , . . فقد يكون الجميع متفق ع النص ولكن يختلفون في النظر الى الخبر . .
5- قول الصادق لأبيه : ( ما تريد إلا كذا . . . ) ورد الباقر عليه بـ ( إليك عني ) . .
6- هذا الخبر الصحيح يلزم المخالفين بمراجعة حساباتهم في دعواهم العصمة المطلقة . . الم يقولوا عن غيرهم ما يلي . .
دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - ص 107
على أن الصحابة - رضي الله عنهم - خالفوا الشيخين في مواضع ومسائل فدل أنهم لم يحملوا الحديث على أن ما قالوه وفعلوه حجة . أهـ
# وأخيرا :
سير أعلام النبلاء ط الحديث (10 / 283):
وَكَذَلِكَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: سَيِّدٌ، إِمَامٌ، فَقِيْهٌ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ.
وَكَذَا وَلدُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: كَبِيْرُ الشَّأْنِ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ، كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ. أ.هــ
هذا بايجاز حتى لا يتوهم متوهم بأننا نقصد الطعن والإساءة إلى مكانتهما الرفيعة ومقامهما الكبير العظيم . . رضي الله عنهم وأرضاهم . . وسلام الله عليهم . .
والله أعلم .
وثيقة مصورة