تقوم عقيدة الشيعة الإثنى عشرية على سب وشتم وتكفـير الصحابة رضوان الله عليهم. فقد كفّروا جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، فهذا هو الكشي أحد صناديدهم يروي عن أبي جعفر أنه قال: كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،...وذلك قول الله عز وجل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم".(رجال الكشي" ص12،13). ويروى عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا -وأشار بيده– إلا ثلاثة".(رجال الكشي ص13). ويروى عن موسى بن جعفر الإمام المعصوم السابع عندهم – أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله – رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر".(رجال الكشي ص15).
الصحابة عند الشيعة قسمان:
القسم الأول: وافق أبا بكر وعمر وعثمان على تجنيهم على علي رضي الله عن الجميع، وهؤلاء هم جل الصحابة رضي الله عنهم.
والقسم الثاني: هم الذين لم يرضوا بهذا وخالفوا ذلك الأمر، ورأوا أنّ أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قد اغتصبوا الخلافة من علي، وأن الخلافة حق لعلي، وهؤلاء قد اختلف الشيعة في أعدادهم أو أسمائهم، ولكن أجمعوا على ثلاثة وهم: سلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنهم.
ولذلك جاءت رواياتهم:أن الصحابة كلهم، ذهبوا إلا ثلاثة: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبا ذر الغفاري، وجاءت في بعض الروايات ارتدَّ أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم كلهم إلا ثلاثة، وذكروا أولئك الثلاثة، ثمَّ بعد ذلك يستثني عمار بن ياسر، وبعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ويلخص علامة الشيعة اللبناني محمد جواد مغنية موقف الشيعة من الصحابة فيقول:"وقال الشيعة:إنَّ الصحابة كغيرهم فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق".(الشيعة في الميزان:محمد جواد مغنية، دار الشروق، بيروت–القاهرة ص440) ويقصد بالطيب والعادل علياً رضي الله عنه ومن شايعه من الصحابة كما يزعمون، بينما الخبيث والفاسق جمهور الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالخلافة كما سنبين في الصفحات التالية.
ذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: (لم يبق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نافق إلا القليل".(تفسير القمي:علي بن إبراهيم القمي).
وذكر الكليني فـي(فروع الكافـي) عن جعفر عليه السلام:"كان الناس أهل ردة بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا ثلاثة، فقلت:من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي". وذكر المجلسي فـي(حق اليقين) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنّهما كانا كافرين، والذي يحبهما فهو كافر أيضا". وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان".(تفسير القمى: أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي389).
ونقل الكشي أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال:كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة،فقلت:من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثمَّ عرف الناس بعد يسير، وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى، وأبو أن يبايعوا لأبي بكر".(معرفة أخبار الرجال:الكشي ص4 ).
يقول محمد باقر المجلسي:"وعقيدتنا في التبرؤ:إننا نتبرأ من الأصنام الأربعة:أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع:عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شرُّ خلق الله على وجه الأرض، وأنّه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم".(حق اليقين ص519 - فارسى- وقد قام بترجمة النص ونقله إلى العربية الشيخ محمد عبد الستار التونسوي في كتابه بطلان عقائد الشيعة ص53).
وفـي تفسير البرهان لهاشم البحراني يورد هذه الرواية فـي لعن أبي بكر وعمر:"عن محمد الباقر: من وراء شمسكم هذه أربعون شمساً، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً فـيها خلق عظيم ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا، -إلى أن قال- قد أُلهموا كما أُلهمت النحلة لعنة الأول والثاني-أبي بكر وعمر-فـي كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا ُذبوا".(تفسير البرهان لهاشم البحراني ص47. بحار الأنوار 27/45. مختصر بصائر الدرجات:الشيخ الجليل حسن بن سليمان الحلي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف1370هم الطبعة الأولى، ص13).
وقد دأبت مجلة المنبر الكويتية الشيعية تنشر مقالات تتهجم فيها على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.ونشرت (المنبر عدد64 أكتوبر 2004م) موضوعاً رئيسيا على غلافها تحت عنوان (أم المتسكعين). وفي عدة صفحات كالت الشتائم القذرة بحق السيدة عائشة زوج النبي رضي الله عنها، وقالت المجلة (والعياذ بالله)إنها كانت تمارس مهنة (القوادة)، وأنها كانت تزين الجواري من أجل إغراء الشباب، وأضافت المجلة الخبيثة أن السيدة عائشة كانت أول امرأة تبتدع ما يسمى ساعة لقلبك، وساعة لربك.. واتهمت المجلة الشيعية السيدة عائشة بتأليف الأحاديث حسب مزاجها. وأشار كاتب المقال وهو الخبيث سعيد السماوي:بأنَّه لا يتشرف بأن تكون السيدة عائشة أمه أو أم المؤمنين، وأنها لو كانت أمَّه فإنَّه سيتبرأ منها، متهماً إياها بأنََّها كانت منحلة أخلاقيا، وترعى حفلات وصفتها مجلة المنبر الشيعية بالليالي الحمراء.
ويذكر أن مجلة المنبر الشيعية قد اتهمت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقال سابق بأن به مرض لا يشفيه إلا ماء الرجال، وأنَّ أبا بكر لم يكن مع الرسول عليه السلام في الغار، وأن عمر بن عبد العزيز الملعون في السموات، وأن خالدا بن الوليد قد قتل رجلا مسلما وزنا بامرأته، وكثير من المواضيع ذات الرائحة الكريهة التي تعج بها هذه المجلة الخبيثة.(انظر صحيفة الحقائق عدد يوم الأربعاء 16 فبراير 2005م). وقد أحال وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن مجلة "المنبر" بناء على توجيهات مجلس الوزراء إلى النيابة العامة، لأنَّ ما عرضته هذه المجلة يعدُّ شقا وفتنة، تتعارض مع كل القيم والثوابت الإسلامية.
وذكر الكشي صاحب معرفة أخبار الرجال قال: (قال أبو جعفر عليه السلام:ارتد الناس إلا ثلاثة نفر، سلمان وأبو ذر والمقداد، قال: قلت:فعمار؟ قال:قد كان حاص حيصة ثم رجع، ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، وأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض..وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين بالسكوت ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم فأبى أن يتكلم". (معرفة أخبار الرجال:محمد بن عمر الكشي ص8 ).
ونقل الكشي أيضا:"فقال الكميت يا سيدي أسألك عن مسألة ثم قال:سل.فقال: أسألك عن رجلين، فقال:يا كميت ابن يزيد، ما أهريق في الإسلام من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما".(معرفة أخبار الرجال:محمد بن عمر الكشي ص135 ).
وذكر الكشي أيضا:"عن الورد بن زيد قال:قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلني الله فداك قدم الكميت، فقال:أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين، فقال له أبو جعفر عليه السلام:ما أهريق دم، ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله وحكم علي عليه السلام إلا هو في أعناقهما، فقال الكميت: الله أكبر، الله أكبر، حسبي حسبي".(المصدر السابق ص135 ).
دعاء صنمي قريش: واخترعت الشيعة هذا الدعاء المسمى عندهم (دعاء صنمي قريش) وقد خصصوه للعن أبي بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة:ومما جاء في هذا الدعاء: "اللهم صلى على محمد وآل محمد، والعن صنمي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما، وابنتيهما اللتين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك، اللهم العنهما بكل أية حرفوها، وفريضة تركوها، اللهم العنهم في مكون السر وظاهرة العلانية لعنا كثيرا أبدا دائما دائبا سرمدا...إلي الخ. )والدعاء يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من طواغيتهم المعاصرين منهم:أبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وآية الله شريعتمداري، وآية الله الخميني). وممن ذكر مقتطفات من هذا الدعاء الشيعي أو أشار إليه من مصنفات الشيعة: (قرة العيون:الكاشاني ص426 )، و(علم اليقين:الكاشاني 2/701 ). و(مرآة العقول:المجلسي4/356)، و(إحقاق الحق: التستري ص 58،133-134)، و(مقدمته على تفسير البرهان:أبو الحسن العاملي 1/113-174، 226-250، 2/95، 290-294، 313-339) و(إلزام الناصب:الحائري ص219)، و(فصل الخطاب:النوري الطبرسي ص221-222)، و(حق اليقين: عبد الله شبر ص1-219)، و(البلد الأمين:الكفعمي ص511، المصباح له ص511)، و(نفحات اللاهوت: الكركي ق74/ب)، وغيرهم.
ولم يكتف الرافضة بذلك اللعن الرخيص لخيار الصحابة ومنهم عائشة رضي الله عنها، بل رتبوا على هذا الدعاء الأجر والثواب الكبير، فنسبوا كذبا وزورا إلى ابن عباس أنَّه قال:"إن عليا رضي الله عنه كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وحنين بألف ألف سهم".(علم اليقين في أصول الدين: الفيض الكاشاني، تحقيق وتعليق محسن بيدارفر، الطبعة الأولى مع التصحيح والتعليق، 1418هـ، منشورات بيدار، قم. 2/701), وقد اهتم الرافضة بهذا الدعاء واعتبروه من أعظم الأدعية فبلغت شروحه أكثر من عشرة شروح كما أشار إلى ذلك (آغا برزك الطهراني في كتابه الذريعة 8/192، والحر العاملي في أمل الأمل 2/32).
وهذا الدعاء مرغّب فيه عندهم، حتى إنَّهم رووا في فضله نسبةً إلى ابن عباس أنه قال:"إن علياً عليه السلام كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر، وأُحد، وحنين، بألف ألف سهم".(بحار الأنوار 31 /631. ومستدرك الوسائل ومستنبط المسائل: حسين النوري الطبرسي 4/304. وعلم اليقين في أصول الدين: لمحسن الكاشاني 2/101). ولهذا كان هذا الدعاء محل عناية علمائهم، حتى إنَّ أغا بزرك الطهراني ذكر أن شروحه بلغت العشرة.(انظر:الذريعة إلى تصانيف الشيعة 13/256)
انظر أخي المسلم ما أحقد وما أخبث هذه الفرقة، وما يقولونه فـي أبي بكر وعمر وهم خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام والذين أثنى الله عليهم ورسوله، وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم، وشهد التاريخ والواقع بذلك، وصار هذا من الأمور المعلومة الضرورية بخيريّتهم وسابقتهم وجهادهم فـي الإسلام. فأي حب يكنّه القوم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين إلا نفراً يسيراً، ونذكر هنا ما نقلناه سابقا عن الكليني في الكافي: "أن الناس كانوا أهل ردة إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".(الكافـي8/245).
افتراءات واتهامات الشيعة الروافض لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما:أولا: تكفـير الشيعة ولعنهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: لقد كفّر الشيعة الإثنا عشرية جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، وممن يكفرونهم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فهما ليسا من الصحابة الثلاثة الذين بقوا مسلمين ولم يرتدوا بعد التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، فقد روي محدث الشيعة الكشي عدة روايات عن أئمة الشيعة تفيد الهراء والإفك المبين: فعن أبي جعفر أنه قال:"كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،...وذلك قول الله عز وجل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم". ويروى عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا- وأشار بيده– إلا ثلاثة".(رجال الكشي: محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي رقم 15، ص13). ويروى عن موسى بن جعفر أنه قال:"إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر".(رجال الكشي رقم 20، ص15). وزعم الكليني موت الشيخين كافرين، ثم قام بلعنهما، وروى كذبا عن أبي جعفر أنه قال:إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".(الكافي:الكليني، رقم 343، كتاب الروضة، 8/246).
وجاء تكفير الصديق والفاروق في بعض كتب تفسير الشيعة عند قوله تعالى: (إنَّ الذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنٍ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) سورة النساء:137. حيث نسبوا إلى جعفر الصادق أن قال:"نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه واله في أول الأمر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال:من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله، فبايعوه ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه واله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء".(انظر تفسير العياشي 1/307، التفسير الأصفى في تفسير القرآن: ملا محسن فيض، حققه مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، قم: مكتب الإعلام الإسلامي، 1/246).
ويزعم محدث الشيعة نعمة الله الجزائري بكثرة الروايات الشيعية في تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيقول:"الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم، وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى..".(بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: محمد باقر المجلسي 32/328).
وقد أكد الشيعي المعاصر حسن الشيرازي نفاق أكثر الصحابة رضي الله عنهم، وتساءل عن سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين في صفوف المؤمنين؟ ثم أجاب نفسه بقوله :"إنه لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين، وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهلية ليسيج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية، التي تظاهرت ضده فكان يهتف:" قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".(الشعائر الحسينية:حسن الشيرازي، مؤسسة دار المهدي والقرآن الحكيم، ص 16).
ثانيا: البراءة منهما: إن البراءة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما تعد من ضروريات مذهب الشيعة الروافض، وقد أوجبوا على الشيعة التبرؤ منهما، ومن لم يتبرأ منهم فليس من مذهب الشيعة في شيء. يقول شيخهم المجلسي: من ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية.(العقائد: محمد باقر المجلسي تحقيق حسين دركاهي، بدون معلومات طبع، ص 85).
وزعم مشايخ الشيعة أن البراءة منهم تعد من أسباب ذهاب الأسقام وشفاء الأبدان.(إلزام الناصب للحائري 2/9 نقلا عن بيان موقف شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي من الشيعة من خلال تفسيره (التحرير والتنوير) :الأستاذ/ خالد بن أحمد الشامي، الطبعة الأولى 1425هـ - 2005م، ص 53) ومن تبرأ منهم ومات في ليلته دخل الجنة، روى الكليني في كتابه الكافي بسنده عن أئمتهم قولهم:"من قال:اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم وأن محمدا عبدك ورسولك وأن فلان إمامي ووليي...وأبرأ من فلان وفلان وفلان، فإن مات من ليلته دخل الجنة".(الكافي:الكليني، رقم 3، كتاب الأصول باب القول عند الإصباح والإمساء، 2/389) ومقصوده من وفلان وفلان وفلان هم: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
ونسب الشيعة زورا وبهتانا إلى جعفر الصادق أنه قال:"إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير وإن من وراء قمركم أربعين قمرا، فيها خلق كثير لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، ألهموا إلهاما لعنة فلان وفلان". وفي رواية الكليني:"لم يعصوا الله طرفة عين يبرءون من فلان وفلان".(انظر بصائر الدرجات الكبرى: الصفار - منشورات الأعلمي- طهران- رقم 8، باب في الأئمة إذا مضى منهم إمام يعرف 1/506، والكافي للكليني رقم 301، كتاب الروضة 8/231، وانظر كذلك:الخرايج والجرايح: قطب الدين الراوندي، المطبعة العلمية -قم- الطبعة الأولى 1409هـ، ص 127، تفسير البرهان للبحراني، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان 1419هـ-1999م،1/48، 4/216، بحار الأنوار:المجلسي 30/196)، وقد علَّق المجلسي على هذه الرواية بقوله:من فلان وفلان أي: من أبي بكر وعمر.(بحار الأنوار: المجلسي 30/196).
ثالثا: اتهامهما بتحريف القرآن الكريم: يقول الشيعي أبو الحسن العاملي:"اعلم أنَّ الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات".(المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص36).
ويروي أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار عن أبي جعفر الصادق أنه قال:"ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده. وروى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال:ما يستطيع أحد أن يدعي انه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء.(بصائر الدرجات: الصفار ص 213).
وذكر أنّ عمر قال لزيد بن ثابت:إنّ عليا جاءنا بالقرآن، وفـيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فـيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار. وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر:ما الحيلة؟ قال زيد:أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر:ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر فـي قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك. فلما استُخلف عمر سألوا عليا رضي الله عنه أن يدفع إليهم القرآن فـيحرفوه فـيما بينهم، فقال عمر:يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال:هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة:"إنا كنا عن هذا غافلين" أو تقولوا:"ما جئتنا". إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر:فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي:نعم،إذا قام القائم من ولدي يُظهره ويحمل الناس عليه".(الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، تعليقات وملاحظات السيد محمد باقر الخرسان، سلسلة كتب المناظرات (5) إعداد مركز الأبحاث العقائدية 1/228 ، تفسير الصافي: الملا حسن، وتفسير:الكاشاني1/27).
وأبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي يروى في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال:"لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال:يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت- وكان قارئا للقرآن- فقال له عمر:إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم".(الاحتجاج: للطبرسي 1/228).
وآية الله الخميني قائد الثورة الإيرانية اتهم الصحابة بالتحريف فيقول:"فإنّ أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفـيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار وإلى الأبد بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك لعيب-يقصد التحريف- الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى".(كشف الأسرار: روح الله الخميني، تقديم: د. محمد أحمد الخطيب، ترجمة: د. محمد البنداري، دار عمار- عمان،الأردن- 1408هـ-1987م، ص131).
وقال في موضع آخر:"وإننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرّماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله، والدين...إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وإن يكونوا ضمن أولي الأمر".(كشف الأسرار:الخميني ص107-108).
رابعا:اتهامها بتضييع السنة النبوية: ذهب علاَّمة الشيعة المعاصر محمد باقر الصدر إلى اتهام الصحابة بأنّهم أمسكوا عن سؤال النبي عليه السلام، وأمسكوا عن تدوين آثار النبي عليه السلام وسنته، مما كان سبباً في ضياعها وتحريفها، وأنّ الذي حافظ على التدوين والتسجيل هم أهل البيت، وزعم بأنّه استفاضت الروايات عن أئمة أهل البيت بأنّ عندهم كتاباً ضخماً مدوناً بإملاء رسول الله عليه السلام وخطّ علي بن أبي طالب جمع فيه جميع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.(بتصرف من كتابه التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية: محمد باقر الصدر، قدم له وعلَّق عليه طالب الحسيني الرفاعي، مكتبة الخانجي-القاهرة- ص 54-55).
وزعم محمد رضا الحسيني الجلالي أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يرون الاستشهاد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أبا بكر المقصود بقول النبي:"يوشك الرجل متكئاً في أريكته ،يُحدَّث بحديثٍ من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عزّ وجلّ فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه"! بل كان عمر ينهى عن تدوين السنة.(تدوين السنّة الشريفة: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، الطبعة الثانية ص 408).
خامسا: اتهامهما باغتصاب الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يعتقد الشيعة بعدم إيمان الصحابة الذين لم يؤمن بأحقية آل البيت في الإمامة ، وزعموا أن قلة من الصحابة حققوا الإيمان لقولهم باستحقاق آل البيت الإمامة تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول علي خان الشيرازي المتوفى1130هـ:"حكم الصحابة عندنا في العدالة حكم غيرهم ولا يتحتَّم الحكم بالإيمان والعدالة بمجرد الصُحبة ولا يحصل بها النجاة من عقاب النار وغضب الجبار إلاَّ أن يكون مع يقين الإيمان وخلوص الجنان، فمن علمنا عدالته وإيمانه وحفظه وصية رسول الله في أهل بيته وأنَّه مات على ذلك كسلمان وأبي ذر واليناه وتقرَّبنا إلى الله تعالى بحبه".(الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:على خان المدني الشيرازي الحسيني، قدم له محمد صادق بحر العلوم، الطبعة الثانية 1397ه، منشورات مكتبة بصيرتي قم ص11).
يقول عبد الحسين شرف الدين(وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن العشرين الذين دعا إلى التقريب، وتوفي 1377هـ) معللاً عدم ظهور نصوص الإمامة وصراحتها:"أما عدم إخراج تلك النصوص فإنما هو لشنشنة نعرفها لكل من أضمر لآل محمد حسيكة، وأبطن لهم الغل من حزب الفراعنة في الصدر الأول، وعبدة أولي السلطة والتغلب الذين بذلوا في إخفاء فضل أهل البيت، وإطفاء نورهم كل حول وكل طول، وكل ما لديهم من قوة وجبروت، وحملوا الناس كافة على مصادرة مناقبهم وخصائصهم بكل ترغيب وترهيب، وأجلبوا على ذلك تارة بدراهمهم ودنانيرهم، وأخرى بوظائفهم ومناصبهم، ومرة بسياطهم وسيوفهم، يدنون من كذب بها، ويقصون من صدق بها، أو ينفونه أو يقتلونه. وأنت تعلم أن نصوص الإمامة، وعهود الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم وتنقض أساس ملكهم.(المراجعات:عبد الحسين شرف الدين، سلسلة كتب المناظرات (22) إعداد مركز الأبحاث العقائدية المراجعة، رقم 63، ص 365).
واتهم عبد الحسين شرف الدين الصحابة بعدم الامتثال لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت تتعارض مع مصالحهم خصوصاً فيما يتعلق بالحكم وإدارة الدولة، فإنهم لا يمتثلون فيها إلى أوامره، بل يتركونها، ويفعلون ما يرون فيه مصلحتهم، وهذا طعن مؤلم فيهم.(المراجعات: المراجعة (84) ص 351).
سادسا: الشتم والقذف لهما بألفاظ بذيئة: لقد اتخذ الشيعة مواقف سيئة من الخلفاء الراشدين ولعلَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نالهما كثيراً من الأذى والاتهامات الباطلة، وأكثر من غيرهما من الصحابة رضي الله عنهم جميعا، فقد ذكر المجلسي رواية عن أبي علي الخراساني، عن مولى لعلي بن الحسين عليهما السلام، قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته، فقلت:إن لي عليك حقا، ألا تخبرني عن هذين الرجلين، عن أبي بكر وعمر؟. فقال: كافران، كافر من أحبهما. ويذكر رواية أخرى عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام - وقد خلا-: أخبرني عن هذين الرجلين؟. قال: هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميراثنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، لا غفر الله لهما ولا رحمهما، كافران، كافر من تولاهما".(انظر بحار الأنوار:المجلسي 30/381، 31/630، 69/173-138،97/230) وجاء فـي تفسير كل من القمي، والعياشي، والصافي: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان". عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي".سورة النحل:95.(انظر تفسير القمي 2/113. تفسير العياشي 2/289، تفسير البرهان 2/381، وتفسير الصافي3/151).
وجاء فـي تفسير علي بن إبراهيم القمي تحت قوله تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه( يقول:"يعني الأول -أبا بكر- يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً- يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً -أي عمر-". تفسير القمي 2/113). وأيضاً فـيه تحت قوله تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا):قال أبو عبد الله عليه السلام:"ما بعث الله نبياً إلا وفـي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده..وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق". وفسَّر جبتر بعمر، وزريق بأبي بكر!، وفـيه:"والله ما أهريق من دم ولا قرع بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير علم إلا وزر ذلك فـي أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء".( تفسير القمي1/383) ويروي الكشي فـي روايته:"ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما".(رجال الكشي 180).
وفـي مختصر بصائر الدرجات وردت هذه الرواية فـي لعن أبي بكر وعمر:"عن محمد الباقر: من وراء شمسكم هذه أربعون شمساً، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً فـيها خلق عظيم ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا- إلى أن قال- قد أُلهموا كما أُلهمت النحلة لعنة الأول والثاني- أبي بكر وعمر-فـي كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا ُذبوا".(مختصر بصائر الدرجات: حسن بن سليمان الحلي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الطبعة الأولى 1370هم ص 12).
وقد دأبت مجلة المنبر الكويتية الشيعية تنشر مقالات تتهجم فيها على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك: اتهمت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إحدى مقالاتها بأنَّ به مرض لا يشفيه إلا ماء الرجال، وأنَّ أبا بكر لم يكن مع الرسول عليه السلام في الغار، وأن عمر بن عبد العزيز الملعون في السموات، وأن خالدا بن الوليد قد قتل رجلا مسلما وزنا بامرأته، وكثير من المواضيع ذات الرائحة الكريهة التي تعج بها هذه المجلة الخبيثة.(انظر صحيفة الحقائق عدد يوم الأربعاء 16 فبراير 2005م) وقد أحال وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن مجلة "المنبر" بناء على توجيهات مجلس الوزراء إلى النيابة العامة، لأنَّ ما عرضته هذه المجلة يعدُّ شقا وفتنة، تتعارض مع كل القيم والثوابت الإسلامية.
سابعاً:الزعم بصلبهما قبل يوم القيامة: لقد ثبت في كتب الشيعة المعتمدة مدح علي رضي الله عنه لأبي بكر رضي الله عنه، ومن ذلك قوله عنه:"ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه".(نهج البلاغة، تحقيق الدكتور صبحي الصالح. بيروت- لبنان ص350). لكنَّ كتب الشيعة ممتلئة بأخبار نسبوها زورا وبهتانا إلى عدد من الأئمة الإثنى عشر تدل على أنهم يعتقدون أن الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يخرجان من قبريهما طريين، ويصلبان قبل يوم القيامة، ويعذبان أشد العذاب. ومن هذه الروايات:-
1- الروايات المنسوبة كذبا إلى أبي جعفر الباقر، وزعموا أنَّه رواها عنه عدد من رواة الشيعة منهم: أبو بصير، وسلام بن المستنير، وعبد الأعلى الحلبي.(انظر المصادر الشيعية التالية: سعد السعود: لأبي القاسم علي بن موسى المعروف بابن طاووس مطبعة الرضا- قم، إيران- ص116، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص 176. والإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة: محمد بن الحسن الحر العاملي، المطبعة العلمية –قم،إيران- ص 286-288، تفسير العياشي 2/57-58، وتفسير البرهان للبحراني 2/81-83، وكتاب بحار الأنوار للمجلسي 53/104-105. معجم أحاديث الإمام المهدي(ع) : منشورات موقع الكوثر الإسلامية في شبكة الإنترنت،5/192) ومنها: ما رواه الصفار والمفيد بسنديهما عن عيسى بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي عن أبيه عن جده "أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي الباقر بمنى وهو يرمي الجمرات وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال : فاستتمها ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين وثلاثة في ناحية فقال له جدي : جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط . رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك ثلاثة في ناحية و اثنتين في ناحية ؟ قال : نعم إنه إذا كان كل موسم أخرج الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما هاهنا لا يراهما إلا إمام عادل فرميت الأول -أبا بكر- اثنتين والآخر -عمر- ثلاثة لأن الآخر أخبث من الأول".(انظر بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص 306-307. والاختصاص للمفيد ص277).
2- الروايات المنسوبة زورا وبهتانا إلى جعفر أبي عبد الله الصادق، وزعموا أنَّه رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبو الجارود.(انظر دلائل الإمامة: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسسة الأعلمي – بيروت- ص 242. والرجعة لأحمد الإحسائي ص 128-129، وعيون أخبار الرضا له، صححه وقدم له وعلق عليه العلامة الشيخ حسين الأعلمي، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت- لبنان الطبعة الأولى 1404هم 1/58، حلية الأبرار لهاشم البحراني 2/652-676، وبحار الأنوار للمجلسي52/379، 53/1-38، والأنوار النعمانية للجزائري 2/85، دوائر المعارف الشيعية لمحمد حسن الأعلمي1/350-351).
ثامنا: تسمية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت، وصنمي قريش: لقد أصدر مجموعة من مشايخ الشيعة دعاءً باسم صنمي قريش، يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من آيات الشيعة منهم:آية الله الخميني وأبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وشريعة مداري.(انظر الدعاء بطوله: بحار الأنوار:المجلسي 82/260-261، وانظر ص 282، وقد ذكر هذا الدعاء الشيعي في عدة مصادر شيعية منها: مستدرك سفينة البحار:الشيخ علي النمازي 1/192، مرآة العقول: المجلسي 4/356، مقدمة تفسير البرهان: أبو الحسن العاملي في 1/113-174، المصباح: إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت لبنان- الطبعة الثانية ص552-553، وطبعة أخرى مكتبة الأعلمي– بيروت- سنة 1994م ص 732، إحقاق الحق:نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقب بمتكلم الشيعة، منشورات مكتبة آية الله المرعشي– قم ،إيران-1/337. إكسير الدعوات:عبد الله بن محمد بن عباس الزاهد، طبعة مكتبة الفقيه، الكويت السالمية، ص60. وذكر الدعاء في غير هذه المصادر الشيعية مما لا تتوفر بين أيدينا وأشار إليها الباحثون من أهل السنة المطلعون على مصنفات الشيعة) وذكر الشيعي أغا بزرك الطهراني ذكر أن شروحه بلغت العشرة.(انظر:الذريعة إلى تصانيف الشيعة: آغا بزرك الطهراني، تقديم محمد الحسين آل كاشف الغطاء دار الأضواء -بيروت- 8/192،11/ 236، 13/216-217)
ومما جاء في هذا الدعاء الكفري:اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك وحرّفا كتابك، وأحبا أعداءك، وجحدا آلاءك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك ووليا أعداءك، وخربا بلادك وأفسدا عبادك.
وذكر صاحب الوسائل أن الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين وجنة الأمان روى عن عبد الله بن عباس عن علي عليه السلام أنه كان يقنت به -أي بدعاء صنمي قريش- وقال:"إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد بألف ألف سهم".(مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل:الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي:تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث الطبعة المحققة الأولى 1408ه-1978م مؤسسة آل البيت لإحياء التراث- بيروت 4/304).
وروى صاحب ضياء الصالحين ما نصه:"عن السجاد من قال اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحى عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة"، وعن حمزة النيسابوري أنه قال: ذكرت ذلك لأبي جعفر الباقر فقال: ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة، إنه واسع كريم".(ضياء الصالحين: الطبعة الثانية عشر عام 1389 ص513).