ثانيا: الروايات في إثبات التحريف عند الشيعة كثيرة متواترة:
يقول شاه عبدالعزيز غلام حكيم الدهلوي:"إن النصوص المأثورة عن علمائهم ودعاتهم، والروايات التى أخترعوها وأثبتوها في كتبهم تدل على أنهم ينفون صحة كتاب الله تعالى".(مختصر التُحفة الاثنى عشرية:شاه عبدالعزيز غلام حكيم الدهلوي، اختصره وهذبه علامة العراق السيد محمود شكري الألوسي، حققه وعلق حواشيه: محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، القاهرة عام 1373هـ ص 58).
1- يقول العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره : "لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه، ووضوح ما قلناه، ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها، كما لا يخفى إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة، ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضررا على الدين".(الدرر النجفية: للعلامة المحدث يوسف البحراني، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث-قم- ص 298).
2- نقل نعمة الله الجزائريّ الإجماع على التحريف فـي كتابه"الأنوار النعمانية في بيان معرفة نشأة الإنسانية". يقول:"إنّ الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفـيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف فـي القرآن".(فصل الخطاب ص 227).
قال الجزائري في كلامه حول القراءات السبع: "إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعرابا، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها".(الأنوار النعمانية:للجزائري 2/357). ونقل عنه أيضا قوله:إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد، والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي، وغيرهم، بل الشيخ أبو جعفر الطوسي أيضا صرح في "التبيان" بكثرتها، بل ادعى تواترها جماعة..إلى أن قال: واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية، والآثار النبوية". وإنكار هذه الروايات يستلزم إنكار تلك الروايات التي تثبت مسألة الإمامة والخلافة بلا فصل لعلي رضي الله عنه وأولاده من بعده عندهم، لأنّ الروايات عنها ليست بأكثر من روايات التحريف.
3- يقول محمد باقر المجلسي: "ولا ريب في أنه يجوز لنا الآن أن نقرأ موافقا لقراءاتهم المشهورة كما دلَّت عليه الأخبار المستفيضة، إلى أن يظهر القائم عليه السلام، ويظهر لنا القرآن على حرف واحد، وقراءة واحدة".(بحار الأنوار 82/66).
وقال:"وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر" (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: محمد باقر المجلسي 2/536).
4- حسين محمد تقي الدين النوري الطبرسي صاحب كتابي: مستدرك الوسائل، وفصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب. جمع في كتابه الثاني مئات الروايات المنسوبة عن أئمة الشيعة تثبت أن التحريف والتبديل واقع في القرآن الكريم.
5- قال أبو الحسن العاملي: "اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أنَّ هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغيرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات". (مقدمة تفسيره مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36).
6- قال الخراساني -وهو من علماء القرن الرابع عشر-:"اعلم انه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم ".والمقصود بهذا الكلام القرآن الكريم". (بيان السعادة في مقامات العباد 1/12).
ثالثا: مصنفات الشيعة في إثبات تحريف القرآن:
لقد صنف أحبار الشيعة في كل عصر من العصور كتباً مستقلة يذكرون فيها أخبار هذه العقيدة الخبيثة وإثباتها بالأدلة والبراهين حسب زعمهم، ومن ذلك:-
1- مصنفات أحبارهم المتقدمين:
أ- شيخ الشيعة الثقة عندهم:أحمد بن محمد بن خالد البرقي:كتاب (التحريف).
ب- الشيخ الثقة علي بن الحسن بن فضال: كتاب(التحريف والتبديل)
ج- وأحمد بن محمد بن سيار: (كتاب القراءات). وهو أستاذ للمفسر الشيعي المعروف ابن الماهيار.
د- حسن بن سليمان الحلي: كتاب(التنزيل والتحريف).
ه- المفسر الشيعي المعروف محمد بن علي بن مروان الماهيار المعروف بابن الحجام: كتاب: (قراءة أمير المؤمنين وقراءة أهل البيت).
و- أبو طاهر عبد الواحد بن عمر القمى: كتاب: (قراءة أمير المؤمنين). فقد ذكر ابن شهر آشوب في معالم العلماء:أن له كتاباً "في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام وحروفه" والحرف في الأخبار.
ز- وذكر علي بن طاءوس: كتاب(سعد السعود) وصنف لهم كتباً أخرى في هذا الموضوع، منها(كتاب تفسير القرآن وتأويله وتنزيله) ومنها كتاب(قراءة الرسول وأهل البيت).
ح- كتاب الرد على أهل التبديل: ومنهم صاحب كتاب الرد على أهل التبديل ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه كما في البحار، ونقل عنه بعض الأخبار الدالة على أن مراده من أهل التبديل هو العامة وغرضه من الرد هو الطعن عليهم به لأن السبب فيه إعراض أسلافهم عن حافظه وواعيه. (انظر فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب: للنوري الطبرسي ص31).
2- مصنفات المتأخرين في إثبات تحريف القرآن:
لقد وجدت كثير من الكتب الشيعية التي ألفت في اللغات الفارسية، والعربية، والأردية.
أ- منها الكتاب المعروف المشهور: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى 1320 هجرية، وهو كتاب شامل مفصل بحث فيه المحدث الشيعي بحثاً وافياً في إثبات التحريف في القرآن، وردّ على من أنكر أو أظهر التناكر من الشيعة، ثمّ أردفه بكتاب آخر لرد الشبهات عن فصل الخطاب. ويرى الأستاذ محب الدين الخطيب أن سبب الضجة أنهم يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً بين خاصتهم، ومتفرقاً في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد تطبع منه ألوف من النسخ ويطلع عليه خصومهم فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع.
ولما أنكر عليه علماء الشيعة إظهار كتابه هذا لم يعجبه إنكارهم، فألّف كتاباً آخر يرد عليهم وسماه: رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب". وقد ألّف كتابه هذا في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، وقد كافئوه على هذا المجهود في إثبات أن القرآن الكريم محرف بأن دفنوه في ذلك المكان الممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف. (الخطوط العريضة: محب الدين الخطيب ص11).
ب- تصحيف كاتبين ونقص آيات كتاب مبين: ميرزا سلطان أحمد الدهلوي. قال فيه: الذين أنكروا التحريف في القرآن لا يحمل إنكارهم إلا على التقية". (تصحيف الكاتبين ص 18 طبعة الهند، نقلا عن كتاب الشيعة والقرآن للشيخ إحسان الهي ص84).
ج- وضربة حيدرية: للشيعي الهندي محمد مجتهد اللكنوي. الذي قال فيه:إنَّ القرآن هو من ترتيب الخليفة الثالث ولذلك لا يحتج به على الشيعة".(ضربة حيدرية طبعة مطبع نشان مرتضوي الهندي – الفارسي2/75، نقلا عن الشيعة والسنة:إحسان إلهي ظهير ص 5).
وهناك كثيرون منهم وضعوا في مصنفاتهم أبواباً مستقلة لبيان هذه العقيدة المتفق عليها عندهم، فمنهم علي بن إبراهيم القمي أستاذ الكليني، وشيخهم الأكبر في الحديث محمد بن يعقوب الكليني، والسيد محمد الكاظمي في(شرح الوافية) وسماه(باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة) وأن عندهم جميع القرآن الذي أنزل على رسول الله)، وسعد بن عبد الله في كتابه(ناسخ القرآن ومنسوخه) وضع باباً باسم (باب التحريف في الآيات)..ولا يكاد يخلو كتاب من كتبهم في الحديث، والتفسير، والعقائد، والفقه، والأصول، من قدح وطعن في القرآن العظيم.
د- "تذييل في الرد على هاشم الشامي" لزين العابدين الكرماني. قال:إن كيفية جمع القرآن أثبت أن التحريف والتصحيف والنقص وقع في القرآن، ولو أن هذا سبب لتذييل المسلمين عند اليهود والنصارى بأن طائفة منا تدعي الإسلام ثم تعمل مثل هذا العمل ولكنهم كانوا منافقين، الذين فعلوا ما فعلوا، وأن القرآن المحفوظ ليس إلا عند الإمام الغائب –ثم أورد روايات أئمته – وقال:إن الشيعة مجبورون أن يقرؤوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد عليهم السلام" (تذييل في الرد على هاشم الشامي، الطبعة الثانية مطبع سعادت كرمان، إيران، ص 13-23).
رابعا:أقوال علماء الشيعة في إثبات تحريف القرآن: إليك أخي المسلم نماذج لبعض أقوال شيوخهم الذين تكن إليهم جمهور الشيعة كل تقدير وإجلال في إثبات تحريف القرآن الكريم:-
1- يذكر صاحب الكافي:"رفع إلي أبي الحسن مصحفاً وقال لا تنظر فـيه، ففتحته وقرأت فـيه (لم يكن الذين كفروا) فوجدت فـيها-السورة-اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، فبعث إليّ أن ابعث إليّ بالمصحف". (الكافـي2/261).
2- يقول المحدث الشيعي "نعمة الله الجزائري قد ورد في الأخبار أنهم - أي الأئمة- إنَّ الأئمة أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن فـي الصلاة، وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان-المنتظر-فـيرتفع هذا القرآن من بين أيدي الناس إلى السماء، ويُخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، ويعمل بأحكامه"." (الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 2/363):"
وينقل نعمة الله الجزائريّ الإجماع على التحريف فـي كتابه"الأنوار النعمانية". يقول:"إنّ الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفـيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف فـي القرآن". (فصل الخطاب ص 227). ويقول:"إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث".(انظر: فصل الخطاب، الورقة ص251). ويقول:"إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن". (الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائريّ 2/356-357).
3- ذكر الكاشاني مجموعة من الروايات التي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم التي استدل بها الشيعة على تحريف القرآن الكريم، ثم قال:"أقول:المستفاد من مجمع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير ومحرف، وإنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها غير ذلك، وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وبه قال علي بن إبراهيم قال في تفسيره...". (تفسير الصافي:محسن الفيض الكاشاني 1/49).
ثم ذكر محسن الفيض الكاشاني أمثلة للتحريف المزعوم فقال:"وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية:خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسين بن علي عليهما السلام، فقيل له: كيف نزلت يا بن رسول الله فقال: إنما نزلت (خير أئمة أخرجت للناس) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، ومثله إنه قرأ على أبي عبد الله: (الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) فقال أبو عبد الله عليه السلام لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما فقيل له يا بن رسول الله كيف نزلت فقال:؟إنما نزلت: واجعل لنا من المتقين إماما. وقوله تعالى: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله. فقال أبو عبد الله عليه السلام كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له وكيف ذلك يا بن رسول الله فقال إنما أنزلت (له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله)، ومثله كثير قال: وأما ما هو محذوف عنه فهو قوله(لكن الله يشهد بما انزل إليك في علي) كذا أنزلت (أنزله بعلمه والملائكة يشهدون)، وقوله (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في على فإن لم تفعل فما بلغت رسالته)، وقوله: (إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم). وقوله: (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون، وقوله وترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت)، ومثله كثير نذكره في مواضعه إن شاء الله". (تفسير الصافي:محسن الفيض الكاشاني 1/49-50).
4- طيب الموسوي الجزائري يؤكد عقيد الشيعة في تحريف القرآن الكريم فـي مقدمته لتفسير القمي، حيث قال:"ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين، المتقدمين منهم والمتأخرين القول بالنقيصة كـالكليني، والبرقي، والعياشي، والنعماني، وفرات بن إبراهيم، وأحمد بن طالب الطبرسي، والمجلسي، والسيد الجزائري، والحر العاملي، والعلامة الفتوني، والسيد البحراني، قد تمسكوا فـي إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها.." .(تفسير القمي:أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي -المقدمة ص23).
5- يقول علي أصغر البروجردي:"والواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فـيه تغيير وتبديل، مع أنه وقع التحريف والحذف فـي القرآن الذي ألفه بعض المنافقين، والقرآن الأصلي موجود عند إمام العصر". (عقائد الشيعة:علي أصغر البروجردي ص27).
6- يقول البحراني في شرحه لنهج البلاغة:"إن عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف وأبطل ما لاشك أنه من القرآن المُنزل".(شرح نهج البلاغة: هاشم البحراني 1/11).
7- يقول الحاج كريم خان الكرماني الملقب "بمرشد الأنام: إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن، فيقول - المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد، والذي حرف وبدل" (إرشاد العلوم: للكرماني 3/121 - الفارسي- ط إيران، الشيعة والسنة لإحسان إلهي ظهير 96).
8- قال المجلسي أثناء شرحه لحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال:"إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية".(انظر كتابه في مرآة العقول في شرح أحاديث الرسول 525/12).
9- آيتهم العظمى الخميني الذي يستشهدون بأقواله على عدم وقوع التحريف فضحه الله تعالى، حيث قال فـي معرض كلامه عن الإمامة والصحابة: "فإنّ أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفـيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار- وإلى الأبد- بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك لعيب-يقصد التحريف- الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى". (كشف الأسرار:الخميني ص131).
ويسوق الخميني أدلته على أن أبا بكر خالف نصوص القرآن حسب هواه وخطته لإبعاد آل البيت عن الحكم واضطهادهم في معيشتهم حين اخترع حديث:"نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقه". ثم ينتقل في كتابه (كشف الأسرار: آية الله الخميني، المطبعة الإسلامية طهران 1941، ص114) إلى مخالفة عمر لكتاب الله: ويذكر أحداثاً منها ما يريده...ويأتي بما حدث من الرسول صلى الله عليه وسلم حين طلب أن يكتب لهم كتاباً...". وقول عمر في ذلك"...ثم يقول بعد أن أورد مصادره:"وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري". ثمَّ بعد سطرين يقول الخميني عن كلمات في هذا إنها قائمة على الفرية، ونابعة من أعمال الكفر والزندقة!!(كشف الأسرار:الخميني ص116) وفي الصفحة نفسها كتب عنواناً:"خلاصة كلامنا حول ذلك»: قال تحته:"من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئاً مهماً جداً". ويعلل ذلك بأنهما لم يكونا يستمعان لرأي أحد، ولا كانا مستعدين لتر المنصب، ولا كان أهل السنة مستعدين للتخلي عنهما، حتى لو قال عمر: إن الله أو جبريل أو النبي قد أخطئوا في إنزال هذه الآية، كما قاموا بتأييده فيما أحدثه من تعييرات في الدين الإسلامي!!(كشف الأسرار:الخميني ص117).
10- أبو القاسم الموسمي الخوئي: وقد درج بعض شيوخهم المعاصرين على التظاهر بإنكار هذه الفرية، والدفاع عن كتاب الله سبحانه. لكن يلاحظ كفره في فلتات لسانه، وترى الباطل يحاول دسه في الخفاء..ومن أخبث من سلك هذا الطريق شيخهم الخوئي أبو القاسم الموسمي الخوئي، المرجع الأعلى للشيعة في العراق وغيرها من البلاد. ففي تفسيره"البيان" فهو يقرر:"أن المشهور بين علماء الشيعة ومحققيهم، بل المتسالم عليه بينهم هو"القول بعدم التحريف".(تفسير البيان: زعيم الحوزة العلمية في العراق أبو القاسم الموسوي الخوئي، دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الرابعة 1395ه-1975م، ص222). ولكنّ أبا القسم الخوئي يناقض نفسه فيقطع بصحة جملة من روايات التحريف فيقول:"إن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين، ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيـها مـا روي بطـريـق معتبر".(تفسير البيان ص226).
وبتتبع رواياتهم وأساطيرهم بهذا الخصوص التي تتحدث عن مصحف لعلي فيه زيادات ليست في كتاب الله القرآن، وقد ذكرت فيها أسماء الأئمة، وأساطيرهم التي تقول بنقص القرآن، كل ذلك يعتبره ثابتاً عندهم، ولكنه يرى أنه من قبيل التفسير الذي نزل من عند الله وأن تلك الزيادات كانت تفسيراً بعنوان التأويل وما يؤول إليه الكلام، أو بعنوان التنزيل من الله شرحاً للمراد.(البيان ص223 وما بعدها).وأما أساطيرهم التي دلت على التحريف بعنوانه(على حسب تعبيره) وبلغت عندهم باعترافه عشرين رواية، وهو يعني بذلك أساطيرهم التي تقول بأن الصحابة حرفوا القرآن وبدلوه، حيث استشهد لذلك بقوله:عن الكافي والصدوق بإسنادهما عن علي بن سويد قال: كتبت إلى أبي الحسن كتاباً..ثمّ ذكر جوابه بتمامه، وفيه قوله عليه السلام:اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه.
وأبو القاسم الخوئي نفسه فـي تفسيره يثبت لعلي مصحفاً مغايراً لما هو موجود، وإن كان هذا المصحف لا زيادة فـيه ولا نقصان، ولكنه يشرح معنى مُغايرة مصحف علي رضي الله عنه للمصحف الذي بين أيدينا فـيقول:"إن هذه الزيادات هي تنزيل من الله شرحاً للمراد".(مقدمة البيان فـي تفسير القرآن للخوئي) ولم يُبين لنا كيف أن هذه الزيادات تنزيل من الله، هل هي بوحي أم ماذا؟
وأبو القاسم الخوئي الذي يتظاهر بالإنكار يذهب إلى صحة تفسير هذا القمي، ويقرر أن روايات تفسيره كلها ثابتة وصادرة من المعصومين، لأنها انتهت إليه بواسطة المشايخ الثقات كما يزعم الشيعة.(معجم رجال الحديث1/63، الطبعة الأولى بالنجف 1398هـ، وص49 الطبعة الثالثة: بيروت 1403هـ، وقد نقل ذلك بنصه في المقدمة). وشيخهم إبراهيم القمي قد أكثر من أخبار التحريف في تفسيره، وكان هذا معتقده مع آخرين من شيوخهم. قال الكاشاني:"وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن.. وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي، فإن تفسيره مملؤ منه، وله غلو فيه". ثم ذكر بقية من سار في الإلحاد من شيوخهم.(تفسير الصافي، المقدمة السادسة1/52).
والخوئي نفسه يعتبر ما جاء عن الصحابة في تفسير القرآن هو معنى التحريف الذي جاءت به رواياتهم، أي حمل الآيات على غير معانيها، كما يزعم.(البيان ص229).
11- ابن بابويه القمي القائل بأنّه:"من نسب إلينا القول بالتحريف فهو كاذب: هو نفسه الذي يروي في كتابه "الخصال" حديثاً مسنداً متصلا" حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجصاني قال:حدثنا عبد الله بن بشر قال:حدثنا الحسن بن زبرقان المرادي قال:حدثنا أبو بكر بن عياش الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون، المصحف، والمسجد، والعترة، يقول المصحف يا رب حرقوني ومزقوني.