أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح العمري ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام ثنا محمد بن موسى القطان ثنا معلى بن عبد الرحمن ثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»
رواه الحاكم في (المستدرك حديث رقم4763). وقد أشكل علي تصحيح الشيخ الألباني رفعه الله في عليين للرواية بالرغم من آفاتها. ومن ذلك:
1- معلى بن عبد الرحمن الواسطي: متهم باوضع واختلاق أكثر من ستين حديثا في فضائل علي.
قال الذهبي عنه «متروك الحديث» قال ابن أبي حاتم « سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث كان حديثه لا أصل لـه، وقال مرة: متروك الحديث» (الجرح والتعديل8/334) وقال الدارقطني « ضعيف» (المغني في الضعفاء2/670) ووصفه ابن المديني بأنه كان يضع الحديث (الضعفاء والمتروكون3/131 لسان الميزان7/394).
بل صرح ابن عدي بأن هذا الحديث موضوع على الزبير بن عدي (الكامل في الضعفاء2/413).
وفي (مصباح الزجاجة1/20) « رواه الحاكم من طريق المعلى بن عبد الرحمن، وهذا إسناد ضعيف. المعلى بن عبد الرحمن اعترف بوضع سبعين حديثا في فضل علي بن أبي طالب، وأصل الحديث في الترمذي والنسائي».
ورواه الهيثمي من طريق آخر وقال « فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح» (مجمع الزوائد9/183). وكذلك طريق آخر صرح فيه بأن فيه ضعيفان هما «عمران بن أبان ومالك بن الحسن» (مجمع الزوائد9/183).
2- عمران بن أبان: قال النسائي « ضعيف» (الضعفاء والمتروكون501).
3- مالك بن الحسن. والذي أشار الذهبي بأن روايته عن عمران لا يؤخذ بها (المغني في الضعفاء3/537). بل صرح بأن مالك بن الحسن « منكر الحديث» (المغني في الضعفاء للذهبي1/261)
وهذان هما آفة الرواية:
حدثنا عبيد العجلي ثنا الحسن بن علي الحواني ثنا عمران بن أبان ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه قال : قال مالك بن الحويرث « كان أول من أسلم من الرجال عليا ومن النساء خديجة» (المعجم الكبير للطبراني19/291).
ولهذا فالعجب ممن صححه مع ما عرفت من حال المعلى بن عبد الرحمن وأنه وضاع متروك.
وهذا من أوهام الذهبي فإنه صححه في تعليقه على المستدرك، مع أنه طعن في معلى واعترف بأنه وضع سبعين حديثا في فضائل علي. ثم ذكر الذهبي هذا الحديث من جملة أكاذيبه (ميزان الاعتدال6/474).
وقد يقال إنه صححه لما فيه من الطرق الأخرى الصحيحة. فأقول نعم ولكن هذه الزيادة (وأبوهما خير منهما) هي من هذا الطريق وكذلك من طريق ضعفاء آخرين كعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعمران بن أبان ومالك بن الحسن. فالله أعلم.
ولا يعني ضعيف الحديث عدم أفضلية علي على الحسن والحسين فإنه كذلك.