التوسل عند اهل البيت
قال الطبرسي : " الوسيلة كل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات " جوامع الجامع – الطبرسي - ج 1 ص 496
وقال الطريحي : " وابتغوا إليه الوسيلة أي القربة إلى الله عز وجل ، والوسيلة : القربة " تفسير غريب القرآن - فخر الدين الطريحي - ص 484
وقال الطباطبائي : " قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة " ( الخ ) قال الراغب في المفردات : الوسيلة التوصل إلى الشئ برغبة ، وهى أخص من الوسيلة لتضمنها لمعنى الرغبة ، قال تعالى : وابتغوا إليه الوسيلة ، وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة ، وتحرى مكارم الشريعة ، وهى كالقربة وإذ كانت نوعا من التوصل وليس إلا توصلا واتصالا معنويا بما يوصل بين العبد وربه ويربط هذا بذاك ، ولا رابط يربط العبد بربه إلا ذلة العبودية ، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر إلى جنابه تعالى ، فهذه هي الوسيلة الرابطة ، وأما العلم والعمل فإنما هما من لوازمها وأدواتها كما هو ظاهر إلا أن يطلق العلم والعمل على نفس هذه الحالة " تفسير الميزان - الطباطبائي - ج 5 ص 328
فتفسير الاية الكريمة يفيد القربة الى الله تعالى بما شرعه الله تعالى لنا عن طريق النبي صلى الله عليه واله وسلم , ومن القربات التي نتقرب بها الى الله تعالى ايماننا به سبحانه وتعالى , وايماننا برسوله صلى الله عليه واله وسلم , والقيام بالعبادات بانواعها , ولهذا نقل الشريف الرضي عن علي رضي الله عنه في نهج البلاغة قوله : " إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ: الاْيمَانُ بِهِ وَبِرَسُولِهِ، وَالْجِهادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الاْسْلاَمِ، وَكَلِمَةُ الاْخْلاَصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ، وَإِقَامُ الْصَّلاَةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ، وَإِيتَاهُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَاب، وَحَجُّ الْبَيْتِ وَاعْتِمارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَرْحَضَانِ الذَّنْبَ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ وَمَنْسَأَةٌ في الاْجَلِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ، وَصَدَقَةُ الْعَلاَنِيَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ، وَصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارعَ الْهَوَانِ " - نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 1 ص215 – 216
وفي نهج البلاغة ايضا من وصية علي للحسن رضي الله عنهما : " وَاعْلَمْ، أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّموَاتِ وَالاْرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ، وَتَكفَّلَ لَكَ بِالاْجَابَةِ،أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ، وَتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ، وَلَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ " نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 3 ص 47
فحثه على عدم جعل الوسائط بينه وبين الله تعالى , وهذا موافق لقوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) : البقرة }
1 - أمالي الطوسي: المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن هارون، عن ابن صدقة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلي أوراقا من صحيفة عتيقة قال: انتسخ ما فيها فهو دعاء جدي علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام للمهمات، فكتبت ذلك على وجهه، فما كربني شيء قط وأهمني إلا دعوت به ففرج الله همي، وكشف كربي، وأعطاني سؤلي، وهو:" اللهم هديتني فلهوت، ووعظت فقسوت، وأبليت الجميل فعصيت، وعرفت فأصررت ثم عرفت فاستغفرت فأقلت، فعدت فسترت، فلك الحمد إلهي تقحمت أودية هلاكي، وتحللت شعاب تلفي، تعرضت فيها لسطواتك، وبحلولها لعقوباتك ووسيلتي إليك التوحيد، وذريعتي أني لم أشرك بك شيئا، ولم أتخذ معك إلها.. بحار الأنوار للمجلسي الجزء 92 ص180 ((باب)) * " (أدعية الفرج ودفع الأعداء ورفع الشدائد)
[3191] وجوب تقديم الفرائض على الفضائل - الإمام علي (عليه السلام): إنك إن اشتغلت بفضائل النوافل عن أداء الفرائض، فلن يقوم فضل تكسبه بفرض تضيعه .
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! تريد ستمائة ألف شاة، أو ستمائة ألف دينار، أو ستمائة ألف كلمة؟ قال: يا رسول الله ستمائة ألف كلمة. فقال (صلى الله عليه وآله):اجمع ستمائة ألف كلمة في ست كلمات، يا علي إذا رأيت الناس يشتغلون بالفضائل فاشتغل أنت بإتمام الفرائض، وإذا رأيت الناس يشتغلون بعمل الدنيا فاشتغل أنت بعمل الآخرة، وإذا رأيت الناس يشتغلون بعيوب الناس فاشتغل أنت بعيوب نفسك، وإذا رأيت الناس يشتغلون بتزيين الدنيا فاشتغل أنت بتزيين الآخرة، وإذا رأيت الناس يشتغلون بكثرة العمل فاشتغل أنت بصفوة العمل، وإذا رأيت الناس يتوسلون بالخلق فتوسل أنت بالخالق . ميزان الحكمة للريشهري الجزء الثالث ص2403
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة " (الخ) قال الراغب في المفردات: الوسيلة التوصل إلى الشيء برغبة، وهى أخص من الوسيلة لتضمنها لمعنى الرغبة، قال تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة، وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحرى مكارم الشريعة، وهي كالقربة وإذ كانت نوعا من التوصل وليس إلا توصلا واتصالا معنويا بما يوصل بين العبد وربه ويربط هذا بذاك، ولا رابط يربط العبد بربه إلا ذلة العبودية، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر إلى جنابة تعالى، فهذه هي الوسيلة الرابطة، وأما العلم والعمل فإنما هما من لوازمها وأدواتها كما هو ظاهر إلا أن يطلق العلم والعمل على نفس هذه الحالة. تفسير الميزان للطباطبائي الجزء الخامس ص 328
1 - أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر بإسناده يرفعه إلى علي بن أبي طالب " ع " أنه كان يقول: إن أفضل ما توسل به المتوسلون الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة وتمام الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها من فرائض الله وصوم رمضان فإنه جنة من عذابه وحج البيت فانه منفاة للفقر ومدحضة للذنب وصلة الرحم فإنه مثراة للمال ومنساة للأجل وصدقة السر فإنها تطفي الخطيئة وتطفئ غضب الرب وصنايع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان ألا فتصدقوا فإن الله مع من تصدق وجانبوا الكذب فإن الكذب مجانب الإيمان ألا إن الصادق على شفا منجاة وكرامة ألا وان الكاذبين على شفا مخزاة وهلكة ألا وقولوا خيرا تعرفوا به واعلموا به تكونوا من أهله وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها وصلوا أرحام من قطعكم وعودوا بالفضل على من سألكم. علل الشرائع للصدوق الجزء الأول ص247(باب 182 - علل الشرائع وأصول الإسلام)
وقال (صلى الله عليه وآله): " نعم الوسيلة الاستغفار ". مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي الجزء 12 ص124