قول المفيد في العصمة قبل النبوة والامامة
ولننظر الى كلام المفيد في كتابه الاعتقادات وكيف انه لم يقطع بعصمة الانبياء عليهم السلام والائمة قبل النبوة والامامة , حيث يقول : "
والوجه أن نقطع على كمالهم - عليهم السلام - في العلم والعصمة في أحوال النبوة والإمامة ، ونتوقف فيما قبل ذلك ، وهل كانت أحوال نبوة وإمامة أم لا ( 1 ) ونقطع على أن العصمة لازمة لهم منذ أكمل الله تعالى عقولهم إلى أن قبضهم - عليهم السلام – " تصحيح اعتقادات الإمامية - المفيد – ص 130
ولننظر بماذا علق المحقق للكتاب وهو حسين دركاهي على هذا هامش الكتاب , حيث يقول : " ( 1 ) في هذه العبارة تأمل عن غموض ، ويحتمل أن يكون عطفا على ( فيما قبل ذلك ) فيكون المراد التوقف في أمرين : الأول : الحكم بكمال العلم والعصمة قبل البعثة وتصدي الإمامة . والثاني : الحكم بفعلية الاتصاف بالنبوة والإمامة قبل ذلك ، ويحتمل أيضا أن تكون الواو زائدة أو مستأنفة وكان تعليلا . للحكم بالتوقف في كمال العلم والعصمة ، وحاصل المعنى يلزم أن نتوقف في الحكم بكمالهم في العلم والعصمة قبل البعثة وتصدي الإمامة بعلة الشك في اتصافهم بالنبوة والإمامة قبل ذلك . ج " تصحيح اعتقادات الإمامية – الهامش حسين دركاهي - ص 130
والاخطر من هذا كله مفهوم الكمال الذي يتكلم به هؤلاء الرافضة , حيث يقول المرتضى وهو من متكلمي الشيعة المرموقين المعتبرين عندهم , يقول في كتابه تنزيه الانبياء : " فإن قال قائل : فما معنى قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام : ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين . فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الظالمين . فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون ) أوليس ظاهر هذه الآية يقتضي أنه عليه السلام كان يعتقد في وقت من الأوقات الإلهية للكواكب ، وهذا مما قلتم إنه لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام . ( الجواب ) : قيل له في هذه الآية جوابان : أحدهما أن إبراهيم عليه السلام إنما قال ذلك في زمان مهلة النظر ، وعند كمال عقله وحضور ما يوجب عليه النظر بقلبه وتحريك الدواعي على الفكر والتأمل له ، لأن إبراهيم ( ع ) لم يخلق عارفا بالله تعالى ، وإنما اكتسب المعرفة لما أكمل الله تعالى عقله وخوفه من ترك النظر بالخواطر والدواعي " تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - ص 39
المرتضى ينفي معرفة الله تعالى منذ الولادة لابراهيم عليه السلام , ويجعل الامر متعلق بكمال العقل , والسؤال الذي يطرح نفسه , هل هذا الامر عام في كل الانبياء والائمة ؟ هل الانبياء والائمة ولدوا وهم لا يعرفون الله تعالى ؟ وما هو الضابط عند متكلمي الرافضة لمهلة النظر حتى تكتمل عقول الانبياء والائمة ؟ وهل الكمال يفيد نقصا قبل تحققه ام لا ؟ ما هو النقص الذي يقول به الرافضة للانبياء والائمة قبل كمال عقولهم ؟ اين القول بالعصمة من الولادة عند الرافضة ؟ !!! .