غيرة فاطمة رضي الله عنها
في علل الشرائع للصدوق :" 2 - حدثنا علي بن أحمد قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى عن عمرو ابن أبي المقدام وزياد بن عبد الله قالا : أتى رجل أبا عبد الله " ع " فقال له : يرحمك الله هل تشيع الجنازة بنار ويمشي معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به ؟ قال فتغير لون أبى عبد الله " ع " من ذلك واستوى جالسا ثم قال : إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله ( ص ) فقال لها : أما علمت أن عليا قد خطب بنت أبي جهل فقالت : حقاما تقول ؟ فقال : حقا ما أقول ثلاث مرات فدخلها من الغيرة مالا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهادا وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الاجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله ، قال : فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء علي فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي فاستحى ان يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكى عليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله ما بفاطمة من الحزن أفاض عليها من الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد وكلما صلى ركعتين دعا الله ان يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس الصعداء فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله انها لا يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها قومي يا بنية فقامت فحمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي " ع " وهو نايم فوضع النبي صلى الله عليه وآله رجله على رجل علي فغمزه وقال قم يا أبا تراب فكم ساكن أزعجته ادع لي أبا بكر من داره وعمر من مجلسه وطلحة فخرج علي فاستخرجهما من منزلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي أما علمت أن فاطمة بضعة منى وانا منها فمن آذاها فقد آذاني من آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتى كان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتى ،............. " علل الشرائع - الصدوق - ج 1 ص 185 – 189
فاذا قال احد ان هذه الرواية ضعيفة , فنقول له قد اثبتها التبريزي في اللمعة البيضاء وشرحها , حيث قال : " تنبيه : قد ورد صدور قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ( فاطمة بضعة مني ) ) في بعض الأخبار بنحو آخر طويل لا بأس بذكره ملخصا ، من جهة الإشارة إلى بعض المطالب اللازمة ، وهو انه لما رأى المخالفون كثرة ما ورد على الخلفاء من القدح والطعن والنقيصة أراد بعضهم أن يثبت لعلي ( عليه السلام ) طعنا فيشارك الثلاثة ، فلم يجد بعد الفحص إلا ان عليا أغار فاطمة بأن أراد أن يتزوج عليها بنت أبي جهل أو غيرها ، فشكته إلى أبيها فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) في رد علي ( عليه السلام ) خطابا له : إن فاطمة بضعة مني ، إلى آخر الرواية . وقد روى الصدوق ( رحمه الله ) انه ذكر تلك المقالة عند الصادق ( عليه السلام ) ، فاستوى جالسا ثم قال : إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة ( عليها السلام ) ثلاث مرات بهذا الخبر حتى دخلها من الغيرة مالا تملك نفسها ، وذلك أن الله تعالى كتب الغيرة على النساء ، وجعل على الرجال جهادا ، وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المجاهد في سبيل الله . فاشتد غم فاطمة لذلك وبقيت متفكرة حتى جاء الليل ، فحملت الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وأخذت بيد أم كلثوم ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها ، فجاء علي ( عليه السلام ) فلم يجدهم في الحجرة ، فاطلع على الحالة واستحيى أن يدعوها من منزل أبيها ، فخرج إلى المسجد فصلى فيه ما شاء الله ، ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكأ عليه . فلما رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) غم فاطمة ففهم كيفية الواقعة فقال : قومي يا بنتي ، فقامت فحمل النبي ( صلى الله عليه وآله ) الحسن وفاطمة الحسين ، وأخذ بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي ( عليه السلام ) وهو نائم في المسجد ، فوضع رجله على رجل علي ( عليه السلام ) فغمزه وقال له : قم يا أبا تراب ، فكم ساكن أزعجته ، ادع لي أبا بكر وعمر وطلحة وجماعة أخرى من الأصحاب ، فاستخرجهم من منزلهم حتى اجتمعوا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أما علمت أن فاطمة بضعة مني وأنا منها ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي . قال : فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله بلى ، قال : فما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : والذي بعثك بالحق نبيا ما كان ما بلغها ، ولا حدثت به نفسي . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : صدقت وصدقت فاطمة ، فعند ذلك تبسمت حتى بدى ثغرها ، فأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) فشبك أصابعه بأصابعه ، فحمل النبي ( صلى الله عليه وآله ) الحسن وعلي ( عليه السلام ) الحسين وفاطمة ( عليها السلام ) أم كلثوم ، فأدخلهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيتهم ، ووضع عليهم قطيفة واستودعهم الله ثم خرج . ولما كان مرض فاطمة ( عليها السلام ) وجاء الشيخان مع الصحابة إلى عيادتها احتجت عليهم فاطمة بهذه الواقعة ، فاستشهدتهم أولا على ذلك فشهدوا حتى أبو بكر وعمر ، فقالت ( عليها السلام ) : هل سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ليلة كذا جمعكم كذا وقال كذا ؟ فقالا : اللهم نعم ، قالت : الحمد لله ، ثم قالت : اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني انهما قد آذياني في حياتي وعند مماتي ، واني والله لا أكلمكما من رأسي كلمة واحدة حتى ألقى ربي فأشكو إليه بما صنعتما لي . فدعى أبو بكر بالويل والثبور وقال : يا ليت أمي لم تلدني ، فقال عمر : عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ قد خرفت ، تجزع لغضب فاطمة امرأة وترضى برضاها ، وما يبلغ من غضب امرأة ؟ ! فقاما وخرجا وسيجئ تفصيل الحالة عند بيان حالة وفاة فاطمة ( عليها السلام ) . وذكر بعض العامة الخبر بوجه آخر ، هو انه لما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ان عليا يريد أن يتزوج عليها ابنة أبي جهل وشكته إلى أبيها ، صعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) المنبر في حضور جماعة الأصحاب وقال : سمعت عليا يريد أن يتزوج عليها ابنة عدو الله على ابنة ولي الله ، وما كان هذا يجوز له ، فاطمة بضعة مني . . الخ . ولا يخفى ان نحو ذلك الخصام لا يجوز بمرتبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكيف يخاصم لابنته من جهة الزوجية وهو الذي أباح هذه المسألة ، والعادة جرت بقبح نحو هذه المخاصمة ، حتى أن المأمون لما شكت إليه ابنته أم الفضل ان الجواد ( عليه السلام ) تسرى عليها كتب إليها : ( انا ما زوجناه إياك لنحرم عليه حلالا ). وروى أن عثمان لما ضرب رقية زوجته وهي بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ضربا مبرحا حتى أثر السياط في بدنها على غير جناية تستحقها ، فأتت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) شاكية قال : لا يليق بالمرأة أن تشكو من زوجها. وهكذا كان يفعل أبدا ، مع أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت مطهرة معصومة من أدناس نساء الدنيا ، فكيف جاز منها اعمال هذه الغيرة البشرية من غير أن تتفحص عن حقيقة الحال ؟ ! . ثم نقول : إن وقوع الواقعة على ما نقل لا يقدح أيضا بأحد الطرفين ، اما علي ( عليه السلام ) فلأن هذا أمر مباح أباحه الشريعة وإن كتب الغيرة على الزوجة أيضا ، فللرجل أن يتزوج على المرأة وللمرأة أن تأخذها الغيرة ، وأما فاطمة ( عليها السلام ) فأولا : بأن الغيرة من الصفات الفاضلة ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتمدح بها ويقول : ( إن سعد الغيور وأنا أغير من سعد ) . والتمدح بالغيورية ونفس صفة الغيورية من الأمور المباحة ، وإلا فلا يتمدح النبي بالأمور المحرمة على الصحابة . فلعله لاحظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة ما في فلك من كون فاطمة ضرة لغيرها أو غيرها ضرة لها ، فيحصل لها تحمل المشقة حينئذ فأخذتهما الغيرة ، وقد صدر من بنات الأنبياء ما هو أشد من ذلك ، فإن سارة ألزمت إبراهيم ( عليه السلام ) أن يخرج عنها هاجر وابنها إسماعيل إلى واد غير ذي زرع ، ولا ينزل معهما بل يضعهما فيه وهو راكب ويرجع إليها ، وقد أمر الله إبراهيم أن يمتثل أمر سارة . وثانيا : إن المعصومين ( عليهم السلام ) قد يتنزلون عن مراتبهم إلى مراتب البشرية ، ويقع منهم الرضا والغضب والمحاورات المتعارفة لحكم ومصالح ملحوظة ، مثل أن لا يظن بهم الربوبية ، كما وقع من الغلاة والمفوضة ، ومثل أن يتعقبه المحبة القويمة والخلة المستقيمة . وثالثها : إن هذا كان كما يظهر من سياق الرواية إتماما للحجة بنحو أبلغ وآكد على الصحابة عند غصب فدك والعوالي ، حيث إنه غصب بعضهم ورضى الآخرون ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعلم بوقوع تلك القضية ، وكذا فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) ، ففعلوا كذلك من باب المقدمة والتمهيد والتوطئة ، فلم تكن المقدمة قادحة بوجه من الوجوه ، وذلك واضح عند أهل البصيرة " اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - ص 140 – 144
هذه الرواية اثبتت غيرة فاطمة رضي الله عنها , وغيرة المرأة كفر على حسب ما جاء في كتب الامامية , ففي نهج البلاغة : " وقال (عليه السلام) غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل ايمان" نهج البلاغة - الشريف الرضي – ج 4 ص29 , ووسائل الشيعة – الحر العاملي - ج 20 ص157
وقال محمد تقي المجلسي : " و روى الكليني في القوي، عن سعد الجلاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلِ الْغَيْرَةَ لِلنِّسَاءِ وَ إِنَّمَا تَغَارُ الْمُنْكِرَاتُ مِنْهُنَّ فَأَمَّا الْمُؤْمِنَاتُ فَلَا إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الْغَيْرَةَ لِلرِّجَالِ لِأَنَّهُ أَحَلَّ لِلرَّجُلِ أَرْبَعاً وَ مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْمَرْأَةِ إِلَّا زَوْجَهَا فَإِذَا أَرَادَتْ مَعَهُ غَيْرَهُ (أو) فإن بغت معه غيره (كما في رواية أبي بكر الحضرمي) كانت عند الله زانية " روضة المتقين – محمد تقي المجلسي – ج 8 ص 384
طعنوا بفاطمة رضي الله عنها طعنا شنيعا باوصاف الكافرات , والمنكرات , والعياذ بالله تعالى , فهل يتناسب هذا مع العصمة التي يقول بها الامامية ؟ !!! .
ولنختم اساءات الامامية للسيدة الزهراء رضي الله عنها , بقول محمد حسين ال كاشف الغطاء , ووصفه لها عليها السلام بانها خرجت عن حدود الاداب , حيث يقول :" وكانت ثائرة متأثرة حتى خرجت عن حدود الآداب , التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها " جنة المأوى – محمد حسين ال كاشف الغطاء – ص 135
هل يليق بمعصوم ان يخرج عن حدود الاداب ؟ هل هذا مدح ام قدح بفاطمة رضي الله عنها ؟ هل الخروج عن حدود الاداب خطأ ام صواب ؟ هل يقول الناس عن الخارج عن حدود الاداب مخطيء ام مصيب ؟ هل يتناسب هذا الوصف لمعصوم ؟ .