الائمة مشرعون
أما فقهاء الإمامية بالخصوص فلما ثبت لديهم أن المعصوم من آل البيت يجري قوله مجرى قول النبي من كونه حجة على العباد واجب الاتباع فقد توسعوا في اصطلاح " السنة " إلى ما يشمل قول كل واحد من المعصومين أو فعله أو تقريره، فكانت السنة باصطلاحهم: " قول المعصوم أو فعله أو تقريره ".والسر في ذلك: أن الأئمة من آل البيت (عليهم السلام) ليسوا هم من قبيل الرواة عن النبي والمحدثين عنه ليكون قولهم حجة من جهة أنهم ثقات في الرواية، بل لأ نهم هم المنصوبون من الله تعالى على لسان النبي لتبليغ الأحكام الواقعية، فلا يحكون إلا عن الأحكام الواقعية عند الله تعالىكما هي، وذلك من طريق الإلهام كالنبي من طريق الوحي، أو من طريق التلقي من المعصوم قبله، كما قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) " علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف باب من العلم ينفتح لي من كل باب ألف باب " وعليه، فليس بيانهم للأحكام من نوع رواية السنة وحكايتها، ولا من نوع الاجتهاد في الرأي والاستنباط من مصادر التشريع، بل هم أنفسهم مصدر للتشريع، فقولهم سنة لا حكاية السنة.وأما ما يجئ على لسانهم أحيانا من روايات وأحاديث عن نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي إما لأجل نقل النص عنه كما يتفق في نقلهم لجوامع كلمه، وإما لأجل إقامة الحجة على الغير، وإما لغير ذلك من الدواعي. أصول الفقه ج2ص64_65 محمد المظفر
استدلوا على نفي تفويض جعل التشريع للأئمة (عليهم السلام) بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} إن هذه الآية المباركة لا تنفي إعطاء حق التشريع للنبي (صلى الله عليه وآله)، فإن ذلك أيضاً من وسائل وموجبات كمال هذا الدين، وبه يكون إتمام النعمة. أي أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل دينه ببيان الإعتقادات والشرائع والأحكام و.. و.. إما صراحة وتفصيلاً، أو إجمالاً ببيان القواعد والضوابط. وحيث يطلع الله نبيه، والنبي أيضاً قد يطلع الولي من بعده على الحقائق، وعلى المصالح والمفاسد، ويعطيه الضابطة، ويجعل ما يقرره النبي (صلى الله عليه وآله)، نافذاً، ويصيره قانوناً..كما أنها لا تنفي إعطاء حق التشريع للأئمة (عليهم السلام)، وذلك لنفس ما قلناه آنفاً، فإن إكمال الدين إنما هو إما ببيان الأحكام مباشرة، أو بإعطاء الضوابط والإمداد بالمعارف للإمام الذي يتولى هو إنشاء الأحكام الموافقة لحكم الله الواقعي. الولاية التشريعية ص31_32 جعفر مرتضى العاملي
حدثنا العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن محمد بن عمران عن بعض أصحابه قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام فقلت جعلت فداك تسئلون عن الشئ فلا يكون عندكم علمه فقال ربما كان ذلك قال قلت كيف تصنعون قال تتلقانا به روح القدس.بصائر الدرجات ص471 الصفار
وخالفهم جعفر السبحاني:
إنّ الإمام في مصطلح المتكلّمين هو القائد العام للمسلمين الّذي يخلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في كل أو بعض ما يمتّ له بصلة، وقد اتّفقت الأُمّة على انسداد باب الوحي وختم التشريع بموت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولحوقه بالرفيق الأعلى، وإنّما الكلام في مقدار المسؤولية الّتي يتحمّلها الإمام في خلافته عنه. مفاهيم القرأن ج5ص339 السبحاني
وفي ( عيون الأخبار ) عن محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن أحمد ابن محمد بن سعيد ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضاعليه السلامـ في حديث ـ قال : وشريعة محمد صلىاللهعليه وآله لا تنسخ إلى يوم القيامة ، ولا نبي بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادعى بعده نبوّةأو أتى بعده بكتاب فدمه مباح لكل من سمع منه. وسائل الشيعة ج28ص338