الامام في عهد رسول هو علي
غلو الامامية وتجاوزهم على مقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بانهم جعلوا عليا رضي الله عنه اماما في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فإذا سُئل الميت في قبره في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن امامه قال بأنه علي رضي الله عنه لا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , قال الصدوق : " اعتقادنا في المسألة في القبر أنها حق لا بد منها ، فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره ، وبجنة نعيم في الآخرة ، ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة . وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة ، وسوء الخلق ، والاستخفاف بالبول . وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجام ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب التي لم تكفرها الهموم والغموم والأمراض وشدة النزع عند الموت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفن فاطمة بنت أسد في قميصه بعد ما فرغ النساء من غسلها ، وحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها ، ثم وضعها ودخل القبر واضطجع فيه ، ثم قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها ، ثم انكب عليها يناجيها طويلا ويقول لها : ابنك ابنك ، ثم خرج وسوى عليها التراب ، ثم انكب على قبرها ، فسمعوه وهو يقول : ( اللهم إني استودعتها إياك ) ثم انصرف . فقال له المسلمون : يا رسول الله ، إنا رأيناك صنعت اليوم شيئا لم تصنعه قبل اليوم ؟ . فقال : ( اليوم فقدت بر أبي طالب ، إنها كانت يكون عندها الشئ فتؤثرني به على نفسها وولدها . وإني ذكرت يوم القيامة يوما وأن الناس يحشرون عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية . وذكرت ضغطة القبر ، فقالت : واضعفاه ، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك . فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك ، وانكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه . وإنما سئلت عن ربها فقالت الله ، وسئلت عن نبيها فأجابت ، وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها ، فقلت لها : ابنك ، ابنك . فقالت ولدي وليي وإمامي ، فانصرفا عنها وقالا : لا سبيل لنا عليك ، نامي كما تنام العروس في خدرها . ثم إنها ماتت موتة ثانية . وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى قوله : ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) " الاعتقادات في دين الإمامية - الشيخ الصدوق - ص 58 – 59
ولقد اورد الامامية رواية اخرى , وذكروا فيها ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس اماما لجميع الامة في كل عصورها , قال هادي النجفي : " [ 7330 ] 1 - الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال : لما نزلت هذه الآية ( يوم ندعو كل أناس بامامهم ) قال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين ؟ قال فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ . الرواية صحيحة الإسناد " موسوعة أحاديث أهل البيت – هادي النجفي - ج 6 ص 232
ففي هذه الرواية لم يثبت النبي صلى الله عليه واله وسلم الامامة لنفسه , ولقد ذكرنا ما قاله الصدوق في الاعتقادات بان الامام في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو علي رضي الله عنه لا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , ولو كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الامام لكان جواب فاطمة بنت اسد في قبرها عن امامها انه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
فالنبي صلى الله عليه واله وسلم مجرد من هذه الاية الكريمة حتى في حياته فداه ابي , وامي , وهذا طعن كبير فيه صلى الله عليه واله وسلم .
فخرجنا بنتيجة ان الشيعي في عصر الغيبة يدعى مع مراجعه , وذلك لان مهديهم لم تتحقق امامته الفعلية للشيعة , وقد صرح بهذا محمد آصف محسني كما نقلنا كلامه من المشرعة , وكذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم مجرد من الامامة في عصره والعياذ بالله تعالى , ولهذا كان الامام لفاطمة بنت اسد رضي الله عنها هو ابنها علي رضي الله عنه , فالنتيجة تكون ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لا تشمله الاية الكريمة المباركة .