طواف سليمان بمائة امرأه في ليله
أخرج الشيخان بالإسناد إلى أبي هريرة مرفوعاً قال: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة بمائة امرأة! تلد كل امرأة غلامًا؟ يقاتل في سبيل الله! فقال له الملك: قل إن شاء الله فلم يقل!! فأطاف بهن! ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان! ( قال ابو هريره : قال النبي: لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته . صحيح البخاري 5242
أخذ المؤلف يصول ويجول ويشكك كعادته في الحديث قائلاً: وفي هذا أيضاً نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قوياً, فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبداً.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان أن يترك التعليق على المشيئة, ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك, وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء الى الله والأدلاء عليه, وإنما يتركها الغافلون عن الله الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان, وما لم يشأ لم يكن, وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان, فتارة روى إنهن مائة كما سمعت, وتارة روى إنهن تسعون, وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون .
الرد
قلت: إن أمثال هذه الأحاديث قد رواها أئمة وعلماء آل البيت رحمهم الله.
فهذا الطبرسي في تفسيره مجمع البيان ج8 ص 475 أثبت هذا الحديث من طريق ابي هريرة الذي أنكره صاحبنا .
وأما من طريق أهل البيت ففي تفسير البرهان ج 4 ص 43 عن هشام, عن الصادق عليه السلام قال : إن داود لمّا جعله الله خليفة في الأرض أنزل عليه الزبور− إلى أن قال− ولداود حينئذ تسع وتسعون امرأة ما بين مهيرة إلى جارية .
وعن الحسن بن جهم قال: رأيت أبا الحسن اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت فقال: نعم إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء − إلى أن قال : كان لسليمان بن داود ألف امرأة في قصر واحد ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سريّة وكان رسول الله له بضع أربعين رجلاً وكان عنده تسع نسوة وكان يطوف عليهن في كل يوم وليلة . فروع الكافي ج 5 ص 567
ونقل نعمة الله الجزائري في كتابه قصص الانبياء ص 407 : عن أبي الحسن قال : كان لسليمان بن داود ألف امرأة في قصر واحد, ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرّية, ويطيف بهن في كل يوم وليلة .
ثم لماذا الإنكار على نبي الله سليمان وقد رويتم أن رسول الله قد اعطى هذا القوة :
في الوسائل ج 1 صفحة 180 كتاب النكاح : عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : لما كان في السحر هبط جبرئيل بصحفة من الجنة كان فيها هريسة , فقال: يا محمد هذه عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلي وذريتكما فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم, فجلس رسول الله وعلي فاطمة والحسن والحسين فأكلوا منها فأعطي رسول الله في المباضعة من تلك الأكلة قوة أربعين رجلاً, فكان إذا شاء غشي نساءه كلهن في ليلة واحدة .
وغيرها من المصادر راجع كتاب شبهات طال حولها الجدل ص 1016