سحر الرسول والحكمة من سحره واثباته من كتب الرافضة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسحر حق، وله حقيقة، وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، لقول الله تبارك وتعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة:102].
وقد ثبت في القرآن تأثر نبي الله موسى عليه السلام بالسحر، قال الله تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) [طـه:66-68].
وهكذا سحر لبيد بن الأعصم اليهودي نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : سَحَرَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَهُودِيّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ. يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَتْ: حَتّىَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيّلُ إِلَيْهِ أَنّهُ يَفْعَلُ الشّيْءَ، وَمَا يَفْعَلُهُ. حَتّىَ إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، دَعَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمّ دَعَا. ثُمّ دَعَا. ثُمّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنّ اللّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ جَاءَنِي رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالاَخَرُ عِنْدَ رِجْلَيّ. فَقَالَ الّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلّذِي عِنْدَ رِجْلَيّ، أَوِ الّذِي عِنْدَ رِجْلَيّ لِلّذِي عِنْدَ رَأْسِي: مَا وَجَعُ الرّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ. قَالَ وَجُف طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ".
قَالَتْ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. ثُمّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُوَاللّهِ لَكَأَنّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنّاءِ. وَلَكَأَنّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشّيَاطِينِ".
قَالَتْ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ أَحْرَقْتَهُ؟ قَالَ: "لاَ. أَمّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللّهُ. وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَىَ النّاسِ شَرّا، فَأَمَرْتُ بِهَا فَدُفِنَتْ".
وقد بين الإمام النووي رحمه الله تعالى حقيقة السحر الذي أصيب به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قال الإمام المازري رحمه الله: مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافاً لمن أنكر ذلك ونفى حقيقته، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها، وقد ذكره الله تعالى في كتابه، وذكر أنه مما يتعلم، وذكر ما فيه إشارة إلى أنه مما يكفر به، وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وهذا كله لا يمكن فيما لا حقيقة له، وهذا الحديث أيضاً مصرح بإثباته، وأنه أشياء دفنت وأخرجت، وهذا كله يبطل ما قالوه، فإحالة كونه من الحقائق محال، ولا يستنكر في العقل أن الله سبحانه وتعالى يخرق العادة عند النطق بكلام ملفق، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى على ترتيب لا يعرفه إلا الساحر، وإذا شاهد الإنسان بعض الأجسام منها قاتلة كالسموم، ومنها مسقمة كالأدوية الحادة، ومنها مضرة كالأدوية المضادة للمرض لم يستبعد عقله أن ينفرد الساحر بعلم قوى قتالة، أو كلام مهلك، أو مؤد إلى التفرقة.
قال: وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب آخر، فزعم أنه يحط منصب النبوة، ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، هذا الذي ادعاه هؤلاء المبتدعة باطل، لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقه وصحته وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ، والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل. فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث بسببها، ولا كان مفضلاً من أجلها، وهو مما يعرض للبشر فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، وقد قيل: إنما كان يتخيل إليه أنه وطئ زوجاته وليس بواطئ، وقد يتخيل الإنسان مثل هذا في المنام، فلا يبعد تخيله في اليقظة، ولا حقيقة له، وقيل: إنه يخيل إليه أنه فعله وما فعله، ولكن لا يعتقد صحة ما يتخيله، فتكون اعتقاداته على السداد.
قال القاضي عياض: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده، ويكون معنى قوله في الحديث: حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن، ويروى: يخيل إليه أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن، ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور.
وكل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء ثم لا يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخللٍ تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة، ولا طعناً لأهل الضلالة. انتهى
والله أعلم
ما الحكمه من سحر النبى صلى الله عليه وسلم ؟! :
كانت حادثة سحر النبى عليه الصلاة و السلام بمده ولكن لم يكن للسحر تأثير عليه ، وقد حدث التأثير بعد ختام الرساله و انقطاع الوحى ، اراد الله سبحانه و تعالى بختم نبوة رسوله فى ابطال كافة الاقوال بتشكيك فىها .. كـإتهام الكفار النبى عليه الصلاة و السلام بأنه ( ساحر ) و ( مسحور ) .
((إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ))
فهنا الكفار يتهمون الرسول صلى الله عليه وسلم بالساحر .. و المعروف ان الساحر لا يسحر .
يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا
وهنا يصفونه صلوات الله عليه بالمسحور .. والله اراد ان يبين لهم ان السحر لا يتمكن الا بإذنه وقادر على ابطاله .
يقول العالم الرافضي المجلسي
فقد اتفق جمهور المسلمين على أنها نزلت فيما كان من سحر لبيد بن أعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى مرض ثلاث ليال. ومنها ما روي أن جارية سحرت عايشة، وأنه سحر ابن عمر حتى تكوعت يده. فإن قيل: لو صح السحر لأضرت السحرة بجميع الأنبياء والصالحين، ولحصلوا لأنفسهم الملك العظيم، وكيف يصح أن يسحر النبي صلى الله عليه وآله وقد قال الله " والله يعصمك من الناس ولا يفلح الساحر حيث أتى " وكانت الكفرة يعيبون النبي صلى الله عليه وآله بأنه مسحور، مع القطع بأنهم كاذبون. قلنا: ليس الساحر يوجد في كل عصر وزمان، وبكل قطر ومكان، ولا ينفذ حكمه كل أوان، ولا له يد في كل شئ والنبي صلى الله عليه وآله معصوم من أن يهلكه الناس أو يوقع خللا في نبوته، لا أن يوصل ضررا وألما إلى بدنه، ومراد الكفار بكونه مسحورا أنه مجنون أزيل عقله بالسحر حيث ترك دينهم. فان قيل: قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى "يدل على أنه لا حقيقة للسحر، وإنما هو تخييل وتمويه. قلنا: يجوز أن يكون سحرهم إيقاع ذلك التخيل وقد تحقق، ولو سلم فكون أثره في تلك الصورة هو التخييل لا يدل على أنه لا حقيقة له أصلا. كتاب بحار الانوار ج60ص38-39
http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/13/no1339.htmlقال أبو الخير [ مقداد بن علي ] حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو [ ب: عمر ] الخراز (الخزاز) قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن محمد بن ميمون - عن عيسى يعني ابن محمد عن [ أبيه عن ] جده: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر فعقدوه له في إحدى عشر عقدة ثم جعلوه في جف من طلع - قال: يعني قشور اللوز [ ر: الكف ! ] - ثم أدخلوه في بئر بواد [ أ: وادى ] في المدينة [ أ: بالمدينة ] في مراقي البئر تحت راعوفة - يعني الحجر الخارج - فأقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء ! ! فنزل عليه جبرئيل عليه السلام ونزل معه بالمعوذتين [ ن: بالمعوذات ] فقال له: يا محمد ما شأنك ؟ قال: ما أدري أنا بالحال الذي ترى ! فقال: إن [ ر: قال: فان ] أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك، وأخبره بالسحر [ و ] حيث هو. ثم قرء جبرئيل عليه السلام: (بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فانحلت عقدة ثم لم يزل يقرء آية ويقرء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتنحل عقدة حتى أقرأها عليه إحدى عشر آية وانحلت إحدى عشر عقدة وجلس النبي ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما جاء به [ ر: أخبره ] جبرئيل [ به. ر ] وقال [ له. ب ]: انطلق فأتني بالسحر فخرج علي فجاء به فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنقض ثم تفل [ أ: ثقل ] عليه وأرسل إلى لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهودية فقال: ما دعاكم إلى ما صنعتم ؟ ! ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على لبيد وقال: لا أخرجك الله من الدنيا سالما قال: وكان موسرا كثير المال فمر به غلام يسعى في أذنه قرط قيمته دينار فجاذبه فخرم أذن الصبي فأخذ وقطعت يده فمات من وقته. تفسير فرات الكوفي ص619_620
http://www.yasoob.com/books/htm1/m016/20/no2009.htmlمحمد بن جعفر البرسي حدثنا احمد بن يحيى الارمني قال حدثنا محمد بن سيار قال حدثنا محمد بن الفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ان جبرئيل عليه السلام اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال يا محمد قال: لبيك يا جبرئيل قال ان فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه يعني الى البئر أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر قال: فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبى طالب عليه السلام وقال انطلق الى بئر ذروان فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن اعصم اليهودي فأتني به. قال علي عليه السلام فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهبطت فأذا ماء البئر قد صار كانه ماء الحياض من السحر فطلبته مستعجلا حتى انتهيت الى اسفل القليب فلم اظفر به قال الذين معي ما فيه شئ فاصعد فقلت لا والله ما كذب وما كذبت وما نفسي به مثل انفسكم يعني رسول الله صلى الله عليع وآله ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فاتيت النبي صلى الله عليه وآله فقال: افتحه ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها احدى وعشرون عقدة، وكان جبرئيل عليه السلام انزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله يا علي اقرأها على الوتر فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قراه انحلت عقدة حتى فرغ منها وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحر به وعافاه. كتاب طب الائمة ص113
http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/11/no1140.htmlابراهيم البيطار قال حدثنا محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان ويقال له يونس المصلى لكثرة صلاته عن ابن مسكان عن زرارة قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام السحر لم يسلط على شئ إلا على العين. وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه سئل عن المعوذتين اهما من القرآن فقال الصادق عليه السلام نعم هما من القرآن فقال الرجل انهما ليستا من القرآن في قراءة بن مسعود ولا في مصحفه فقال أبو عبد الله عليه السلام اخطأ ابن مسعود أو قال كذب ابن مسعود هما من القرآن قال الرجل فاقرأ بهما يا بن رسول الله في المكتوبة قال نعم وهل تدري ما معنى المعوذتين وفي أي شئ نزلتا ان رسول الله صلى الله عليه وآله سحره لبيد بن اعصم اليهودي فقال أبو بصير لابي عبد الله عليه السلام وما كاد أو عسى ان يبلغ من سحره قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام بلى كان النبي صلى الله عليه وآله يرى انه بجامع وليس بجامع وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده والسحر حق وما يسلط السحر إلا على العين والفرج فاتاه جبرئيل عليه السلام فاخبره بذلك فدعا عليا عليه السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر ذروان وذكر الحديث بطوله الى آخره. كتاب طب الائمة ص114
http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/11/no1140.html