شبهة الشيطان يعرض للرسول وهو في الصلاة
قال أحدهم: (أخرج الشيخان بالإسناد إلى أبي هريرة قال: {صلى رسول الله
صلاة فقال: إن الشيطان عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه
فذعته − أي فخنقته − ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه
فذكرت قول سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي .رواه البخاري برقم ١٢١٠ومسلم برقم 541
فقال: (وفيه أن أنبياء الله وخيرته من خلقه يجب أن يكونوا في نجوة من هذا وفي
منتزح فإنه ينافي عصمتهم ويضع من قدرهم, ومعاذ الله أن يشد الشيطان عليهم أو
يعرض لهم أو تسوّل له نفسه الطمع فيهم..). إلى أن قال: (فليسمح لي الشيخان
وغيرهما ممن يعتبرون حديث أبي هريرة لأسألهم: هل للشيطان جسم يشد وثاقه
ويربط بالسارية حتى يصبح وتراه الناس بأعينها أسيراً مكبلا ... ألخ )
الرد
ذكر المجلسي في بحاره ج 63 ص 297 في كتاب السماء والعالم باباً سماه ذكر إبليس وقصصه وأورد هذا الحديث الذي أنكرته من طريق أبي هريرة.
كما عقد أيضاً في بحاره في كتاب النبوة باباً سماه في معنى قوله : رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي . وأورد فيه هذا الحديث من رواية الشيخين.
كما عقد في بحاره ج 18 ص 82 في كتاب تاريخ النبي ص باباً سماه معجزاته في استيلائه على الجن والشياطين وأورد فيه هذا الحديث وهو من طريق ابن مسعود قال المجلسي : وقال القاضي في الشفا: رأى عبد الله بن مسعود الجن ليلة الجن وسمع لامهم وشبههم برجال الزطّ وقال النبي ص:إن شيطاناً تفلت البارحة ليقطع عليّ صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد... وأما من طريق المعصوم, فقد روى الحميري في قرب الإسناد عن أبي جميلة عن ابي عبدالله في قول سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي . قلت: فأعطيه الذي دعا به ؟ قال: نعم, ولم يعط بعده إنسان ما أعطي نبي الله عليه السلام من غلبة الشيطان, فخنقه إلى أسطوانة حتى أصاب بلسانه يد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لولا ما دعا به سليمان عليه السلام لأريتكموه .
وأما قوله: فليسمح لي الشيخان وغيرهما ممن يعتبرون حديث أبي هريرة لأسألهم هل للشيطان جسم يشد وثاقه ويربط بالسارية حتى يصبح وتراه الناس بأعينها أسيراً مكبلاً ؟
أقول: روى صاحب الأنوار النعمانية ج2 ص 168 عن الصدوق بإسناده إلى علي عليه السلام : قال: قد كنت جالساً عند الكعبة فإذا شيخ محدودب, فقال: يا رسول الله ادع لي بالمغفرة, فقال النبي ص: خاب سعيك يا شيخ وضل عملك, فلما ولّى الشيخ سألته عنه, فقال ذلك اللعين إبليس قال علي: عدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الأرض وجلست على صدره!! ووضعت يدي على حلقه لأخنقه!!, فقال: لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم, والله يا علي أني لأحبك جداً وما أبغضك أحد إلاّ شركت أباه في أمه فصار ولد زنا فضحكت!! وخلّيت سبيله .
علي يقتل ثمانين ألف من الجن :
أورد هاشم البحراني في كتاب مدينة معاجز باب معاجز الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ج 1 ص 147 – 151 حديث رقم 88 باب التاسع والعشرون خبر عطرفة الجنّي .
السيد المرتضى في عيون المعجزات قال : ومن دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته وخبره مع عطرفة الجنّي وهو خبر معروف عند علماء الشيعة, وقد وجدت هنا الخبر في كتاب الأنوار, وفي حديث طويل عن زاذان, عن سلمان, قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يومٍ جالساً بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث, إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت, فأثارت الغبار, وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي صلى الله عليه وآله ثم برز منها شخص كان فيها, ثم قال: يا رسول الله إني وافد قومي, وقد استجرنا بك فأجرنا, وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا, فإن بعضهم قد بغى علينا, ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه وخذ عليّ العهود والمواثيق....فقال له النبي: من أنت ومن قومك؟ قال: أنا عطرفة ابن شمراخ, أحد بن نجاح وأنا وجماعة من أهلي كنّا نسترق السمع, فلما منعنا من ذلك آمنّا, ولما بعثك الله نبياً آمنّا بك.... وقد خالفنا بعض القوم...فوقع بيننا وبينهم الخلاف, وهم أكثر منّا عدداً وقوة... فابعث معي من يحكم بيننا وبينهم بالحق.... ثم استدعى – أي النبي – بعلي عليه السلام وقال له: يا علي سِر مع أخينا عطرفة, وتشرف على قومه, وتنظر إلى ما هم عليه, وتحكم بينهم بالحق − فقام أمير المؤمنين مع عطرفة وقد تقلّد سيفه, قال سلمان ا: فتبعتهما إلى أن صار إلى الوادي فوقفت انظر إليهما, فانشقّت الأرض ودخلا فيها!! − إلى أن قال − وقد انشق الصفا!! وطلع أمير المؤمنين وسيفه يقطر دماً!!! ومعه عطرفة.... قال له − أي النبي - : ما الذي حبسك عنّي إلى هذا الوقت؟ فقال : صِرتُ إلى جنٍ كثيرٍ قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا عليّ... فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفاً !! . عيون المعجزات ص 38
وفي المجلد 2 صفحة 284 روايه رقم 573 الذي تخبّطه الشيطان لمّا ادّعى ما قاله .
فعن أبي يحيى قال: شهدت علياً يقول على منبر الكوفة : أنا عبد الله وأخو رسول الله − إلى أن قال− فلم يبرح مكانه حتى تخبّطه الشيطان, فجرّ برجله إلى باب المسجد .
وفي صفحة 309 روايه رقم 573 ان ابليس هرب من علي يوم بدر .
وخلاصة الحديث: قال ابن مسعود : والله ما هرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين عليه السلام فخاف أن يأخذه ويستأسره ويعرفه الناس فهرب .
هذا جزء بسيط مأخوذ من كتاب شبهات طال حولها الجدل صفحة 957