هجر الحوزات للقرآن وفضيحة صاحب الكشكول
ما مدى اهتمام الشيعة الجعفرية بالقرآن ؟
يا رب إن الشيعة اتخذوا هذا القرآن مهجورا !!
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشهيد العلامة مرتضى مطهري :
( عجبا ، أن الجيل القديم نفسه قد هجر القرآن وتركه ، ثم يعتب على الجيل الجديد لعدم معرفته بالقرآن ، إننا نحن الذين هجرنا القرآن ، وننتظر من الجيل الجديد أن يلتصق به ، ولسوف أثبت لكم كيف أن القرآن مهجور بيننا
إذا كان شخص ما عليما بالقرآن ، أي إذا كان قد تدبر في القرآن كثيرا ، ودرس التفسير درسا عميقا ، فكم تراه يكون محترما بيننا ؟
لا شيء .
أما إذا كان هذا الشخص قد قرأ " كفاية " الملا كاظم الخراساني فإنه يكون محترما وذا شخصية مرموقة . وهكذا ترون أن القرآن مهجور بيننا . وإن إعراضنا عن هذا القرآن هو السبب في ما نحن فيه من بلاء وتعاسة ، إننا ايضا من الذين تشملهم شكوى النبي (ص) إلى ربه : " يا رب إن قوي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " .
قبل شهر تشرف أحد رجالنا الفضلاء بزيارة العتبات المقدسة ، وعند رجوعه قال : إنه تشرف بزيارة آية الخوئي حفظه الله ، وساله : لماذا تركت درس التفسير الذي كنت تدرسه في السابق ؟ فأجاب : أن هناك موانع ومشكلات في تدريس التفسير !
يقول ، فقلت له : إن العلامة الطباطبائي مستمر في دروسه التفسيرية في قم .
فقال : إن الطباطبائي يضحي بنفسه . أي أن الطباطبائي قد ضحى بشخصيته الإجتماعية . وقد صح ذلك .
إنه لعجيب أن يقضى امرؤ عمره في أهم جانب ديني ، كتفسير القرآن ثم يكون عرضه للكثير من المصاعب والمشاكل ، في رزقه ، في حياته ، في شخصيته ، في احترامه ، وفي كل شيء آخر . لكنه لو صرف عمره في تأليف كتاب مثل الكفاية لنا كل شيء ، تكون النتيجة أن هناك آلافا من الذين يغرفون الكفاية معرفة مضاعفة ، أي أنهم يعرفون الكفاية والرد عليه ، ورد الرد عليه ، والرد على الرد عليه ، ولكن لا نجد شخصين اثنين يعرفان القرآن معرفة صحيحة ، عندما تسأل أحدا عن تفسير آية قرآنية ، يقول لك : يجب الرجوع إلى التفاسير ) !!
[ إحياء الفكر الديني - 52]
يقول الدكتور ( جعفر الباقري ) وهو استاذ في طهران وفي كتابه ( ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية )
يقول :
( من الدعائم الأساسية التي لم تلق الاهتمام المنسجم مع حجمها وأهميتها في الحوزة العلمية هو القرآن الكريم ، وما يتعلق به من علوم ومعارف وحقائق وأسرار فهو يمثل الثقل الأكبر والمنبع الرئيسي للكيان الإسلامي بشكل عام .
ولكن الملاحظ هو عدم التوجه المطلوب لعلوم هذا الكتاب الشريف ، وعدم منحه المقام المناسب في ضمن الإهتمامات العلمية القائمة في الحوزة العلمية ، بل وإنه لم يدخل في ضمن المناهج التي يعتمدها طالب العلوم الدينية طيلة مدة دراسته العلمية ، ولا يختبر في أي مرحلة من مراحل سيه العلمي بالقليل منها ولا بالكثير.
فيمكن بهذا لطالب العلوم الدينية في هذا الكيان أن يرتقي في مراتب العلم ، ويصل إلى أقصى غاياته وهو ( درجة الإجتهاد ) من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن وأسراره أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء .
هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك و الإنكار)
المرجع / ( ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية ) ص 109
ويقول آية الله الخامنئي المرشد الديني للجمهورية الإسلامية الشيعية :
( مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام اجازة الإجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة !!! لماذا هكذا ؟؟؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن)
[ نفس المرجع / ص 110]
ويقول آية الله محمد حسين فضل الله :
( فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجا دراسيا للقرآن )
[ نفس المرجع / ص 111]
ويقول آية الله الخامنئي :
( إن الإنزواء عن القرآن الذي حصل في الحوزات العلمية وعدم استئناسنا به ، أدى الى ايجاد مشكلات كثيرة في الحاضر ، وسيؤدي إلى ايجاد مشكلات في المستفبل ... وإن هذا البعد عن القرآن يؤدي إلى وقوعنا في قصر النظر)
[ نفس الرجع / ص 110]
ومما تقدم نقول مستفهمين :
كيف تكون هناك جامعات دينية شرعية شيعية متخصصة تخرج الآيات العظام دون أن تدرسهم القرآن ولو على مستوى التلاوة !!!!
كيف يدرس الطالب من بدايته وحتى يحصل على لقب (آية) وهو لم يتعلم القرآن ولو على مستوى التلاوة !!!
هذا خلل عظيم قد اصاب الثقل الأكبر !
وقد يقول الشيعي متعجبا ورافضا لكلام هؤلاء العلماء والقادة - متسائلا :
كيف لا تهتم الشيعة بالقرآن وهناك مفسرين كبار كالشيخ الطبطبائي ؟
ومن حق الشيعي أن يتسائل ومن حقنا أن نجيب سؤاله ولكن الجواب سيكون من علماءه انفسهم فهذا الدكتور جعفر الباقري يقول :
( وأما العلماء الذين برزوا في مجال التفسير من هذا الكيان (أي الحوزات) وعلى رأسهم العلامة محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان فقد اعتمدوا على قدراتهم ومواهبهم الخاصة وابتعدوا بأنفسهم عن المناهج العلمية المألوفة في الحوزة العلمية وتفرغوا الى الاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه والاشتغال بامر التفسير)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - جعفر الباقري ص 111]
وقد يتسائل الشيعي عن هذا الواقع المر في الجامعات والحوزات الدينية الشيعية !
فيقول :
ما هو السبب الحقيقي وراء الإعراض عن القرآن ؟
ونحن نقول له :
افضل من يجيبك على سؤلك ذلك هو سماحة آية الله العظمى الشيخ الخامنئي !
يقول آية الله الخامنئي :
( إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر الى العالم المفسر الذي يستفيدالناس من تفسيره على أنه جاهل ولا وزن له علميا لذا يضطر الى ترك درسه إلا تعتبرون ذلك فاجعة ؟!)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 112]
فهل تتصور أن الحوزات العلمية تتهم محب القرآن بأنه جاهل !
ويقول الدكتور الباقري :
( وكان ربما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص ( أي في القرآن وعلومه) الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط) ص 112
أقول :
اذا كان القرآن ليس من الأصول فما هي الأصول !!!!
وقد تتعجب أيها الشيعي الحبيب عندما لا تجد ذلك الاهتمام وتسأل إلى أي حد كان تقصير علماؤنا في حق الثقل الأكبر ؟
ويقول الدكتور الباقري مجيبا على سؤالك :
( ويصل الطلب الى اقصى غاياته وهو الاجتهاد من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن واسراره او اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء إلا ما يتعلق باستنباط الاحكام الشريعة منه خلال التعرض لآيات الاحكام ودراستها من زوايا الفقهية وفي حدود العقلية والاصولية الخاصة) [ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110]
وأما ما تراه من الآيات القرآنية والتي تدرس بين ثنايا الكتب فيبين لك آية الله الخامنئي السبب .
يقول آية الله خامنئي :
(قد ترد في الفقه بعض الآيات القرآنية ولكن لا تدرس ولا تبحث بشكل مستفيض كما يجري في الروايات)
[ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110]
وقد يقول أحد الشيعة محاولا التهرب من هذه الحقيقة المرة :
أن كلام هؤلاء العلماء ليس حقيقيا بل هم نصح وتوجيه وما يكون نصح لا يعني أن يكون حقيقي !
ولكن الدكتور الباقري يرد عليه فيقول :
( هذا الامر الحساس ادى الى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والانكار) [ ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110]
بل قد تتعجب أكثر ويصيبك الذهول بل والوجوم والصدمة حينما تعلم أن عدم اهتمام الشيعة بالقرآن وصل إلى أن تعدى أحد كبار علماء الفقه والحديث الشيعة على القرآن بشكل لا يقبل ولا يبرر أبدا !
فهذا كتاب (الكشكول) للشيخ المحدث الفقيه العابد الزاهد / يوسف البحراني .
وهذا الكتاب يعتبر كتاب أدب وأخلاق حميدة ألفه الشيخ يوسف لطلبة العلم ...كي يؤنسهم ويحثهم على الفضائل الحميدة .
يقول الشيخ يوسف البحراني في مقدمة كتابه الكشكول :
( فرأيت أن اصنع كتابا متضمنا لطرائف الحكم والأشعار مشتملا على نوادر القصص والآثار قد حاز جملة من الأحاديث المعصومية والمسائل العلمية والنكات الغريبة والطرائف العجيبة يروح الخاطر عند الملال ويشحذ الذهن عند الكلال جليس يأمن الناس شره يذكر انواع المكارم والنهى ويأمر بالإحسان والبر والتقى وينهى عن الطغيان والشر والأذى)
الكشكول ( ج 1 / ص 4)
ويقول ناشر الكتاب وهو موسسة دار الوفاء ودار النعمان ..عن هذا الكتاب العظيم :
( هو كتاب رائع يجمع بين الفقه والحديث والأدب والشعر والتاريخ وغير ذلك ؛ وجدير بأهل العلم والمعرفة أن ينهلوا من المنهل العذب)
هذه نبذة تعريفية عن كتاب (الكشكول) للشيخ : يوسف البحراني.
فهذا الكتاب الأخلاقي الذي هو عبارة عن احاديث معصومية وعلمية ونوادر تحث على الفضيلة - قد تطاول صاحبه على القرآن مالا يتطاول عليه كبار الملحدين !!
يقول الشيخ يوسف في كتابه (الكشكول ) :
( في الأثر أن أبا نواس مر على باب مكتب فرأى صبيا حسنا فقال : تبارك الله أحسن الخالقين.
فقال الصبي : لمثل هذا فليعمل العاملون.
فقال أبونواس : نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين.
فقال الصبي الأمرد : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.
فقال أبو نواس : اجعل بيني وبينك موعدا لاا نخلفه نحن ولا انت مكانا سوى.
فقال الصبي : موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى.
فصبر أبو نواس الى يوم الجمعة فلما أتى وجد الصبي يلعب مع الغلمان .
فقال أبو نواس : والموفون بعهدهم اذا عاهدوا.
فمشى الصبي مع أبو نواس الى مخدع خفي !!!
فاستحى أبو نواس أن يقول للصبي نم ؟؟؟
فقال أبو نواس : ان الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم .
فقام الصبي وحل سراويله وقال : اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها.
فركب أبو نواس على الصبي . فأوجعه !!!!!!!!!!
فقال الصبي : إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة.
وكان قريبا منهم شيخ يسمع كلام الصبي وأبو نواس ويرى ما يفعلون. فقال يخاطب أبو نواس :
فكلوا منها واطعموا البائس الفقير .
فقال الصبي : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
المرجع : ( الكشكول / ج 3 - ص 83)
استغفر الله !! استغفر الله !! استغفر الله !!
كيف استساغ الشيخ الشيعي البحراني أن يضمن كتابه تلك الحكاية بل ويضمنها راضيا بمحتواها ساكتا عن كفريتها وزندقتها !!
وختاما : إلى كل شيعي ... دع عنك التعصب والمكابرة وتأمل في واقعك فأنت رهين عقلك وفكرك ، فهل آن لك أن تحكم تلك الأغلال وتهدم الأصنام ؟
هنا فضيحة صاحب الكشكول
http://www.fnoor.com/images/fn2006.jpg