*صفاء الرووح* مشرف
عدد المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 29/09/2015
| موضوع: استخفافهم بالله والانبياء الأربعاء 21 أكتوبر 2015, 5:49 pm | |
| استخفافهم بالله والانبياء بعضاً منهم ليستخفّ بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم مثلما نقل السهلجي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال :" أراد موسى عليه السلام أن يرى الله تعالى , وأنا ما أردت أن أرى الله , هو أراد أن يراني " [1] .وحكى العطار وأبو طالب المكي وسبط ابن الجوزي عن بعض أصحاب أبي يزيد أنه قال :" كان عندي شاب صغير ملازم للخلوة فقلت له : هل رأيت أبا يزيد ؟ قال : لا . فتركته أياماً وأعدت عليه القول . قال : لا . فلما أكثرت عليه قال : رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد . قال : فكررت عليه القول وهو لا يزيد على هذا . فغاظني . فقلت : لو رأيت أبا يزيد مرة كان أنفع لك من رؤية الله سبعين مرة . فقال : قم بنا إليه . فخرجنا نطلب أبا يزيد . وإذا به قد خرج من النهر وفروته مقلوبة على كتفه . فلما رآه الشاب صاح ومات . فقلت لأبي يزيد : ما هذا ؟ فإنه ذكر أنه يرى الله وما مات . يراك فيموت ؟ فقال : نعم ! كان يرى الله على قدر حاله . فلما نظر إليّ . رأى الله على قدر حالي فلم يثبت فمات . قال : ثم داريناه فغسلناه وكفّنّاه وصلى عليه ودفنه وبكى " [2] .وحكى السهلجي والعطار عنه أيضاً أنه جاءه رجل فقرأ عنده :" إن بطش ربك لشديد " قال أبو يزيد :وحياته إن بطشي أشد من بطشه [3] .ونقل روزبهان بقلي شيرازي عن أبي موسى أنه قال :" سمع أبو يزيد مؤذناً يقول : الله أكبر , فقال :" وأنا أكبر من الله " – عياذاً بالله - [4] .ويروون في كتبهم حديثاً موضوعاً حيث يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" رأيت ربي في سكك المدينة على صورة شابّ أمرد " [5] .ونقل العراقي المتوفى 688هـ عن الوراق أنه قال :" ليس بيني وبين ربي فرق إلاّ أني تقدّمت بالعبودية " [6] .ومن إهانتهم لله سبحانه عز وجل أنهم نقلوا عن البسطامي أنه قال له الحق أخرج إلى خلقي بصفتي ( وفي رواية بصورتي ) فمن رآك رآني , ومن عظمك عظمني , فلم يسعني إلا امتثال أمر ربي , فخطوت خطوة إلى نفسي من ربي فغشي عليه , فإذا النداء " ردّوا عليّ حبيبي فلا صبر له عني "[7] .ونقلوا عن بعض المشايخ أنه قال لتلميذه :" هل رأيت أبا يزيد " ؟فقال التلميذ : رأيت الله فأغناني عن أب يزيد , فقال له العارف :لأن ترى أبا يزيد مرة كان خيراً لك من أن ترى الله ألف مرة .فلما سمع ذلك منه رحل إليه فقعد مع العارف على طريقة , فعبر أبو يزيد وفروته على كتفه و فقال العارف للتلميذ :هذا أبو يزيد , فنظر إليه فمات من ساعته [8] .وتجاوز أبو الحسن الخرقاني جميع الحدود وقال :" صارعت الله وصارعني , فغلب عليّ " [9] ." لأني أقلّ من ربي سنتين " [10] .والعجب كل العجب على الصوفية الذين يسمون هذه الإهانات والهفوات شطحيات المشايخ ويتأولونها بتأويلات لا يقرّها العقل ولا النقل , ويخترعون لهم أعذارا لا تؤيدها الشريعة الإسلامية , ويقولون : لا إنكار عليهم في أقوالهم وأفعالهم لأنهم محفوظون عن الخطأ والزلل [11] .فدين الصوفية دين السخرية والاستهزاء , لا يخافون في ذلك لومة لائم , فنقلوا عن البسطامي أنه قال :" غبت في الجبروت , وخضت بحار الملكوت وحجب اللاهوت حتى وصلت إلى العرش فإذا هو خال , فألقيت نفسي عليه وقلت :سيدي , أين طلبك ؟فكشفت , فرأيت أني أنا , فأنا أنا [12] .وحكوا عنه أيضاً أنه قال :" ضربت خيمتي بإزاء العرش " [13] .وحكوا عن الشبلي أنه سئل : متى تستريح ؟فقال : إذا لم أر الله ذاكراً [14] .كما نقلوا عن الخرقاني حكاية قالوا فيها :" نزل صوفي من الهواء يوماً وقال لأبي الحسن الخرقاني :أنا جنيد الوقت وشبلي العصر , فقام الخرقاني وضرب بقدمه الأرض وقال : أنا أيضاً إله الوقت ورسول العصر " [15] .وأما إهانتهم واستخفافهم بخاتم الرسل والأنبياء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحكي الكمشخانوي عن الشبلي أنه :" أذن مرة , فلما أنتهى إلى شهادة النبي عليه السلام قال :إلهي , لولا أنك أمرتني ما ذكرت معك غيرك " [16] .وذكروا عن أبي يزيد أنه قيل له :" أن الخلق كلهم لواء محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة , فقال أبو يزيد :تالله , إن لوائي أعظم من لواء محمد عليه السلام , لوائي من نور تحته الجان والأنس كلهم من النبيين " [17] .ويكتب الفيتوري :" قال الشيخ أحمد بن عروس لأهل تونس : لولا ما سبق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفاعة لشفعت في الأمم يوم القيامة , وكلّ إصبع من أصابعي يشفع في سبعين ألفاً " [18] .[1] النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 185 من شطحات الصوفية للدكتور عبد الرحمن بدوي ط وكالة المطبوعات الكويت .[2] تذكرة الأولياء لفريد الدين عطار ص 84 ط باكستان , أيضاً مرآة الزمان لسبط بن الجوزي ص 213 , 214 من شطحات الصوفية للدكتور بدوي , أيضاً قوت القلوب لأبي طالب المكي ط صادر بيروت .[3] النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 143 , أيضاً تذكرة الأولياء للعطار 288 , شرح شطحيات لروزبهان بقلي شيرازي ص 129 ط طهران 1360 هـ .[4] شرح شطحيات لروزبهان بقلي شيرازي ( فارسي ) ص 101 ط طهران 1360هـ .[5] حضرات القدس ( فارسي ) لبدر الدين السرهندي ط وزارة الأوقاف لاهور 1971 .[6] لمعات ( فارسي ) لفخر الدين العراقي ص 102 بتصحيح محمد خواجوي ط انتشارات مولى إيران 1363هـ .[7] شرح كلمات الصوفية جمع وتأليف محمود محمود الغراب ص 156 ط مطبعة زيد بن ثابت القاهرة 1402هـ .[8] أيضاً ص 151 .[9] شرح شطحيات لروزبهان بقلي شيرازي ( فارس ص طهران 1360 هـ ) .[10] لمعات لفخر الدين العراقي ص 102 بتصحيح محمد خواجوي ط انتشارات مولى إيران 1363هـ .[11] أنظر لذلك كتابنا " التصوف : المنشأ والمصادر " ص 201 وما بعد .[12] النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 164 .[13] شرح شطحيات لروزبهان ص 86 .[14] شرح كلمات الصوفية لمحمود الغراب ص 230 .[15] تذكرة الأولياء لفريد الدين عطار ص 282 ط باكستان .[16] جامع الأصول في أولياء لأحمد الكمشخانوي ط المطبعة الوهبية 1298هـ .[17] النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 143 , شرح شطحيات لروزبهان ص 132 .[18] الوصية الكبرى لعبد السلام الأسمر الفيتوري ص 85 ط مكتبة النجاح طرابلس ليبيا . | |
|