النظافة والطهارة
ومن أعمالهم المخالفة للشريعة الإسلامية عدم اعتنائهم بالنظافة والطهارة التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف الإيمان [1] .
وروي عنه عليه الصلاة والسلام في فضل الطيب والنظافة أنه قال :
" إن الله طيب يحب الطيب , نظيف يحب النظافة , كريم يحب الكرم , جواد يحب الجود , فنظفوا ولا تشبّهوا باليهود " [2] .
ولكن الصوفية ينصحون مريديهم عكس ذلك , فيكتب عبد الغني الرافعي :
" كل مريد غسل ثوبه بغير نجاسة , أو أكتحل , أو رجّل شعره , أو حسن شيئاً من زينة ظاهرة لغير ضرورة أو أمر شيخ فهو عامل لنفسه , وقالوا لبعضهم : لم لا تمشّط لحيتك ؟
فقال : إني إذن فارغ [3] .
مع أنه روى عن أنس رضي الله عنه أنه قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته " [4] .
وأما الشعراني فيروي عن الصوفي الشيخ محمد السروي أنه " جاءه الشيخ علي الحديدي يطلب منه الطريق فرآه ملتفتاً لنظافة ثيابه فقال :
إن كنت تطلب الطريق فأجعل ثيابك ممسحة لأيدي الفقراء , فكان كلّ من أكل سمكاً أو زفراً يمسح في ثوبه يده مدة سنة وسبعة شهور حتى صارت ثيابه كثياب الزياتين أو المساكين , فلما رأى ثيابه لقنه الذكر [5] .
وذكر أيضاً صوفياً آخر أنجس وأقذر بكثير , فقال :
" كان سيدي بركات الخياط رضي الله عنه يخيط المضربات المثمنة , وكان رضي الله عنه يقول لمن يخيط له : هات معك فوطة وإلا يتسخ قماشك من ثيابي .
وكان دكانه منتنا قذرا لأن كل كلب وجد ميتاً أو قطاً أو خروفاً يأتي به فيضعه داخل الدكان , فكان لا يستطيع أحد أن يجلس عنده " [6] .
وقد ذكر صاحب " الأنوار القدسية " عدم الاعتناء بالنظافة كقاعدة عامة لجميع المتصوفة حيث قال :
" يجب على المريد الصبر على وسخ الثياب وتخريقها حتى يزول وسخ قلبه " [7] .
وروى الشيخ نور الدين السمهودي أنه كان له فروة كبش مغشاة بثوب طرح يلبسها صيفا وشتاء , وكانت عمامته من غليظ المحلاوي , يغسلها مرة في السنة [8] .
وروي عنه عليه الصلاة والسلام في فضل الطيب والنظافة أنه قال :
" إن الله طيب يحب الطيب , نظيف يحب النظافة , كريم يحب الكرم , جواد يحب الجود , فنظفوا ولا تشبّهوا باليهود " [9] .
مع أنه روى عن أنس رضي الله عنه أنه قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته " [10] .
وروى عن عطاء بن يسار قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية , فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده , كأنه يأمر بإصلاح شعره ولحيته ففعل ثم رجع , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم وهو ثائر الرأس كأنه شيطان ) [11] .
[1] رواه مسلم .
[2] رواه الترمذي .
[3] ترصيع الجواهر المكية لعبد الغني الرافعي ص 36 ط المطبعة العامرية الشرفية مصر 1301 هـ , ومثله في تذكرة الأولياء للعطار ص 129 .
[4] رواه في شرح السنة .
[5] طبقات الشعراني ج 2 ص 128 .
[6] طبقات الشعراني ج 2 ص 145 .
[7] الأنوار القدسية لعبد الوهاب الشعراني ج1 ص 90 .
[8] الطبقات الصغرى لعبد الوهاب الشعراني ص 62 تحقيق عبد القادر عطا ط مكتبة القاهرة 1390هـ .
[9] رواه الترمذي .
[10] رواه في شرح السنة .
[11] رواه مالك .