لا أظن أننا بحاجة إلى إثبات إنكارهم وجحودهم للسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسند الصحيح. فجميع أقوالهم وكتبهم، ونصوصهم تدل على ذلك، فمذهبهم قائم على الهدم والرفض، وعلى تصديق الكذب، وتكذيب الصدق، بل إن شعر شعرائهم الملاحدة خير عندهم مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيحي البخاري ومسلم!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"ومع هذا يردون-أي الشيعة الروافض-أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة المتواترة عنه عند أهل العلم مثل أحاديث البخاري ومسلم، ويرون أن شعر شعراء الرافضة: مثل الحميري، وكوشيار الديلمي، وعمارة اليمني خير من أحاديث البخاري ومسلم، وقد رأينا في كتبهم من الكذب والافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وقرابته أكثر مما رأينا من الكذب في كتب أهل الكتاب من التوراة والإنجيل. وقال ابن تيمية:"ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة، فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذباً ولا أكثر تصديقاً للكذب، وتكذيباً للصدق منهم".(مجموع الفتاوى 28/481).
فرواية حدثني الحمار عن أبيه، عن جده، الواردة في كتبهم، أصدق عندهم مما هو ثابت بالسند الصحيح على أصول أهل الحديث من علماء الجرح والتعديل- في صحيحي البخاري ومسلم، وللتدليل على صحة ذلك نقتصر على ذكر الرواية التي رواها الكليني كذباً وزور، عن علي بن أبي طالب قال: روي أن أمير المؤمنين (ع) قال:إنَّ ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه، عن جده، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثمَّ قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار. (الكافي1/237). فلم يجدوا غير الحمار يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه. وهذا من الطعن والاستخفاف بقدر النبي صلى الله عليه وسلم.الذي يجب أن يُفدى بكل غالٍ وعزيز ونفيس!
قال الخميني قائد الثورة الشيعية في إيران في وصيته: نحن فخورون أن كتاب نهج البلاغة الذي هو بعد القرآن أعظم دستور للحياة المادية والمعنوية، وأسمى كتاب لتحرير البشر، وتعاليمه المعنوية والحكومية أرقى نهج للحياة، هو من إمامنا المعصوم. ويقول الشيخ خالد البغدادي الرافضي في مقدمته على كتابه عن نهج البلاغة الذي ينسبونه زوراً وكذباً لعلي بن أبي طالب:"يمثّل نهج البلاغة أكثر النصوص ثباتاً وديمومة وانتشاراً في فكرنا الإسلامي بعد القرآن الكريم والسُنّة النبوية الشريفة، ولعلّ سرّ خلود هذا "النهج" هو:مضمونه الذي يعدّ دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق".(تصحيح القراءة في نهج البلاغة ردّاً على "قراءة في نهج البلاغة" للدليمي: الشيخ خالد البغدادي، سلسلة الكتب المؤلفة في أهل البيت عليهم السلام (157)،إعداد مركز الأبحاث العقائدية ص3).
والسؤال: أين ذهبت الشيعة بكلام ومكانة سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.؟!!
فإذا كان كلام علي رضي الله عنه فوق كلام المخلوق، وأعظم وأرقى دستور للحياة، فأين يكون موضع كلام سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وأين تكون سنته الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم.؟!!
فإن قيل:إن الشيعة الروافض يردُّون سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا لأنها سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل لأنها لا تصح عندهم؟!أقول:هذا عين الجهل والكذب والتلفيق فهم لم يردوا السنة لعدم ثبوتها عندهم بعدما ناقشوا أسانيدها ومتونها على أصول وضوابط علم الحديث والجرح والتعديل، فهم من أبعد الناس عن هذا العلم العظيم، وإنَّما ردُّوها لأنَّها لا تنسجم مع أصولهم الباطلة الفاسدة. فالضابط عندهم لقبول الرواية أو ردها: هو ما وافق أصولهم الباطلة الفاسدة أو عارضها، فكل رواية توافق أصولهم الفاسدة أو يمكن تجييرها لخدمة وترويج أصولهم فهي عندهم صحيحة يحتجون بها، وإن كانت موضوعة مكذوبة، وكل رواية تخالف أصولهم الفاسدة، أو كانت توافق أصول أهل السنة والجماعة فهي عندهم ضعيفة وموضوعة، بغض النظر عن السند والرواة وعدالتهم! لأن نقلة الشريعة في زعمهم كفار، لا يؤخذ منهم دين ولا يُقبل منهم نقل.
وبهذا يتبين أنَّ القول بتحريف القرآن، وبطلان السنة النبوية، مؤداه إلى هدم أركان الشريعة والدين!! هذا الذي حملهم على رد السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الباحث في الفكر الشيعي الدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري:"والدارس لنصوص الشيعة ورواياتها قد ينتهي إلى الحكم بأن الشيعة تقول بالسنة ظاهراً وتنكرها باطناً؛ إذ إن معظم رواياتهم وأقوالهم تتجه اتجاهاً مجانفاً للسنة التي يعرفها المسلمون، في الفهم والتطبيق، وفي الأسانيد، والمتون".(أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية عرض ونقد: الدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري 1/ 208).