وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) . الاسراء
سيف علي اثقل من مداين لوط
على يد جبرئيل وفي ذلك اليوم لما شطر مرحبا شطرين والقاه مجدلا
جاء جبرئيل من السماء متعجبا فقال له النبي متعجب فقال ان الملائكة
تنادي في مواضع جوامع السموات لا فتى الا علي لا سيف الا ذو
الفقار واما اعجابي فاني لما امرني ربي ان ارم قوم لوط حملت مداينهم
وهي سبع مداين من الارض السابعة السفلى الى الارض السابعة
العليا على ريشة من جناحي ورفعتها حتى سمعت حملة العرش صياح
ديكتهم وبكاء اطفالهم ووقفت بها الى الصبح انتظر الامر ولم
انتقل بها واليوم لما ضرب علي ضربته الهاشمية وكبر امرت ان
اقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الارض وتصل الى الثور الحامل
لها فيشطره شطرين فتنقلب الارض باهلها فكان فاضل سيفه
على اثقل من مداين لوط هذا واسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده
في الهواء ...
مجمع النورين لابو الحسن المرندي صفحة 178
287 - البرسي : قال : وفي ذلك اليوم لما شطر مرحب شطرين وألقاه
مجدلا ( 7 ) جاء جبرئيل من السماء ( 8 ) متعجبا ، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله - : مم ( 9 )
تعجبت ؟ فقال : إن الملائكة تنادي في صوامع وجوامع السماوات : لا فتى إلا علي
لا سيف إلا ذو الفقار .
واما إعجابي فإني لما أمرت أن أدمر ( 1 ) قوم لوط حملت مدائنهم وهي سبع
مدائن من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا ، على ريشة من
جناحي ، ورفعتها حتى سمعت حملة العرش صياح ديكتهم وبكاء أطفالهم ،
ووقفت بها إلى الصبح أنتظر الامر ولم أتثقل بها ، واليوم لما ضرب علي ضربته
الهاشمية وكبر أمرت أن أقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الأرض وتصل إلى الثور
الحامل لها فيشطره شطرين فتنقلب الأرض بأهلها ( فتلقيته ) ( 2 ) ، فكان فاضل سيفه
علي أثقل من مدائن لوط ، هذا وإسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء . ( 3 )
الرابع والسبعون ومائة أن المشركين يوم الخندق في قصة الأحزاب افترقوا
سبع عشرة فرقة وهو مع كل فرقة يحصدهم بالسيف .
مدينة المعاجز ج 1 ص 426
فصل
وفي ذلك اليوم لما شطر مرحب شطرين ، وألقاه مجندلا جاءه جبرائيل باسما متعجبا فقال له
النبي صلى الله عليه وآله : مم تعجبك ؟ فقال : إن الملائكة تنادي في صوامع وجوامع السماوات : ( لا فتى إلا علي ولا
سيف إلا ذو الفقار ) ، وأما إعجابي فإني لما أمرت أن أدمر قوم لوط حملت مدائنهم وهي سبع مدائن
من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا ، على ريشة من جناحي ، ورفعتها حتى سمع
حملة العرش صياح ديكهم ، وبكاء أطفالهم ، ووقفت بها إلى الصبح أنتظر الأمر ولم أنتقل بها ، واليوم
لما ضرب علي ضربته الهاشمية وكنت أمرت أن أقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الأرض
فيصل الثور الحامل لها يشطره شطرين ، فتنقلب الأرض بأهلها فكان فاضل سيفه علي أثقل من
مدائن لوط ، هذا وإسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء ! ! ( 2 ) .
أقول : استعظم الجاهل هذا الحديث ، فاضل سيف علي أثقل من مدائن لوط على يد جبرائيل
هذا وإسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء هو غلو .
فقلت : يا بعيد الفكرة وجامد الفطرة ، جبرائيل وميكائيل وإسرافيل خلق الله خلقوا من شعاع
نور محمد وعلي ، ومحمد وعلي خلقا من جلال ذي الجلال ، فهم صفة الله وكلمة الله وأمر الله ، وخلق
الله ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو كانت البحار مدادا والغياض أقلاما ، والسماوات صحفا ،
والجن والأنس كتابا ، لنفد المداد وكلت الثقلان ، أن يكتبوا معشار عشر فضايل إمام يوم
الغدير ( 1 ) ، وكيف يكتبون وأنى يهتدون ؟
ولقد شهد لهذا الحديث النبوي الكتاب الإلهي من قوله : قل لو كان البحر مدادا لكلمات
ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( 2 ) ، وأكبر كلمات الله علي ، وإليه
الإشارة بقوله صلوات الله عليه : ( أنا كلمة الله الكبرى ) ( 3 ) فله الفضل الذي لا يعد ، والمناقب التي
ليس لها حد ، ولقد أنصف الشافعي محمد بن إدريس إذ قيل له : ما تقول في علي ؟ فقال : وماذا أقول
في رجل أخفى أولياؤه فضائله خوفا ، وأخفى أعداؤه فضائله حسدا ، وشاع له بين ذين ما ملأ
الخافقين ( 4 ) ، فأحببت أن أنظم هذا الحديث شعرا فقلت :
روى فضله الحساد من عظم شأنه * وأكبر فضل راح يرويه حاسد
محبوه أخفوا فضله خيفة العدى * وأخفاه بعضا حاسد ومعاند
وشاعت له من بين ذين مناقب * تجل بأن تحصى وإن عد قاصد
إمام له في جبهة المجد أنجم * علت فعلت أن يدن هاتيك راصد
لها فوق مرفوع السماك منابر * وفي عنق الجوزاء منها قلائد
مناقب إن جلت جلت كل كربة * وطابت فطابت من شذاها المشاهد
فتى تاه فيه الخلق طرا فعابد * له ومقر بالولاء وجامد
إمام مبين كل فضل له حوى * بمدحته التنزيل والذكر شاهد ( 5 )
فكل مبالغ في فضله إلا الغلو فهو معتذر ، وكل مطنب ومطرب في مدحه فهو مختصر ، وإلى هذا ،
المعنى أشار العارف الخليعي رضي الله عنه فقال :
سارت بأنوار علمك السير * وحدثت عن جلالك السور
والواصفون المحدثون غلوا * وبالغوا في علاك واعتذروا .
مشارق انوار اليقين للبرسي ص 172