إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري وأخبرنا محمد بن علي بن دحيم بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن سالم ثنا حسين بن زيد بن علي عن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».
رواه الحاكم في المستدرك وقال كعادته عفا الله عنه فيما لم يثبت من صحته « إسناده صحيح» وتعقبه الذهبي قائلا: « بل حسين بن زيد منكر الحديث» (المستدرك3/154 حديث رقم4729).
يريد الرافضة من ذلك أن الله غاضب على أبي بكر لأنه ثبت في أشد موقف وضعه الله فيه وهو الجمع بين تعظيمه ومحبته لفاطمة وبين ثباته على طاعة رسول الله الذي قال « إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة للمسلمين». فكيف يغضب الله على من أطاع رسوله مما فات فاطمة من كلامه ؟
ولا يعيبها أن يفوتها شيء من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عند الرافضة المقدسين لها المغالين فيها حتى قال عنها الخميني أنها كائن جبروتي إلهي ظهر بصورة امرأة (منزلة المرأة في الاسلام ص21). أما عندنا فهي بشر تنسى كما نسي رسول الله والرسل من قبله وكما قال موسى للخضر لا تؤاخذني بما نسيت.ويلزم الرافضة بما رووه عن غضب فاطمة على علي رضي الله عنه أن الله غاضب عليه أيضا.
فمن هذه الروايات:
1- روى المجلسي أن الحسن بن علي دخل على جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتعثر بذيله فأسرّ إلى النبي عليه الصلاة والسلام سراً فرأيته وقد تغير لونه ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام حتى أتى منزل فاطمة … ثم جاء علي فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها» (بحار الأنوار43/42 مجمع النورين ص142 لأبي الحسن المرندي، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب3/114).
2- جاء رجل إلى فاطمة فقال: أما علمت أن عليا قد خطب بنت أبي جهل؟ فقالت: حقا ما تقول؟ فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها وذلك أن الله كتب على النساء الغيرة… فاشتد غم فاطمة.. وجاء الليل فحملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمني.. ثم تحولت إلى حجرة أبيها.. فأتاه النبي وهو نائم فوضع رجله على رجله وقال: قم يا أبا تراب فكم من ساكن أزعجته… يا علي أما علمت أن فاطمة بضعة مني وأنا منها؟ فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.. ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها في كان كمن آذاها بعد موتي« (علل الشرائع للقمي ص185 ط نجف وأوردها المجلسي في جلاء العيون).
3- وحين رأت عليا واضعا رأسه على حجر جارية أهديت إليه فقالت: يا أبا الحسن فعلتها؟ فقال: يا بنت محمد ما فعلت شيئا. فاستأذنته في المسير إلى بيت أبيها فأذن لها فتجلبت بجلبابها وذهبت إلى النبي (علل الشرائع163 بحار الأنوار43-44).
4- وحين خذلها ولم ينتصر لها ولم يساعدها في موقفها من أبي بكر وقالت له » يا ابن أبي طالب: أهلكت شجعان الدهر وقاتلتهم، والآن غُلِبتَ من هؤلاء المخنثين، فها هو ابن أبي قحافة يأخذ مني فدك التي وهبها لي أبي جبرا وظلما ويخاصمني ويحاججني ولا ينصرني أحد، فليس لي ناصر ولا معين وليس لي شافع ولا وكيل.. سا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا« (حق اليقين للمجلسي بحث فدك ص 203 والاحتجاج للطبرسي والأمالي للصدوق295ط نجف).
فيلزم من روايات الشيعة أن الله غاضب على علي بن أبي طالب.