ان الله يضع السماء على اصبع والارض على اصبع
قال الامام البخاري : " 7451 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَضَعُ السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا المَلِكُ، «فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ»: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] " صحيح البخاري - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ} – ج 9 ص 134
وقال الامام احمد : " 4368 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. قَالَ: " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ " تَصْدِيقًا، لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [الزمر: 67] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (2)
__________
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين " مسند الامام احمد – تحقيق شعيب الارناؤوط – ج 7 ص 377 – 378
فيعترض بعض الرافضة على الحديثين ويقولون جاء في رواية ان الاصابع خمسة , وفي الاخرى ستة .
والجواب :
انه لا تعارض بين الحديثين , وذلك لانه لم يرد في الحديث حصر للعدد فاعتراض الرافضة باطل , ولقد جاء في القران ذكر صفة اليد لله تعالى بالافراد والتثنية , قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ( 10 ) : الفتح } , وقال تعالى : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) : ص } .
وخلاصة الامر ان اهل السنة عندهم ان الله تعالى ليس كمثله شيء , ولا يجعلون لوازم صفات الخالق , مثل لوازم صفات المخلوقين .
ولقد وردت صفة الاصابع في كتب الرافضة , قال ابن ابي جمهور : " ( 139 )
وقال النبي صلى الله عليه وآله : " قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمان " عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج 4 - ص 99
وقال الصدوق : " 75 - حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن حمران ، قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) يقول : إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحول إلى يسارك فلا تقل إلا خيرا ولا تبرأ منه حتى تسمع منه ما سمعت وهو على يمينك فان القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ساعة كذا وساعة كذا وان العبد ربما وفق للخير . ( قال مؤلف هذا الكتاب رحمه الله ) قوله : بين إصبعين من أصابع الله - يعني بين طريقين من طرق الله يعني بالطريقين طريق الخير وطريق الشر ، وان الله عز وجل لا يوصف بالأصابع ولا يشبه بخلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا " علل الشرائع - الصدوق - ج 2 ص 604 – 605
لقد ذكر الامام الباقر بأن لله تعالى اصابع , ولم يرد عن الامام المعصوم ان الاصبع بمعنى الطريق , فيبقى الامر على حقيقته ما لم يأت دليل على التأويل من كلام الامام المعصوم , واما تأويل الصدوق للاصبع بالطريق فهو مردود وذلك لان الرواية فيها ( بين اصبعين من اصابع الله ) فطريق الله تعالى لا يخرج من ان يكون طريق الخير , او طريق الشر , فلا توجد طرق اخرى , والرواية ذكرت اصبعين من اصابع الله , فلو كان الاصبع بمعنى الطريق فيلزم من هذا ان يكون لله تعالى اكثر من طريقين , فما هي الطريق الاخرى لله تعالى غير طريق الخير , والشر ؟ !!! , ثم نسال الرافضة ونقول هل تقولون بأن طريق الشر هو طريق الله ؟ !!! .