أُمِرتُ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل حدثني أبو زيد الأحول عن عتاب بن ثعلبة حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: « أمر رسول الله علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين».
رواه الحاكم وقال الذهبي « لم يصح» (المستدرك3/150). وقال في (الميزان3/27) « الاسناد مظلم، والمتن منكر».
فيه عتاب بن ثعلبة وهو تابعي ولا يكاد يعرف كما قال الألباني (سلسلة الضعيفة4907). روى عنه أبو زيد الأحول. روى هذا الحديث المنكر (ميزان الاعتدال3/27 لسان الميزان2/57 المغني في الضعفاء1/204).
وفيه محمد بن حميد وهو الرازي وهو ضعيف.
وفيه سلمة بن الفضل: «صدوق كثير الخطأ» كما في (التقريب2518)..
وفيه الحسن بن علي بن شبيب المعمري: صدوق حافظ، جرحه موسى بن هارون. في حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها» (تاريخ بغداد7/369 تاريخ الاسلام22/126 تذكرة الحفاظ2/667). وأمره يسير بالنسبة لمن سبقه.
وقد رد هذا الحديث ابن الجوزي والذهبي والسيوطي وابن حجر الهيتمي وغيرهم (ميزان الاعتدال ترجمة رقم2215 اللآلئ المصنوعة1/410 تطهير الجنان52).
ورواه البزار في مسنده(1/373):
حدثنا علي بن المنذر قال حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير قال حَدَّثَنَا فطر بن خليفة قال سمعت حكيم بن جبير يقول سمعت إبراهيم يقول سمعت علقمة يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول « أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين».
فيه حكيم بن جبير وهو كذاب يُترَك حديثُه. قال البخاري «كان شعبة يتكلم فيه» (التاريخ الكبير3/65 والصغير2/19) وقال يعقوب بن سفيان «كان مغال في التشيع… وقال: قيل عنه هو مذموم ورافضي من الغالية في الرفض» (المعرفة3/99).
والسؤال أنه إذا كان ترك علي حقه حرصا على بيضة المسلمين بطل حينئذ استدلالكم بهذا الحديث. إذ هو مأمور أن يقاتل مخالفيه بالنص من هذا الحديث: «أمرت بقتال الناكثين والقاسطين» بل يلزمكم أن عليا خالف أمر الله ورسوله بمقتضى هذا الحديث. إذ كان عليه أن يقاتل أبا بكر وعمر، لأنهما يدخلان عند الشيعة ضمن الناكثين والقاسطين!.
فإن كان هذا حقا هو قول علي رضي الله عنه فإنه حجة عليكم، إذ لم يقاتل علي أبا بكر ولا عمر ولا عثمان على منزلة الإمامة، مما يدل على أنهم كانوا عدولا عنده وخلافتهم عنده شرعية، ولولا ذلك لما قدمهم على نفسه وبايعهم ولكان قاتلهم لو كانوا داخلين عنده ضمن الناكثين والقاسطين والمارقين كما في هذا الحديث.
فإن قلتم كان مكرها قلنا: هذا يلزم منه التناقض في وعد الله بنصر الأئمة وتمكينهم. فيكف يأمر الله عليا بقتال قوم بينما يجرده الله من أسباب القوة ويجعلهم أقوى منه؟ كيف يأمر ملك قائده بأن يقاتل العدو وهو يعلم أن قائده لا يملك جيشا يقاتل به؟
تناقض الشيعة:
وزعم الشيعة أن عليا إنما سكت عن النزاع في هذا الأمر لأن النبي أوصاه أن لا يسل سيفا. ونعود لنسأل: كيف يوصيه أن لا يسل سيفا ثم يوصيه أن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟!
ولماذا شن حربا في صفين وقاتل معاوية؟
هذا حال دين الشيعة: دين مليء بالثرات والتناقضات والإلزامات الفاسدة.