الحق مع علي
عن محمد بن إبراهيم التيمي أن « فلانا دخل المدينة حاجا فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال: وهذا لم يعنا على حقنا على باطل غيرنا، قال: فسكت عنه ساعة فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري: إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ، قال: فغضب سعد فقال: أما إذ قلت ذاك فإني سمعت رسول الله يقول: علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان. قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أم سلمة قال: فأرسل إلى أم سلمة فسألها فقالت: قد قاله رسول الله في بيتي. فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن فقال: ولم؟ قال: لو سمعت هذا من النبي لم أزل خادما لعلي حتى أموت».
قال الهيثمي « رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح» (مجمع الزوائد7/476).
قلت: لم أجده عند البزار وإنما وجدت حديث «الحق بعدي مع عمر حيث كان» (مسند البزار6/98). بل ولم أجد عبارة (علي مع الحق) بل ولم أجد اسم سعد بن شعيب في مسند البزار.
والحديث باطل إذا كان من طريقه. فقد قال الحافظ ابن كثير « وقد ورد عن أبي سعيد وأم سلمة أن الحق مع علي رضي الله عنهما وفي كل منهما نظر» (البداية والنهاية7/389). وقال أيضا « وفي إسناد هذا ضعف» (البداية والنهاية8/84).
وفي الحديث محمد بن إبراهيم التيمي. قال الحافظ ابن حجر في مقدمة (فتح الباري ص37) عقب توثيقه ذكر قول أحمد فيه « يروي أحاديث مناكير» والمنكر يطلقه أحمد وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له.
وقد حاول الأميني الكذاب في كتابه الغدير أن يوهم القارئ بأن سعد بن شعيب صدوق وثقة، وأنه جاءت ترجمته في تهذيب التهذيب. وكل هذا من الأكاذيب، فلم تأت ترجمة له في أي شيء من كتب أهل السنة. وهكذا يتنزه الأميني عن الأمانة.