طعن الرافضة بـ آل العباس عليهم السلام
قال المجلسي : " و يحتمل أن يكون كناية عن ابن عباس فإنه قد انحرف عن أمير المؤمنين عليه السلام و ذهب بأموال البصرة إلى الحجاز، و وقع بينه عليه السلام و بينه مكاتبات تدل على شقاوته و ارتداده كما ذكرته في الكتاب الكبير " مرآة العقول – محمد باقر المجلسي - ج11 ص 244
وقال المازندراني : " قوله ( قال فاستضحكت ) منشأ الضحك هو أن ابن عباس لكمال سخافته لم يعقل أن عمى بصره لأجل الإنكار يوجب الاعتراف بأن ما أنكره حق فإصراره على الإنكار مع الاعتراف بما يزيله محل التعجب "
شرح أصول الكافي - محمد صالح المازندراني - ج 6 ص 6
وقال ايضا : " قوله ( فقلت له ) الغرض منه حمل ابن عباس على الإقرار بأنه كاذب " اهـ . شرح أصول الكافي - محمد صالح المازندراني - ج 6 ص 7
وفي تفسير القمي : " واما قوله ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) فإنه حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السلام قال جاء رجل إلى أبى علي بن الحسين عليهما السلام فقال إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفي من نزلت فقال أبى عليه السلام سله فيمن نزلت " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " وفيمن نزلت " لا ينفعكم نصحي ان أردت ان انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم " وفيمن نزلت " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " فاتاه الرجل فسأله ، فقال وددت ان الذي امرك بهذا واجهني به فاسأله عن العرش مم خلقه الله ومتى خلق ؟ وكم هو وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى أبى فقال أبى فهل أجابك بالآيات ؟ فقال لا . قال أبى : لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير مدع ولا منتحل اما قوله : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ففيه نزل وفي أبيه " تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 ص 23 , وتفسير نور الثقلين - الحويزي - ج 3 - ص 196
وقال المازندراني : " واعلم أن عبد الله بن عباس كان في بداية الحال من أهل الأمانة والديانة عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم تغيرت حاله وذهبت أمانته وفسدت ديانته وذمه ( عليه السلام ) في مواضع عديدة ومن أراد الاطلاع عليه فليرجع إلى نهج البلاغة " شرح أصول الكافي - محمد صالح المازندراني - ج 6 ص 4
لم يسلم حبر الامة عبد الله بن عباس رضي الله عنه من طعن الامامية , وتجاوزهم عليه , فهل يعتبر الامامية ان الطاعن بابن عباس رضي الله عنه ناصبي وطاعن بالعترة , ام ان ابن عباس خارج العترة ؟ !!! .
قال الخوئي : " وملخص الكلام: أن العباس لم يثبت له مدح، ورواية الكافي الواردة في ذمه صحيحة السند، ويكفي هذا منقصة له، حيث لم يهتم بأمر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولا بأمر الصديقة الطاهرة في قضية فدك، معشار ما اهتم به في أمر ميزابه " معجم رجال الحديث - الخوئي – ج 10 ص 254
وفي كتاب سليم بن قيس : " ثم حملت فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين ، فلم أدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي . فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ، أما حمزة فقتل يوم أحد ، وأما جعفر فقتل يوم مؤتة ، وبقيت بين جلفين جافيين ذليلين حقيرين عاجزين : العباس وعقيل ، وكانا قريبي العهد بكفر " كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 216
وفي الكافي للكليني : " 216 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) فَذَكَرْنَا مَا أَحْدَثَ النَّاسُ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ ( صلى الله عليه وآله ) وَ اسْتِذْلَالَهُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَأَيْنَ كَانَ عِزُّ بَنِي هَاشِمٍ وَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْعَدَدِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) وَ مَنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِنَّمَا كَانَ جَعْفَرٌ وَ حَمْزَةُ فَمَضَيَا وَ بَقِيَ مَعَهُ رَجُلَانِ ضَعِيفَانِ ذَلِيلَانِ حَدِيثَا عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ عَبَّاسٌ وَ عَقِيلٌ وَ كَانَا مِنَ الطُّلَقَاءِ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ حَمْزَةَ وَ جَعْفَراً كَانَا بِحَضْرَتِهِمَا مَا وَصَلَا إِلَى مَا وَصَلَا إِلَيْهِ وَ لَوْ كَانَا شَاهِدَيْهِمَا لَأَتْلَفَا نَفْسَيْهِمَا " الكافي – الكليني - ج 8 ص 189 – 190 , وقال المجلسي في مرآة العقول – حسن – ج 26 ص 83
لقد جاء الطعن بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مصادر الامامية , وقد صرح الخوئي بذمه , مع ان وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالعباس قد وردت في كتب الامامية , ففي امالي الطوسي : " حدثنا أبو عمر، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أحمد بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا الحسن بن محمد الليثي، قال: حدثني أبو جعفر أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه " الأمالي - الطوسي - ص273
فجعل النبي صلى الله عليه واله وسلم اذية العباس رضي الله عنه كأذيته , ومع هذا لا يتورع بعض الامامية في الاساءة للعباس رضي الله عنه .
[rtl]ولقد ذكرنا اقرار النبي صلى الله عليه واله وسلم بأن العباس رضي الله عنه من اهل بيته كما هو الحال بالنسبة لعلي رضي الله عنه , ولا يختلف احدهما عن الاخر , وللتاكيد ساكرر النص هنا لمناسبته , ففي البحار للمجلسي : " 1 – الاحتجاج : عن أبى المفضل محمد بن عبد الله الشيباني باسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج في مرضه الذي توفى فيه إلى الصلاة متوكيا على الفضل بن العباس، وغلام له يقال له ثوبان، وهى الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله، ثم حمل على نفسه (صلى الله عليه وآله) وخرج، فلما صلى عاد إلى منزله، فقال لغلامه اجلس على الباب ولا تحجب أحدا من الانصار، وتجلاه الغشي، وجاءت الانصار فأحدقوا بالباب، وقالوا: ائذن لنا على رسول الله فقال: هو مغشى عليه، وعنده نساؤه، فجعلوا يبكون. فسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) البكاء فقال: من هولاء ؟ قالوا الانصار، فقال (صلى الله عليه وآله) من هيهنا من أهل بيتى ؟ قالوا علي والعباس، فدعاهما وخرج متوكئا عليهما، فاستند إلى جذع من أساطين مسجده وكان الجذع جريد نخلة، فاجتمع الناس وخطب وقال في كلامه: إنه لم يمت نبى قط إلا خلف تركة وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتى فمن ضيعهم ضيعه الله أولا وإن الانصار كرشي التي آوي إليها، وإني أوصيكم بتقوى الله والاحسان إليهم، فاقبلوا من محسنهم، و تجاوزوا عن مسيئهم " بحار الانوار – المجلسي – ج 28 ص 176 – 177[/rtl]
[rtl]فالوصية بالعباس صريحة وواضحة بنص رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فيجب الامتثال لهذه الوصية , والرعاية لحق عم نبينا صلى الله عليه واله وسلم , والتعامل بما يتناسب مع مقامه الشريف .[/rtl]
وورد في كتب الامامية ان العباس رضي الله عنه هو من صلى صلاة الجنازة على فاطمة رضي الله عنها , ففي كتاب سليم بن قيس : " قال ابن عباس : فقبضت فاطمة عليها السلام من يومها ، فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله . فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا عليه السلام ويقولان له : ( يا أبا الحسن ، لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله ) . فلما كان في الليل دعا علي عليه السلام العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمارا ، فقدم العباس فصلى عليها ودفنوها " كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 392 – 393 , واللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - ص 872 , وحياة أمير المؤمنين عن لسانه - محمد محمديان - ج 3 ص 48
كيف يصلي المذموم على الزهراء صلاة الجنازة , ولا يصلي عليها المعصوم ؟ !!! .
بعد ان بينا المطاعن التي صدرت من الامامية بحق العباس , وابنه عبد الله رضي الله عنهما سوف ننقل ما ورد من تكفير العباسيين بالجملة , حتى يتبين للقاريء الكريم ان الغلو , والهوس في الطعن عند الامامية لم يسلم منه احد حتى اهل بيت النبي الاطهار رضي الله عنهم .
قال المجلسي : " قوله عليه السلام:" نحن بنو هاشم"
[rtl](3) أي ما ورد في مدح بني هاشم فالمراد أهل البيت عليهم السلام، أو من تبعهم على الحق أيضا، لا من خرج من أولاد هاشم عن الحق و كفر بالله بادعاء الإمامة بغير حق، كبني عباس و أضرابهم" مرآة العقول – محمد باقر المجلسي - ج 26 ص 35[/rtl]
وقال الخميني : " فنقول : إن الظالم قد يكون ممن يتلبس بظلم ما ، وقد يكون شغله ذلك كالسارق القاطع للطريق ، وقد يكون سلطانا أو أميرا جائرا ، وقد يكون مدعى الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ويكون غاصبا لولاية أئمة الحق كخلفاء بني أمية و بني العباس لعنهم الله " المكاسب المحرمة - الخميني - ج 2 ص 93
وقال المجلسي : " قوله : واحتوى على المدينة أي غلب عليها ، وأحاط بها ، ما كلف ابن عمك أي محمد بن عبد الله وسمي أبا عبد الله عمه مجازا فأجد الضراب من الإجادة أي أحسن ، ويمكن أن يقرأ بتشديد الدال أي اجتهد ، والضراب القتال ، فان القوم أي بني العباس وأتباعهم فساق : أي خارجون من الدين ، ويسرون شركا لأنهم لو كانوا موحدين لما عارضوا إماما نصبه الله ورسوله " بحار الأنوار - المجلسي - ج 48 - ص 165
وقال المجلسي : " والشيصبان اسم الشيطان أي بني العباس الذين هم شرك شيطان " بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 ص 46
ووردت رواية في من لا يحضره الفقيه : " 766 - وسئل الصادق عليه السلام " عن الصلاة في القلنسوة السوداء ؟ فقال : لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار " من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 1 - ص 251
فعلق عليها علي اكبر غفاري في الحاشية بقوله : " ( 3 ) محمول على الكراهة . ولعل المراد بأهل النار خلفاء بنى العباس لان السواد شعارهم " من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 1 - ص 251
ان هذه النصوص التي نقلناها تدل على ان الامر عند الامامية لا علاقة له بأهل البيت , واحترامهم , وتوقيرهم امتثالا لوصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وانما الامر هو عبارة عن اي منفذ لتكفير الامة , والطعن بهم بأي وسيلة كانت , فاتخذ الرافضة تغطية لانفسهم وهي ادعاء محبة اهل البيت , ثم من خلال هذه التغطية يطعنون بالامة ويشوهون صورة الاسلام العظيم .