قلعة أهل السنة
نرحب بتواجدك
قلعة أهل السنة
نرحب بتواجدك
قلعة أهل السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 تحريم الطيبات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
*صفاء الرووح*
مشرف
مشرف
*صفاء الرووح*


عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 29/09/2015

تحريم الطيبات Empty
مُساهمةموضوع: تحريم الطيبات   تحريم الطيبات Emptyالأربعاء 07 أكتوبر 2015, 12:55 am

تحريم الطيبات


" شأن المزيد كثرة الجوع بطريقة الشرعي , وهو معظم أركان الطريق , فكما أن الشارع جعل معظم الحج عرفة , كذلك أهل الله جعلوا الجوع هو الطريق " [1] .
ونقل النفزي الرندي أن الجوع أحد الأركان الأربعة للتصوف , والبقية هي :
الصمت والخلوة والسهر , ومن حصل عليها فقد حصل على كلية الدواء والتحقق بزمرة الأولياء والبدلاء " [2] .
ومن أطرف وأعجب ما نقلوا في ذلك هو ما حكاه الشعراني عن العلاء بن زياد أنه ربما بكى سبعة أيام متوالية لا يذوق فيها طعاما و لا شرابا [3] .


جعل الله في الشبع الجهل والمعصية , وفي الجوع العلم والحكمة , قال أبو سليمان الداراني :
" مفتاح الدنيا الشبع , ومفتاح الآخرة الجوع , وقال يحيى بن معاذ الرازي : الجوع نور والشبع نار " [4] .
والصفوري يمدح الجوع الصوفي بقول قائلهم :
لأن أترك لقمة من عشائي أحب إلي من قيام ليل , والجوع في خزائن الله لا يعطيه إلا لمن أحبه [5] .
وحكى ابن الملقن عن يحيى بن معاذ الرازي المتوفي 258 هـ أنه قال :
الزهد ثلاثة أشياء : الخلوة , والقلة , والجوع [6] .


ونقل الشعراني عن الخراز أنه كان يقول :
" الجوع طعام الزاهدين " [7] .
ونقل عن أحمد الرفاعي أنه قال :
" أنا أحب للمريد الجوع والعري والفقر والذل " [8] .
وعلى هذا الأساس نقلوا حكايات وأكاذيب عديدة لتمجيد الجوع وتمجيد المتجوعين والثناء عليهم , أكاذيب واضحة صريحة . فقالوا :
" إن سهل بن عبد الله التستري كان لا يأكل الطعام نيفا وعشرين يوما " [9] .
ومرة قالوا عنه أيضا أنه كان يأكل كل خمسة عشر يوما مرة , فإذا دخل رمضان لم يكن يأكل شيئا إلى يوم العيد [10] .
ومثل ذلك نقلوا عن إبراهيم بن أدهم أيضا [11] .
وروى الطوسي أكثر من ذلك عن أبي عبيد البسري أنه " كان إذا دخل رمضان دخل البيت وسد عليه الباب ويقول لامرأته : " أطرحي كل ليلة رغيفا من كوة في  البيت و لا يخرج منه حتى يخرج رمضان , فتدخل امرأته البيت فإذا الثلاثون رغيفا موضوعة في ناحية البيت " [12] .
ونقل ابن عجيبة الحسني عن أبي سليمان الداراني أنه قال :
" أحلى ما تكون العبادة إذا لصق ظهري ببطني " [13] .
وأما الشعراني فروى عن بعض مشايخ الصوفية أنه كان يقول :
" مثقال ذرة من لحم تقسي القلب أربعين صباحا " [14] .


ومن تطرفات القوم وتعنتهم في هذا أيضا ما رواه الغزالي أن مالك بن دينار مرض مرضه الذي مات فيه , فأشتهى قدحاً من العسل واللبن ليثرد فيه رغيفا حارا , فمضى الخادم وحمل إليه , فأخذه مالك بن دينار ونظر فيه ساعة وقال : " يا نفس قد صبرت ثلاثين سنة , وقد بقي من عمرك ساعة , ورمى القدح من يديه , وصبر نفسه ومات " [15] .


فهل هذا من الدين يا ترى , وهل هذا هو الزهد الذي يدندنون حوله ويطبلون ؟






وهذا كله رغم ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يخالف صنيعهم ويعارض طريقهم حيث قال الرب تبارك وتعالى في كلامه :


﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [16] .


وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل [17] .


وعن عبد الله بن جعفر أنه قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء ) [18] .


وعن عمرو بن أمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده , فدعى إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها , ثم قام فصلى , ولم يتوضأ [19] .


وعن أنس , أن خياطا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه , فذهبت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقرب خبز شعير ومرقا فيه دباء وقديد , فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة , فلم أزل أحب الدباء بعد يومئذ [20] .






وعن جابر , أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا : ما عندنا إلا خل , فدعا به , فجعل يأكل به ويقول :
 { نعم الإدام الخل , نعم الأدام الخل } [21] .


وعن أبي أيوب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بطعام أكل منه وبعث بفضله إلي ّ [22] .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " أتى رسول الله بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها " [23] .


وعن ابن عباس , قال : " كان أحبّ الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز , والثريد من الحيس " [24] .


وعن أبي أسيد الأنصاري , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { كلوا الزيت وأدهنوا به , فإنه من شجرة مباركة } [25] .


وعن عائشة , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب [26] .


وعن ابني بسر السلميين , قالا : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا زبدا وتمرا , وكان يحب الزبد والتمر [27] .


وعن عكراش بن ذؤيب , قال : أتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر , فخبطت بيدي في نواحيها , وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين يديه , فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال : يا عكراش , كل من موضع واحد فإنه طعام واحد , ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر , فجعلت آكل من بين يديّ , وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق , فقال يا عكراش : كل من حيث شئت , فإنه غير لون واحد [28] .


وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار , ومعه صاحب له , فسلّم فردّ الرجل وهو يحوّل الماء في حائط , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن كان عندك ماء بات في شنّة وإلا كرعنا ؟ )
فقال : عندي ماء بات في شنّ , فانطلق إلى العريش فسكب في قدح ماء , ثم حلب عليه من داجن , فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه [29] .


وعن الزهري عن عروة عن عائشة , قالت : كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد [30] .


وعن عائشة , قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعذب له الماء من السقيا , قيل هي عين بينها وبين المدينة يومان [31] .


وعن أنس , قال : لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن [32] .


وعن عائشة , قالت : كنا نبيذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكأ أعلاه , وله عزلاه, ننبذ غدوة فيشربه عشاء , وننبذ عشاء فيشربه غدوة [33] .


و أخيرا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ) [34] .


وخير ما ورد في هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أكل وشرب وشكر , وإذا لم يجد ما يأكله ويشربه فصبر , ولم يكن يرد موجودا كما لم يكن يتكلف مفقودا , وما أحسن ما كتبه الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله عن هدية صلى الله عليه وسلم وسيرته في الطعام فقال :


" كان هديه وسيرته في الطعام لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم وما عاب طعاما قط إن أشتهاه أكله وإلا تركه كما ترك أكل الضب لما لم يعتده ولم يحرمه على الأمة بل أكل على مائدته وهو ينظر وأكل الحلوى والعسل وكان يحبهما وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج ولحم الحبارى ولحم الوحش والأرنب وطعام البحر وأكل الشوي وأكل الرطب والتمر وشرب اللبن خالصا ومشوبا والسويق والعسل بالماء وشرب نقيع التمر وأكل الخزيرة وهي حساء يتخذ من اللبن والدقيق وأكل القثاء بالرطب وأكل الإقط وأكل التمر بالخبز وأكل الخبز بالخل وأكل الثريد وهو الخبز باللحم وأكل الخبز بالأهالة وهي الودك وهو الشحم المذاب وأكل من الكبد المشوبة وأكل القديد وأكل الدباء المطبوخة وكان يحبها وأكل المسلوقة وأكل الثريد بالسمن وأكل الجبن وأكل الخبز بالزيت وأكل البطيخ بالرطب وأكل التمر بالزبد وكان يحبه ولم يكن يد طيبا ولا يتكلفه بل كان هديه أكل أكل ما تيسر فإن أعوزه صبر حتى أنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع ويرى الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيته نار وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفر وهي كانت مائدته وكان يأكل بأصبعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ , وهو أشرف ما يكون من الأكلة , فإن المتكبر يأكل بإصبع واحد , والجشع الحريص يأكل بالخمس ويدفع بالراحة , وكان لا يأكل متكئاً " [35] .


ولكن القوم عكسوا الموضوع فحرموا ما أحل الله , وتعنتوا وتطرفوا في ترك الطعام والشراب , وأسسوا أسسا وأصلوا قواعد لا وجود لها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا في سيرة أصحابه خيار خلق الله وأبرار هذه الأمة المغفورة لها , لم يأخذوها إلا من البراهمة ورهبنة النصارى [36] .




[1] الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية لعبد الوهاب الشعراني ج1 ص 55 ط  دار أحياء التراث العربي بغداد .
[2] انظر غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج1 ص 92 ط  القاهرة  .
[3] الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ج 1 ص 35 .
[4] جامع أصول الأولياء لأحمد الكمشخانوي ص 163 ط المطبعة الوهبية طرابلس 1289هـ , ومثله تذكرة الأولياء للعطار ص 134 .
[5] نزهة المجالس للصفوري ج1  ص 177  ط    بغداد .
[6] طبقات الأولياء لابن الملقن ص 322 .
[7] الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص 97 .
[8] الأنوار القدسية لعبد الوهاب الشعراني ج1 ص 132 ط   بغداد .
[9] اللمع للطوسي أبي نصر السراج ص 269 .
[10] كشف المحجوب للهوجيري ص 567 ترجمة عربية دكتورة اسعاد عبد الهادي ط بيروت 1980م .
[11] أيضا .
[12] اللمع لأبي نصر السراج الطوسي ص 217 .
[13] الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني  ص 154 ط  القاهرة .
[14] طبقات الشعراني ج1 ص 46 .
[15] مكاشفة القلوب إلى علام الغيوب لأبي حامد الغزالي ص 15 ط  الشعب القاهرة .
[16] سورة الأعراف الآية 32 .
[17] رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
[18] متفق عليه .
[19] متفق عليه .
[20] متفق عليه .
[21] رواه مسلم .
[22] رواه مسلم .
[23] رواه الترمذي وابن ماجه .
[24] رواه أبو داوود .
[25] رواه الترمذي  وابن ماجه والدارمي .
[26] رواه الترمذي .
[27] رواه أبو داود .
[28] رواه الترمذي .
[29] رواه البخاري .
[30] رواه الترمذي .
[31] رواه أبو داود وصححه الألباني .
[32] رواه مسلم .
[33] رواه مسلم .
[34] رواه مسلم وأبن ماجه .
[35] زاد المعاد في هدي خير العباد لأبن قيم الجوزية ج1 ص 37 .
[36] أنظر تفصيل ذلك وأدلته في كتابنا " التصوف : المنشأ والمصادر " الباب الثاني ط   إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحريم الطيبات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحريم المتعة من كتبهم
» تحريم حلق اللحية من كتب الرافضة
»  كتاب تحريم المتعة في الكتاب و السنه
» تحريم اطالة الثوب واستحباب تقصيره
» تحريم اللطم و النياحة من كتب الشيعة الإثنى عشرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلعة أهل السنة :: الرد على الشيعة :: شبهات تستدل بها الرافضة والرد عليها :: شبهات حول التوسل-
انتقل الى: